يقوم الأئمة واللجان المسجدية هذه الأيام، بوضع اللمسات الأخيرة على تجهيزات بيوت الله، استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل. مزجا بين التأهب المادي والروحي في شهر جميع أيامه مباركة أوله رحمة ووسطه مغفرة وختامه عتق من النار، يسعى فاعلو الخير والمحسنون لجعل المساجد في أبهى حلتها. تزامنا مع حملات النظافة والتجهيزات الكبرى التي أعلنتها ربات البيوت لاستقبال شهر رمضان، يخوض الأئمة واللجان المسجدية حملة مشابهة منذ حلول شهر شعبان لتجهيز بيوت الله، فالمار بجوارها يشاهد عمليات الطلاء والأضواء الملونة تعلق عند مدخلها وسجاداتها تغسل وتنفض، فلم يعد يفصلنا سوى أيام معدودات على خير أشهر العام. وفي هذا الصدد، يقول الشيخ محمدي عمر، إمام مسجد النور بالأغواط، إنهم سطروا برنامجا بداية شهر شعبان وبدؤوا العمل فيه، حيث تواصل مديرية الشؤون الدينية للولاية مع الحماية المدنية التي وفرت لهم الآلات الضرورية لتنظيف المسجد، وزينوه بالأضواء الملونة والأعلام التي جلبتها البلدية، كما قامت اللجان المسجدية باقتناء أضواء خاصة على شكل كلمات ك"بسم الله الرحمان الرحيم، الله أكبر، رمضان كريم".. لتزيين الشوارع ومحيطات المساجد بها. ويضيف الشيخ محمدي، كما عمدوا إلى طلاء المساجد من الداخل والخارج وتفقدوا المكيفات، وقد تلقوا وعودا من محسنين بجلب مكيفات كبيرة الحجم وهم يأملون في أن يكون الجو لطيفا هذه السنة، وكشف المتحدث عن عقدهم لقاءات دورية مع مدير الشؤون الدينية للولاية محورها التهيئة لأجواء رمضان. وبخصوص صلاة التراويح، يخبرنا إمام مسجد الأغواط بأن الأئمة وموظفي المساجد بمختلف رتبهم وتلاميذ المدرسة القرآنية التابعة إلى المسجد في ولايات الجنوب هم من يتناوبون على قراءة القرآن وتجويده، فلا يهتمون بتنميق القراءة بقدر ما يشغلهم أن تكون جميلة وخفيفة تطبيقا لتعليمات الوزارة التي طالبت بعدم تجاوز مدة صلاة التراويح ساعة واحدة، يقرؤون فيها جزءا كاملا، أي حزبين حتى تختم المساجد القرآن قبيل العيد. ولا تكتفي مساجد الجنوب كما يقول محدثنا بالختمة الرسمية فهناك مساجد تختم القرآن ثلاث مرات، فهناك يبدؤون القراءة قبيل صلاة المغرب فيفطرون ليواصلوا القراءة حتى صلاة العشاء، وبعد التراويح يواصلون ختمتهم إلى ما قبل السحور ومساجد أخرى يقرأ فيها حزبان في صلاة التراويح وحزبان قبل السحور. ويستطرد محدثنا كاشفا عن تنظيمهم مسابقات في الأحاديث النبوية واستظهار القرآن الكريم وهناك حفل لتكريم الفائزين بجوائز قيمة. هذه الاستعدادات تتشابه في جميع ولايات الوطن، وهو ما أكده إمام مسجد براقي الشيخ عبد الحكيم جبالي، فقد سطروا برنامجا يمتد طيلة فصل الصيف فيه زيارة المرضى في المستشفيات، زيارة دور المسنين، زيارة الأيتام، كما حثوا المواطنين على بر الوالدين والمساهمة والتعاون والتراحم في ما بينهم وجعل قفة رمضان عادة يمنحها الغني للفقير، بوضع قائمة للفقراء والمحتاجين المقيمين في المنطقة، وفاعلو الخير بعد اطلاعهم عليها يتوجهون إلى مساكن المحتاجين ويسلمونهم القفة مباشرة، وكسوة العيد للأيتام. وتتنوع البرامج الروحية وتختلف حيث خصصوا أمسية قرآنية كل يوم اثنين وخميس، دروس أسبوعية لشرح القرآن الكريم، فهم حاليا يعمدون إلى شرح المعاني القرآنية في سورة يوسف، وهناك مسابقات خاصة بالكبار والصغار في حفظ القرآن الكريم. وبخصوص الاستعدادات الأخرى يستشهد الشيخ جبالي بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان كلما وصل مسجدا ينير بيوت الله بالإنارة وبقراءة القرآن وعلى نهج سيدنا عمر تسير جل مساجدنا، فعملوا على تنظيف المسجد ودهنوه وهيؤوا المكيف والمولد الكهربائي والمياه ووضعوا مخططا للتهجد في العشر الأواخر من الشهر الفضيل.