دخل عصير "الشاربات" في منطقة بوفاريك بالبليدة، في تنافس حاد مع "الزلابية" التي تميز بها المنطقة منذ سنوات الاستعمار الفرنسي، وزاحم حتى الطاولات التي تعرض عليها هذه الحلويات التقليدية.. بل أصبح صانع "الزلابية" هو الذي يحضر "الشاربات"!.. بين الليمون والبرتقال الطبيعي و"ماء الزهر" و"الاكسيد" حسب النكهة إلى كوكتال الفواكه وألوان قوس قزح، وبأسماء تجذب النظر ونكهة تعجب الذوق. يأتون من كل مكان، ويقطعون مسافات.. هم زبائن محلات بيع شاربات بوفاريك، والذين وجدوا أنواعا مختلفة من هذا المشروب الحلو، الذي بات يميز المنطقة في السنوات الأخيرة، ويزاحم "الزلابية" في محلات بيعها، وفي الذوق والنكهة والاختلاف وحتى الجديد. نكهات مختلفة.. والشاطر من يحافظ على زبونه وأدى التنافس بين التجار الموسميين والدائمين على بيع عصير"الشاربات"، إلى تواجد عشرات المحلات التجارية في بوفاريك، هذا مع العلم أن باعة "الزلابية"، هم في الكثير من الأحيان، باعة "الشاربات"، لكن يبقى الزبون الذي يتردد على المنطقة، والعارف الجيد بصاحب الحرفة الذي يملك سرا سحريا في تحضير "الشاربات"، هو من يفضل محلا عن محل آخر. فشربات محل الإخوة بوعلام وفضيل، الذي يقع في زنقة العرب ببوفاريك، يستقطب عشرات الزبائن بعد أن عرف في المنطقة منذ سنوات الثمانينيات، ولأنه حافظ حسب أحد الباعة فيه، على طريقة التحضير وسر النكهة والذوق لمشروب مميز يأتي إليه حتى المغتربون والأجانب. وقد أطلق على اسم المحل "شربات الليمون"، حيث أكد مسيره للشروق، أن الليمون هو الفاكهة الطبيعية التي يحضر بها المشروب، وأن هناك طريقة خاصة في التحضير لم يتم تغييرها منذ سنوات، حيث توارثها الأبناء عن الوالد. لشاربات الإخوة بوعلام وفضيل، ذوق فريد ومميز حسب الكثير من الزبائن، وهو ما جعل شربات الليمون هذه، تفوز بأكثر الزبائن في المنطقة وعلى طول السنة، حيث رغم دخول الكثير من التجار في منافسة معه خلال شهر رمضان، وحسب صاحب ورشة بناء، اشترى 40 لترا من الشربات، فإن هذا المحل يبقى السيد في بوفاريك. الحاج الطاهر جودي، الذي يحترف صنع حلويات "الزلابية البوفاريكية" في المنطقة، يبيع في محله شربات بنكهة خاصة، حيث تستقطب الكثير من الزبائن، لكنها حرفة إضافية، حسبه، لا ترقى إلى مرتبة "الزلابية". ومع بداية رمضان، غزى الكثير من الشباب ومن مختلف الأعمار، منطقة بوفاريك، بمحلات الشاربات، ودخلوا في منافسة مع شباب آخرين، يملكون محلات بيع "الزلابية"، أضافوا إليها "الشاربات" كتجارة موسمية مربحة خلال شهر الصيام. مكوّنات وألوان وأسماء جديدة والنتيجة.. "شاربات" اسماعيل، وعبد الحق وسمير وغيرهم هم شباب احترفوا تحضير الشربات وبيعها، فهم وجدوا من تعدد النكهات لفواكه طبيعية وإضافة بعض المواد الملونة والتحسينات إليها، فرصة لتمييز مشروبهم عن الآخر، حيث أطلق الشاب سمير على مشروبه اسم "مشاكس"، معتبرا نفسه أنه أول من وضع الشاربات في شكل "كوكتال" وهو خليط من فواكه مختلفة. وقال للشروق، إن مجموعة الفواكه ستتوسع خلال هذا رمضان، حيث سيضيف لمشروبه، أنواعا أخرى من الفواكه، في حين أكد الكثير من الشباب الذين يحترفون تحضير "الشاربات" أن فاكهة الفراولة أصبحت متوفرة بكثرة في السوق، حيث ستكون شربات بوفاريك لرمضان 2018، بنكهة الفراولة الطبيعية.