كانت عائلات الإرهابيين ، محل بحث من طرف أجهزة الأمن ، تسارع للتأكيد على أن أبناءها هم الذين قضت عليهم مصالح الأمن ن و تؤكد التعرف على جثثهم ، بهدف غلق الملف و إنهاء ملاحقة مصالح الأمن لها ، بعد وقوع إعتداء إرهابي لمساءلتها و التحقيق معها خاصة في حال ورود معلومات عن وجود إتصالات بينهم. لكن في التفجيرات الإنتحارية الأخيرة ، تبنت العائلات موقفا مناقضا، و سعت لنفي تورط إبنها في مثل هذا العمل الشنيع بإستثناء عائلة الإنتحاري مروان بودينة " معاذ بن جبل " الذي ظهر كاشف الوجه ، و تم التعرف عليه من هذا الباب ، و تمنت والدته لو ستر وجهه مثل رفقائه الآخرين ، لأن هذه التفجيرات أصبحت وصمة عار كل عائلة مشتبه في تورط أحد أفرادها في الإعتداءات الإرهابية. و لم يعد المشكل في مواجهة مصالح الأمن بل في عائلات الضحايا و الأقرباء و الجيران ، خاصة بعد سقوط كل التبريرات و رفع الغطاء عن شرعية النشاط الإرهابي ، في ظل المصادقة على ميثاق قانون ميثاق السلم و المصالحة الوطنية ن الذي فتح الباب أمام الجميع ، و منح " إمتيازات " للإرهابيين الذين يستفيدون من تدابير المصالحة ، و التجديد بالتمسك بالمصالحة الوطنية أمنيا و شعبيا ، يؤكد أن السلطة لن تتجه إلى التشدد مع عائلات الإرهابيين ، لكنها على النقيض تضع العائلات أمام مسؤولية كبيرة ، بعد سحب ورقة تسعى عدة أطراف لتوظيفها و إستغلالها منها قيادات التنظيم الإرهابي ، لقطع أية فرصة أمام الراغبين في تسليم أنفسهم ، لرفضهم التجند في العمليات الإنتحارية التي أصبح يتبناها التنظيم. تعيش عائلات الإرهابيين الذين يجهل مصيرهم، ولايزالون محل بحث من طرف أجهزة الأمن ، أوقاتا عصيبة جدا منذ الأربعاء الماضي الذي شهد تفجيرات خلفت ضحايا مدنيين، حيث سارعت عائلات بعض الإرهابيين ، إلى التنديد بالعمليات الإرهابية، و التبرؤ من أبنائها الذين قد يكونوا متورطين في هذه الأعمال البشعة ، شقيق الإنتحاري مروان بودينة " معاذ بن جبل"، أكد في تصريحات متطابقة ، أنه مصدوم لهذا العمل الذي يتبرأمنه، و لم يكن ليفكر رغم مساوىء شقيقه أن يلجأ إلى قتل أبرياء. و قال إن أفراد الأمن المستهدفين هم في الأصل " إخوتنا " ، و بعدها والدته التي بكت بحرقة لأنها سيدة عاملة و كانت تحظى بمحبة جيرانها و رفقائها في العمل ، بالهدوء رغم الفقر و الميزيرية و الحرمان ، كانت تتدخل كل مرة في الشجارات للمحافظة على سمعة العائلة ، التي سبق أن عانت ، حسب ، تصريح شقيقه نور الدين ، بعد إلتحاق شقيقه الثاني بالنشا ط المسلح ، و أدرجه هو ضمن المفقودين بعد أن إختفى في ظروف غامضة من الثانوية و عمره لا يتجاوز 17 عاما ، والدة بن شهاب مولود الذي يشتبه أنه الإنتحاري الثاني ، حاولت تبرير الموقف بان إبنها كان متدينا و لم يكن ليتورط في إعتداء مماثل ، و أصرت كل مرة على القول أنه " عاقل " ، و علمت " الشروق" من مصادر قريبة من عائلات الإرهابيين محل بحث ، أن العديد منها باشر إتصالات ببعض التائبين الذين إستفادوا من ميثاق السلم و المصالحة الوطنية ، لجمع أكبر معلومات عن مواقع يكون متواجد فيها أبناءهم ، بشكل مكثف مقارنة بإتصالات سابقة خلال حملة الميثاق ، في محاولة لرفع أية مسؤولية عنهم من خلال إقناعهم بتسليم أنفسهم و التبرؤ من تفجيرات الأربعاء ، خاصة و أن أفراد الأمن ، تنقلوا إلى بعض مساكن هذه العائلات ، و أكدوا للعائلات إستمرار صلاحية قانون ميثاق السلم و المصالحة الوطنية ، و أن أبناءهم سيستفيدون من تدابيره في حال تسليم أنفسهم للسلطات. نائلة.ب: [email protected]