استأنفت أجهزة الأمن خلال الأيام الأخيرة، اتصالاتها بعائلات الإرهابيين الذين لايزالون ينشطون في الجبال، بعضهم التحقوا حديثا بالنشاط المسلح وآخرون لديهم سنوات في الجبال. * * قدماء "الباتريوت" مستعدون للعودة إلى الميدان لمطاردة الإرهابيين * * وقالت مصادر "الشروق اليومي"، إن أفراد الدرك الوطني تنقلوا خلال الأيام الأخيرة إلى مساكن عديد من عائلات الإرهابيين الذين يوجدون محل بحث، وتحادثوا مطولا مع ذويهم الذين أعلنوا معارضتهم للجرائم الإرهابية مهما كانت هوية الضحايا، وجددوا استعدادهم لإقناع أبنائهم بتسليم أنفسهم لمصالح الأمن والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، خاصة في ظل تأكيد موفدي الأمن على سريان العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية. * قالت الثلاثاء، مصادر قريبة من محيط عائلات إرهابيين اتصلت بها "الشروق" بولاية عين تموشنت، إن أفراد الدرك اتصلوا بهم وطلبوا منهم الدفتر العائلي وتحدثوا عن قريبهم الإرهابي الذي يوجد محل بحث و"استفسروا منا عن وضعيته العائلية والاجتماعية وآخر مرة كان على اتصال بنا وهل نملك معلومات عن مكان نشاطه ورفقائه وظروف التحاقه". * * موفدو الأمن قالوا للعائلات: يد الدولة تبقى ممدودة * * كما أبلغهم رجال الدرك الوطني، أن أبواب الدولة لاتزال مفتوحة لهؤلاء لتسليم أنفسهم "وأخبرونا أن الدولة أعطت ضمانات لكل من يرغب في وضع السلاح والعودة الى أحضان عائلته"، وقدمت لهم مجددا نسخا عن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وهو ما أكدته عديد من العائلات التي اتصل بها أفراد الأمن في عدة ولايات. * وتكون مصالح الأمن قد استأنفت الاتصالات مع عائلات الإرهابيين بعد حملة تحسيسية كانت قد باشرتها في وقت سابق، خلال حملة الاستفتاء حول قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وحققت نتائج إيجابية ميدانيا. * وتفيد مصادر مطلعة، أنه تم استئناف الاتصالات على خلفية توفر معلومات عن اتصالات يكون قد أجراها إرهابيون مع عائلاتهم وأيضا استنادا الى تحقيقات أمنية مع تائبين حديثا كشفت عن رغبة عديد من الإرهابيين في تسليم أنفسهم "لكنهم مترددين لعدم وجود ضمانات ملموسة".وقال مسؤول أمني "لمسنا لدى العائلات معارضة للجرائم والاعتداءات ورغبة في إنقاذ أبنائها من العمليات الإنتحارية، وكان تحركنا في هذا الإتجاه لطمأنة أولادهم بأن يد الدولة ممدودة". * وعلمنا أن الاتصالات امتدت الى التحقيقات الإجتماعية بغرض إعداد خريطة اجتماعية عن هؤلاء الإرهابيين، خاصة المرشحين منهم والبحث في أسباب التحاقهم بالعمل المسلح، خاصة المجندين حديثا وأيضا لإعداد تقارير توجه للجهات المعنية لاتخاذ إجراءات منها إعانة العائلات المعوزة منهم تنفيذا لقانون المصالحة. * * * لجنة رئاسية لتحقيق مصالحة وطنية شاملة * * وفي موضوع ذي صلة، أكدت مصادر مطلعة أنه تم تشكيل لجنة تعكف حاليا، على دراسة بعض التقارير التي رفعتها في أوقات سابقة اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان وبعض جمعيات ضحايا المأساة الوطنية، وقالت المصادر التي أوردت الخبر الى "الشروق اليومي"، إنه سيتم "تدارك بعض الثغرات في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، حيث تعكف هذه اللجنة على دراسة ملفات بعض المفصولين من مناصب عملهم لم يستفيدوا من الإدماج ومعتقلي الجنوب" وذلك لصياغة إجراءات تكميلية للتكفل بهذه الفئات. * وتتجه هذه التدابير في إطار الخطاب الذي ألقاه رئيس الجهورية أمام ضباط الجيش بمقر وزارة الدفاع الوطني بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب وألمح فيه الى اتخاذ إجراءات جديدة لتفعيل المصالحة الوطنية التي جدد التمسك بها على خلفية أنها الخيار الوحيد للخروج من الأزمة الأمنية. * * * الباتريوت القدماء يطالبون بإعادة إدماجهم في عمليات مكافحة الإرهاب * * وفي مجال مكافحة الإرهاب، علمنا أن عديدا من المجاهدين الذين شكلوا النواة الأولى لفرق المقاومة بالمناطق التي كانت تعرف نشاطا إرهابيا خلال سنوات العنف قد اتصلوا بالسلطات الأمنية والعسكرية وأعلنوا استعدادهم للمشاركة مجددا في حملات التمشيط وعمليات مكافحة الإرهاب لقطع الطريق أمام عودة نشطاء الجماعات الإرهابية للتمركز مجددا في معاقلهم السابقة لتفعيل النشاط الإرهابي، وقال هؤلاء في اتصال ب "الشروق اليومي" إنهم انسحبوا ميدانيا بعد استقرار الوضع الأمني بطلب من السلطات العمومية، لكن في ظل تدهور الوضع الأمني، طالب هؤلاء بالترخيص لهم بمرافقة قواتها في حملات التمشيط الواسعة التي تقوم بها لعلمهم بتضاريس المنطقة وكذلك تجنيدهم في نقاط المراقبة التابعة لمختلف مصالح الأمن على خلفية أنهم من أبناء المنطقة ويعرفون الغرباء والإرهابيين محل بحث. * ومن بين هؤلاء المقاومين الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" من قاموا بوضع سلاحهم بعد تطبيق قانون الوئام المدني ليؤكدوا أنهم لا يملكون اليوم، مطالب مادية "نريد قطع الطريق أمام عودة الإرهاب وتهديد أمن عائلاتنا".