أصيب 12 شرطيا و13 مناصرا بالإضافة إلى برلماني، الجمعة، بجروح متفاوتة في أحداث عنف وشغب تخللت مباراة الجولة الأخيرة من بطولة القسم الوطني الأول لكرة اليد التي جمعت بين فريق أمل بريكة وضيفه أولمبيك عنابة. وتعتبر المباراة مصيرية بالنسبة إلى الفريقين، حيث تمكن نتيجتها من تحديد الفريق الصاعد إلى القسم الوطني الممتاز، علما أنهما كانا يتقاسمان المرتبة الأولى، غير أن التعادل يكفي العنابيين لاقتطاع تأشيرة الصعود، فيما يتحتم على البريكيين الفوز، على اعتبار أن نتيجة الذهاب انتهت بفوز أولمبيك عنابة. واستنادا إلى مصادر عليمة، فإن المباراة كانت تجري في روح رياضية عالية، سواء بين اللاعبين أم في المدرجات، أم حتى خارج القاعة متعددة الرياضات ببريكة التي احتضنت المباراة ولم تسع آلاف الجماهير الذين جاؤوا لمتابعتها. إلى غاية الدقيقة 54، حيث كان الفريق العنابي منتصرا بواقع 23 إصابة مقابل 21، وقام بعض المناصرين برمي القارورات والكراسي، قبل أن تعم الفوضى، وتجتاح الجماهير الغفيرة ميدان القاعة، فقاموا بالاعتداء على لاعبي عنابة والحكام مستعملين في ذلك كراسي المدرجات حيث تحطمت كلها وبدت مخربة تماما، وقد أصيب نحو 8 عناصر من لاعبي عنابة بجروح، واضطرت الشرطة إلى التدخل، غير أن المناصرين دخلوا معهم في مواجهات وبدأ الكر والفر، ورُشق عناصر الشرطة بالحجارة والكراسي والألواح الخشبية ما أدى إلى إصابة 12 شرطيا من بينهم اثنان في حالة خطيرة، نقلوا جميعا إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف ببريكة، كما أصيب 13 مناصرا بجروح كذلك ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، فضلا عن إصابة برلماني في الصدر أثناء الرشق. وقد امتدت هذه المواجهات إلى خارج القاعة قبل أن تتمكن مصالح الشرطة من السيطرة على الوضع، حيث استعملت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المشاغبين. ولم تحدد أسباب هذه الأحداث التي تبدو في ظاهرها من غضب الجمهور على طرد أحد لاعبي فريق أمل بريكة، غير أن مصادر مطلعة أرجعت السبب إلى تصفية حسابات ورغبة بعض الأشخاص البعيدين عن محيط الفريق في إفساد فرحة كانت منتظرة بالمدينة، خاصة أن الحكم كان قد منح 7 رميات حرة كاملة لفريق الأمل وأهدرت، ما يعني بحسب نفس المصادر أنه لم يكن متحيزا. كما أن من بين الأسباب كذلك بحسب نفس المصادر دائما هو عدم الاستعداد التام بالشكل المطلوب لهذه المباراة المصيرية، فعوض الاهتمام بالتحضير النفسي للاعبين وجعلهم بعيدين عن كل عوامل الضغط، بادر بعضهم إلى تنظيم مأدبة عشاء تحتوي مختلف الأطباق وأنواع الأكل من دسوم ومشروبات غازية على شرف اللاعبين الذين كانوا أحوج ما يكونون إلى تناول وجبات صحية، وعزم أشخاص لا يفقهون في الرياضة للمأدبة وأعقبها إقامة حفل ساهر فيه كلمات زادت من الضغط على اللاعبين. وللعلم، فقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقات معمقة للوقوف على ملابسات هذه الأحداث بهدف معاقبة المتسببين فيها ومن كانوا وراءها، سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة.