عادت مجددا السفارة الأمريكية في الجزائر لإطلاق صفارات إنذارها الموجهة لرعاياها بالجزائر طبعا، وفي خرجة تبدو غريبة من نوعها "تكهنت" السفارة الأمريكية بحدوث إنفجارين إرهابيين بالعاصمة أمس، واستطاعت في سابقة هي الأولى من نوعها أن تحدد المكان والزمان وهي التي لم تستطع في يوم ما أن تتنبأ بضربات ال 11 سبتمبر، غير أنها خرقت أمس هذه القاعدة وزعمت حصول تفجيرين في البريد المركزي في قلب العاصمة ومقر التلفزيون الجزائري الذي يحتوي أيضا مقر الإذاعة الوطنية الواقع بشارع الشهداء. وأعلنت السفارة الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني نقلا عما وصفته بتقارير غير مؤكدة أن مهاجمين ربما خططوا لشن هجمات في الجزائر يوم أمس السبت، هذا الإنذار وذلك بعد ثلاثة أيام من مقتل 33 شخصا في العاصمة في تفجيرين انتحاريين مسا مقر قصر الحكومة ومقرين للأمن الوطني بباب الزوار، وقالت في إشعار شبيه للتنبؤات والتكهنات وجه خصيصا للمغتربين الأمريكيين في الساعات الأولى من صباح أمس السبت أنه "وفقا لمعلومات غير مؤكدة فربما تكون هناك هجمات مخططة سيتم تنفيذها في ال 14 افريل 2007 في مناطق تضم مكتب البريد المركزي الجزائري ومقر التلفزيون الحكومي ضمن مواقع أخرى لم يحددها بيان السفارة الأمريكية". وبالرغم من التهديدات التي زعمتها السفارة الأمريكية، وهي المعروف عنها حذرها الشديد وتبنيها طيلة الفترة السابقة بما فيها الفترة التي استرجعت فيها العاصمة أمنها واستقرارها التعزيزات الأمنية المكثفة التي تخص بها مقرها المركزي فقد أشارت إلى أن السفارة ستفتح أبوابها كالمعتاد يوم السبت، لكنها ستعمل على الحد من تحركات موظفيها في المدينة بناء على هذه المعلومات، كما طالبت من رعاياها المتواجدين في الجزائر في إطار سفر الى التقرب من مقر قنصليتها بالعاصمة دون أن تحدد الغرض من هذه الدعوة. التحذيرات "المبطنة" و"غير البريئة" التي أطلقتها السفارة الأمريكية لاعتماد الحيطة والحذر تأتي بعد التفجيرات التي ضربت العاصمة نهاية الأسبوع، أين تعرض قصر الحكومة ومبنى للشرطة ببلدية باب الزوار إلى تفجيرين انتحاريين أسفرا عن مقتل 33 شخصا وإصابة 222 شخصا يوم الأربعاء، وهما التفجيران اللذان تبناهما تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. والجدير بالذكر أن السفارة الأمريكيةبالجزائر، سبق لها أن وجهت إنذارا كاذبا لرعاياها بتاريخ ال 13 مارس الماضي تحذرهم من هجمات إرهابية تستهدف طائرة للمسافرين تقل عمالا أجانب الى الجزائر، غير أن هذه التنبؤات لم تصدق يومها، كما لم تصدق التنبؤات الغريبة وغير المؤسسة التي أعلنتها السفارة أمس من دون أن تحدد منطلقا أو مصدرا لمعلوماتها. هذه الإنذارات والتحذيرات الكاذبة، تعيد فتح الأبواب واسعا لمناقشة بعض "الاقتراحات"، التي ظلت الجزائر ترفضها وتكذبها جملة وتفصيلا، وإن كانت السلطات الجزائرية قد فضلت السكوت في كل مرة دون أن تطلب من السفارة توضيحات أو كشف "مرجعياتها" في إصدار التحذيرات التي تعد الثانية في ظرف أقل من شهر بالرغم من تطمينات رئيس الجمهورية شخصيا، فإنه برأي المتتبعين تكون السلطة في الجزائر فهمت جيدا معنى "المساعدات" التي يقترحها البيت الأبيض على الجزائر، للتصدي لتنظيم "القاعدة"، وهي "مساعدات عسكرية" طبعا، ترفضها الجزائر على أساس الخطر الذي تشكله على السيادة الوطنية، وهو ما شكل سببا رئيسيا لإعلان الجزائر لمعارضتها إقامة قواعد عسكرية فوق أراضيها، دون أن تطلب الولاياتالمتحدةالأمريكية صراحة ذلك، غير أن تصرفاتها وإصرارها على وجود القاعدة بالجزائر أصبح يثير الريبة. سميرة بلعمري:[email protected]