أبلغت الولاياتالمتحدة فصائل المعارضة السورية الرئيسية ضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم تشنه القوات الحكومية لاستعادة مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوبسوريا ومجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة. وقالت نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة جماعات الجيش السوري الحر، إن الحكومة الأمريكية تريد توضيح "ضرورة ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري". وقالت الرسالة الأمريكية لمقاتلي المعارضة أيضاً، إن الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري بناء على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم. وأضافت الرسالة: "إننا في حكومة الولاياتالمتحدة ندرك الظروف الصعبة التي تواجهونها ومازلنا ننصح الروس والنظام السوري بعدم الإقدام على إجراء عسكري يمثل خرقاً للمنطقة". وكانت نيكي هيلي سفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة قالت، الجمعة، إن تصعيد الجيش السوري "ينتهك بوضوح" اتفاق خفض التصعيد وإن أكثر من 11 ألف شخص تشردوا بالفعل بسببه. وأضافت في بيان: "روسيا ستتحمل في النهاية مسؤولية أي تصعيد آخر في سوريا". ويحصل مقاتلو المعارضة في جنوبسوريا على دعم تضمن تقديم خصوم الأسد في الخارج أسلحة خلال الحرب الدائرة منذ سبع سنوات. ودعمت واشنطن الجيش السوري الحر بالسلاح والمرتبات خلال الحرب الدائرة منذ 2011 بموجب برنامج للمساعدات العسكرية تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه). ولكن محللين يعتقدون، أن هذه المساعدات انخفضت بعد أن قرر الرئيس دونالد ترامب العام الماضي وقف هذا البرنامج. وكانت آمال المعارضة قد زادت بعد أن حذرت واشنطن الأسد وحلفاءه الروس من أن خرق هذه المنطقة ستكون له "عواقب وخيمة" وتعهدها باتخاذ "إجراءات حازمة وملائمة". النظام يشن حملة على درعا بدأ النظام السوري وفصائل مدعومة من إيران، الثلاثاء، هجوماً كبيراً على فصائل المعارضة في درعا جنوبي البلاد. وقالت مصادر بالمعارضة، إن طائرات روسية قصفت، في ساعة متأخرة من ليل السبت، بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب غرب سوريا، في أول غطاء جوي توفره موسكو لهجوم موسع يشنه الجيش السوري لاستعادة تلك المنطقة الإستراتيجية. وقال مصدران لوكالة رويترز للأنباء، إن مركزين يتابعان تحركات الطائرات العسكرية سجلا ما لا يقل عن 20 هجوماً على بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا. وقال مصدر: "رصدنا قيام خمس طائرات روسية بشن 25 غارة". وأضاف إن الطائرات انطلقت من قاعدة حميميم الروسية الجوية في محافظة اللاذقية غرب سوريا. واستخدمت القوات الحكومية السورية المدفعية والصواريخ بشكل مكثف حتى الآن في الهجوم الذي بدأ الأسبوع الماضي ولم يكن قد تم الاستعانة حتى الآن بالطائرات الحربية الروسية التي كان دورها حاسماً في استعادة المناطق الأخرى التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها "إسرائيل"، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك هذا الأسبوع مهدداً منطقة "لخفض التصعيد" اتفقت عليها الولاياتالمتحدةوروسيا العام الماضي. وسيؤدي تدخل روسيا بكامل ثقلها العسكري في الحملة الرامية إلى استعادة جنوبسوريا إلى إضعاف قدرة جماعات الجيش السوري الحر للصمود في وجه القصف العنيف الذي أجبر رفاقهم في مناطق أخرى على قبول اتفاقيات استسلام. ويعد جنوب غرب سوريا مصدر قلق من الناحية الإستراتيجية ل"إسرائيل" التي كثفت العام الماضي هجمات على فصائل تدعمها إيران متحالفة مع الأسد. Syria pounds rebel areas in south, thousands flee to border zone https://t.co/YiyUnkwRy5 pic.twitter.com/ZDyJeTcsOH — Reuters Top News (@Reuters) June 24, 2018