أعادت جمعية عين مليلة نكهة الصعود المتتالي إلى الواجهة، وكررت تجربة العديد من الأندية التي لم تمكث سوى موسم واحد في الرابطة المحترفة الثانية الذي جعلته ممرا مباشرا نحو حظيرة الكبار، مثلما قامت به أندية اتحاد الشاوية وشبيبة الساورة وشباب عين فكرون ودفاع تاجنانت واتحاد بسكرة وغيرها من الفرق التي صنعت التميز في هذا الجانب. إذا كان فريق جمعية عين مليلة قد عاد إلى حظيرة الكبار بعد 16 سنة كاملة من الانتظار، إلا أن صعود هذا العام له نكهته، بحكم أنه يعد الارتقاء الثاني على التوالي، فأبناء قريون كانوا ينشطون قبل موسمين في القسم الهاوي، قبل أن يقلبوا الموسم المنصرم بصعودهم إلى الرابطة المحترفة الثانية، ولم يطل بهم المقام في هذا المستوى سوى موسم واحد، ليعبدوا الطريق مجددا نحو قسم الكبار، بعدما حسموا هذا الهدف قبل جولة عن انتهاء الموسم تحت قيادة المدرب شريف حجار، هذا السيناريو ذكّر المتتبعين للشأن الكروي بإنجازات مماثلة قامت بها العديد من الأندية، على غرار اتحاد الشاوية الذي كان قد صنع الحدث مطلع التسعينيات تحت إشراف الرئيس عبد المجيد ياحي، بدليل أن أبناء سيدي أرغيس حققوا الصعود في 4 مواسم متتالية انطلاقا من القسم الجهوي وصولا إلى القسم الثاني ثم الارتقاء إلى القسم الأول الذي احتلوا فيه المرتبة الثانية في أول موسم لهم، وفي الموسم الموالي (93-94) نالوا لقب البطولة على حساب شباب عين فكرون وشبيبة القبائل، وفي السياق ذاته، جسدت شبيبة الساورة سيناريو مماثلا منذ 6 سنوات، من خلال تحقيق الصعود في 4 مواسم متتالية، ما جعلهم يضعون الرابطة المحترفة الثانية مجرد ممر عبور نحو الرابطة المحترفة الأولى بقيادة رئيس النادي زرواطي، ويبقى الشيء الإيجابي هو صمود نسور الساورة في حظيرة الكبار، فضلا عن ضمان مشاركة إقليمية الموسم المنصرم، في الوقت الذي يسير أبناء المدرب نبيل نغيز نحو تكرار ذات السيناريو بعد انفرادهم بمركز الوصافة الذي تنافسوا عليه مطولا مع نصر حسين داي. والكلام ينطبق على دفاع تاجنانت الذي حقق هو الآخر صعودا متتاليا من القسم الهاوي إلى مصاف الكبار، والأكثر من هذا فقد حقق مشوارا مشرفا في أول موسم له في الرابطة المحترفة الأولى تحت قيادة المدرب لمين بوغرارة منذ عامين، حين نافس أكبر الأندية على المراتب الثلاث الأولى في أغلب فترات الموسم. من جانب آخر، حققت أندية أخرى صعودا متتاليا، ولم يمكثوا في الرابطة المحترفة الثانية سوى عام واحد، على غرار ما قام به شباب عين فكرون منذ 6 مواسم، ما مكنهم من الارتقاء إلى حظيرة الكبار، ولو أن صمودهم لم يدم طويلا، ما جعلهم يعودون مجددا إلى الرابطة المحترفة الثانية التي غادروها مع نهاية هذا الموسم نحو قسم الهواة، كما جسد اتحاد بسكرة ذات الإنجاز، حين ارتقى من القسم الهاوي نحو الرابطة المحترفة الثانية، ليواصلوا مسيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى نهاية الموسم المنصرم، ليفشلوا هم أيضا في الصمود ويعودوا بعد موسم واحد فقط إلى الرابطة الثانية، وفي الاتجاه المعاكس سجلنا هذا الموسم سقوطا ثانيا على التوالي لشباب باتنة، وهذا انطلاقا من الرابطة المحترفة الأولى نحو الرابطة الثانية، ولم يمكث الكاب سوى موسم واحد في هذا المستوى قبل أن يتجه إلى القسم الهاوي، سقوط فسره الكثير بالأزمة المالية والصراعات الداخلية التي جعلت الشباب الباتني ينهار من الاحتراف إلى قسم الهواة.