سيبقى استخدام "التحكيم بالفيديو" أو تقنية المساعدة بالفيديو، لأول مرة في المونديال، هو أحد أبرز ملامح نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، إلا أنها ما تزال بحاجة إلى التطور والتحسين، وهذا بالنظر إلى الانتقادات التي وجهت إليها من عديد المنتخبات. ويقول الاتحاد الدولي لكرة القدم إن هناك حالة رضا بشكل عام بين المنتخبات المشاركة في البطولة عن هذه التقنية، وإنها "قوبلت بشكل إيجابي وتم الإشادة بها". وكان الحكم في مباراة أسترالياوفرنسا، احتسب ضربة جزاء للأخيرة بعد التشاور مع حكم الفيديو المساعد، وكذلك حصل منتخب البيرو على ضربة جزاء في مباراته ضد الدنمارك بالطريقة ذاتها. وفي مباراة روسيا ومصر، حصل اللاعب محمد صلاح على ركلة حرة من خارج منطقة الجزاء قبل تدخل حكم الفيديو الذي أوضح أن المخالفة حصلت داخل المنطقة لتصبح ضربة جزاء بدلا من ركلة حرة. رغم هذا النجاح، قدمت أكثر من شكوى للفيفا خلال البطولة الحالية بشأن وقوع أخطاء تحكيمية لم تكشفها المساعدة بالفيديو. مسؤولو منتخب البرازيل شككوا في الهدف الذي أحرز في مرمى الفريق خلال مباراة سويسرا التي انتهت بالتعادل 1-1، ورأوا أن المهاجم ستيفن زوبر دفع لاعب خط الدفاع البرازيلي ميراندا قبل إحراز الأول الهدف. الإنجليز أيضا اشتكوا من تعرض نجم خط الهجوم هاري كين لاحتكاك عنيف خلال مباراة تونس لم تسفر عن احتساب ضربة جزاء، مع العلم أن حكم الفيديو المساعد هو نفسه من قام باحتساب ضربة جزاء لكرواتيا في مباراتها ضد نيجيريا. أيسلندا أيضا قالت إن حكم مباراتها ضد الأرجنتين لم يحتسب للفريق ضربة جزاء صحيحة، وألقت باللوم على حكم الفيديو المساعد الذي لم يكتشف هذا الخطأ. الفيفا ألمح في بيانه الأخير إلى أن هذه التقنية ليست مثالية، مشيرا إلى نقاشات وآراء متباينة بشأنها. وقد تزامن تقديم هذه التقنية لأول مرة في المونديال مع احتساب عدد قياسي من ضربات الجزاء في الأسبوع الأول من البطولة وصلت إلى 10 ضربات. وكان الإتحاد الدولي وافق على استخدام تقنية الفيديو شهر مارس الماضي. وتم تجربتها قبل انطلاق المونديال في بعض المسابقات في ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا. ورغم الإشادة بها، قوبلت أيضا بانتقادات من أهمها أن الحكام يستغرقون وقتا طويلا لاتخاذ قرارات، وأنها سببت ارتباكا خاصة للمشجعين في الملاعب الذين لا يعلمون ما يحدث خلال عملية المراجعة. رئيس الفيفا جياني إنفانتينو قال في تصريحات عند الإعلان عن استخدام هذه التقنية في المونديال الحالي، إنه ليس من المعقول في 2018 أن تعرف الجماهير في الملعب وفي البيوت حدوث خطأ ما أثناء المباراة، بينما لا يعرف الحكم نفسه ذلك. ورأى أن هذه التقنية ساعدت خلال المسابقات التي جربت فيها على تقليل أخطاء التحكيم وجعل كرة القدم أكثر نزاهة وشفافية. كيف تعمل هذه التقنية في المونديال الحالي؟ تستخدم هذه التقنية في أربع حالات مؤثرة وهي بعد هدف مسجل، وعند احتساب ركلة جزاء، وعند رفع بطاقة حمراء مباشرة، أو في حال وقوع خطأ بالنسبة إلى هوية لاعب تم إنذاره أو طرده. اختار الفيفا مركز عمليات لاستخدام التقنية في منطقة كبيرة مخصصة للبث التلفزيوني بالعاصمة موسكو موصولة بالملاعب بواسطة شبكة ألياف بصرية. ويتم الاتصال بحكم المباراة في حال حدوث خطأ من الأخطاء المذكورة سابقا. ويمكن للحكم الذي تتاح له شاشة خاصة خارج الملعب أن يقرر بنفسه مراجعة القرار. منتخب أستراليا المستفيد الأكبر من تقنية الفيديو في المونديال أصبح منتخب أستراليا لكرة القدم المستفيد الأول من تقنية الفيديو في نهائيات كأس العالم 2018 بعد أن حصل حتى الآن على ركلتي جزاء باستخدام هذه التكنولوجيا. وحصل المنتخب الأسترالي على ركلة جزاء جديدة يوم الخميس خلال المواجهة أمام منتخب الدانمارك في الجولة الثانية من المجموعة الثالثة من مونديال روسيا 2018. وسجل منتخب أستراليا ضربة جزاء أولى حصل عليها بواسطة تقنية الفيديو في المباراة الماضية ضد منتخب فرنسا في الجولة الافتتاحية، وذلك بعد أن أكدت إعادة الفيديو صحتها. ومن المثير أن ركلتي الجزاء اللتين حصل عليهما منتخب أستراليا من خلال تقنية الفيديو سجلهما اللاعب ميلي جديناك بنجاح ، ليصبح رصيده هدفين اثنين في البطولة حتى الآن.