يمر سكان بلدية تين زواتين الحدودية، التي تبعد ب 510 كلم عن مقر عاصمة الولاية تمنراست، بأزمة عطش وجفاف لحنفيات المنازل من مياه الشرب، منذ أكثر من شهرين، حيث لجأت الجهات المسؤولة لتخصيص موعدين في الأسبوع، للتموين بالماء لمدة ساعة واحدة فقط. الإجراء المُتخذ من طرف الجهات الوصية التي يقع على عاتقها توفير الماء الشروب للمواطنين، وفق ما تكفله قوانين الجمهورية سارية المفعول، اعتبره سكان بلدية تين زواتين الحدودية، بأنه يندرج ضمن الحلول الترقيعية التي طال أمدها، أين رفضوها جملة وتفصيلا، بحجة أن الكميات الممنوحة لهم مرتين في الأسبوع ولمدة ساعة، غير كافية ولا تلبي حاجياتهم اليومية من هذه المادة الضرورية، لاسيما في فصل الصيف الذي يتميز بشدة الحرارة. واضطر العديد من السكان، الذين هم في أمس الحاجة للماء، إلى التوجه لاستعمال مياه الآبار والمستنقعات والبرك، رغم خطوتها، نظرا لكونها غير معالجة، حيث يقومون بالشرب منها وطهي الطعام وغسل الثياب وغيرها من متطلبات الحياة، أين كشف هؤلاء عن تخوّفهم من ظهور الأمراض المتنقلة عبر المياه، كمرض التيفويد، في حين أنهم أكدوا بأن الحاجة للمياه هي التي اضطرتهم مكرهين للجوء لمياه الآبار رغم خطورتها. وتعرف بلدية تين زواتين الحدودية، ارتفاعا في عدد سكانها، البالغ 18 ألف نسمة، إضافة لأعداد كبيرة من النازحين الأفارقة، أين ناشد السكان السلطات المحلية بضرورة إيجاد حل للمشكل الذي أرقهم ونغص حياتهم، ومن جهتها مصالح البلدية، اعترفت بالنقص المسجل في منسوب المياه بالبئرين اللذين يزودان الخزان المائي الجديد، في حين أن الخزان القديم أصبح غير صالح للاستعمال، بسبب ظهور تشققات عليه. وعن ضعف تزويد السكان بالماء الشروب، فأرجعه ذات المتحدث، لعدم امتلاء الخزان الجديد بالماء بشكل يومي، حيث يتطلب الأمر أزيد من 48 ساعة، حتى يمتلأ مرة واحدة، مع وجود عامل واحد يشرف على العملية، وأردف ذات المتحدث بالقول إن نقص الماء بسبب أزمة الجفاف التي تضرب المنطقة منذ سنوات، وهو ما دفع بالبلدية إلى إجراء نظام الحصص لكل حي، رغم إقراره بأن الكميات غير كافية. واعترف ذات المسؤول أن الحل الذي لجأت إليه مصالح البلدية، يعتبر حلا مؤقتا، في انتظار تدخل السلطات الولائية، التي رُفع لها تقرير مفصل حول أزمة المياه من طرف رئيس الدائرة، ومطالبة مديرية الموارد المائية من أجل برمجة مشروع عاجل، لحفر أبار جديدة وعميقة لسد العجز الكائن في كميات المياه الموجهة للخزان، مع ضرورة إنجاز خزانات جديدة لتوفير المياه. وتجدر الإشارة أن تسيير ملف المياه، أسند لمصالح البلدية، في ظل غياب مركز للجزائرية للمياه، وهو ما جعل المجهودات دون المستوى بحسب رؤساء أحياء تين زواتين.