رصد رجال أعمال من الجالية المسلمة، في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، مكافأة قدرها 10 آلاف جنيه استرليني لمن يساعد في إلقاء القبض على شخص اعتدى جنسيا على سيّدة جزائرية كانت قد طلبت اللجوء هناك رفقة ابنها. ووقع الاعتداء- الذي تعتقد أجهزة الشرطة أنه كان لدوافع عنصرية- عندما كانت الأم الجزائرية ذات ال33 عاما تهمّ برفع طفلها الذي يبلغ من العمر عاما واحدا، من عربته على ممر مخصص للدراجات في إحدى مناطق مدينة غلاسكو الاسكتلندية، حسب ما أفادت به صحيفة "سكوتلاند أون صندي". وتضيف الصحيفة أن مجموعة من أربعة أشخاص ببشرة بيضاء، ألقوا الحجارة على الأم وطفلها، قبل أن يتقدم أحدهم ويعتدي جنسيا عليها و على طفلها. وتقول الصحيفة إن الحادثة، التي وقعت في الثالث من شهر أفريل الجاري، أصابت الجالية المسلمة بالاشمئزاز، مما دفع رجال الأعمال إلى رصد مكافأة لمساعدة الشرطة في القبض على المجرم. وقال رجل الأعمال أسامة سعيد، الناطق الأسكتلندي باسم رابطة المسلمين في بريطانيا في أوّل ردّ فعل على الحادثة أن مهمة جمع هذا المبلغ لم تكن صعبة على الإطلاق " خلال ساعتين تبرع الناس بعشرة آلاف جنيه استرليني" منوّها بأن مجتمع المسلمين هناك صار في الآونة الأخيرة "عرضة لمجموعة من الجرائم" ، واصفا الهجوم الجديد على الجزائرية وطفلها بأنه "بغيض ومقزّز". و تجدر الإشارة إلى أنها ليست هذه هي المرّة الأولى التي يتعرّض فيها المسلمون في اسكتلندا إلى اعتداءات عنصرية، حيث كان أربعة طلاب ماليزيين يدرسون في جامعة أدنبره قد تعرّضوا لاعتداء بعد فراغهم من تأدية صلاة الجمعة في مسجد بمدينة "دندي"، فقد على إثرها أحدهم عينه اليمنى، و قد صرّح أكاديمي كبير حينها بأن الطلاب المسلمين هناك يقعون تحت طائلة سيل من الهجمات العرقية المروعة، لاسيما طلاب الدكتوراه الذين يدرسون في جامعة أدنبرة. واضطر أحد طلاب الدكتوراه الماليزيين الذي يعيش في مدينة "تيليكولتري" مع عائلته إلى استئجار بيت آخر وسط العاصمة أدنبره بعد الهجومات التي تعرّض لها من جيرانه في بيته السابق، حيث كانوا يسبّونه و يشتمونه و يرسمون رسومات بذيئة على جدران بيته، كما تعرّضت الجالية المسلمة إلى استفزازات لبناء حانة بالقرب من المسجد الرئيسي بالعاصمة أدنبره، لكن المسلمين هناك نظّموا حملة توقيعات للحيلولة دون ذلك. و لم يتوقّف التمييز العنصري عند هذا الحدّ، حيث امتد ليشمل ثلث أطفال اسكتلندا، حيث أثبتت إحصائية نشرتها شبكة "سكوتسمان" على الإنترنت أن ثلث الأطفال في اسكتلندا يعانون من التمييز العنصري في المدارس، وهم على وجه التحديد، الأطفال الذين ينتمون إلى أصول سوداء أو مسلمة. و قد علّق رجل الأعمال أسامة سعيد الناطق باسم الرابطة الإسلامية الاسكتلندية على ما يتعرّض له المسلمون هناك بالقول" إنّ العداء المرضي للإسلام المعروف ب"إسلاموفوبيا" كان ولا يزال سائدًا في اسكتلندا منذ زمن بعيد".، و لا يزال المسلمون يسعون جاهدين لرفع هذه الاعتداءات عن أنفسهم بالطرق السلمية. ق.م/الوكالات