كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري، عن قائمة ب45 دواء مفقودا في السوق الجزائرية خلال شهر رمضان الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا أسبوع، ويتعلق الأمر بأدوية أمراض القلب والضغط والشرايين والمضادات الحيوية والحقن وقطرات العيون ومضادات الالتهاب "كورتيكوييد" وأدوية أخرى، مطالبا وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بضرورة التدخل العاجل لتوفيرها على مستوى الصيدليات في أسرع وقت ومجابهة مشكلة الندرة. وقال، بلعمبري، في تصريح ل"الشروق" إن نقابة الصيادلة الخواص راسلت الوزارة الوصية بقائمة الأدوية المفقودة في السوق والتي تجاوزت ال45 دواء وهذا منذ نهاية سنة 2017، وتستمر ندرتها خلال شهر رمضان الذي هو على الأبواب، رغم أن مصالح الصحة فصلت في كوطة الاستيراد برسم سنة 2018 شهر نوفمبر الماضي، وقبل حلول الموعد الرسمي حتى تصل كمية الأدوية المستوردة للسوق قبيل نفاد المخزون وتفاديا لتسجيل أي ندرة، ورغم ذلك، يقول ممثل الصيادلة، يستمر الوضع السيئ وتتفاقم الندرة يوما بعد الآخر. وفي هذا الشأن، أوضح المتحدث أنه تم فتح تحقيق في الملف من طرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الذي استدعى المنتجين والمستوردين لمباحثة سبب هذه الأزمة، وبشأن شهر رمضان، قال المتحدث إن الأنسولين وأدوية مرضى السكري متوفرة ولن تشهد أي ندرة إلا أنه بالمقابل تشهد أدوية أمراض القلب والضغط والشرايين ندرة حادة على غرار الأسبرين بعد تضاؤل الأكياس التي تنتجها سانوفي، وأزمة حادة في علب 10 و80 ميليغراما لحبوب الأسبيرين، في الوقت الذي تشتكي الصيدليات من عدم تموينها بهذه المنتجات العلاجية. وشدد بلعمبري، على أن الصيدليات لا تتلقى أزيد من 5 علب أسبرين كمتوسط الكمية الممونة بها كل شهر، وهو ما يفوت نسبة الطلب الكبيرة على هذه الحبوب، في ظل تسجيل نسبة عالية للإصابة بأمراض القلب في الجزائر، مؤكدا أن نسبة احتياج الجزائريين للدواء تنامت خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة وكذا تزايد النمو الديمواغرافي، إذ تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد سكان الجزائر اليوم يتجاوز 43 مليون نسمة، ولا يمكن حسبه مواصلة الاستيراد بنفس الوتيرة التي تعود عليها الجزائريون حينما كان عدد السكان 37 مليون نسمة، الأمر الذي يطرح الكثير من الإشكالات. ومعلوم أن الحكومة منحت رخص إنجاز 80 مصنعا للدواء للمتعاملين للخواص وهذا للقضاء على ندرة الأدوية والمواد الصيدلانية في الجزائر، إلا أن هذه الأخيرة لم تدخل حيز الخدمة إلى حد الساعة، ويرتقب أن يتم تدشينها خلال السنة الجارية وسنة 2019 لتشرع في الإنتاج وحتى التصدير للخارج، مع العلم أن فاتورة استيراد الدواء في الظرف الراهن لا تزال تراوح الملياري دولار سنويا.