كشف البروفيسور عدّة بونجار رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في الأورام "سافرو" ورئيس مصلحة الأورام الطبية بالمستشفى الجامعي البليدة خلال "الماستر كلاس" الأول حول سرطان الرأس والرقبة المنعقد مؤخرا بالجزائر أن الدراسات الإكلينيكية الخاصة بمختلف أنواع السرطان في بلادنا لا تشرك سوى 100 مريض فقط، بينما تتجاوز في الدول الأوروبية نسبة 30 من المائة من عدد المرضى المصابين بالسرطان وفي أمريكا تتجاوز 50 من المائة. وأرجع المختص السبب في ذلك وفق ما أكّده للشروق، إلى عدم مشاركة شركات الأدوية العالمية في تلك الدراسات والأبحاث العالمية وكذا تأخر إجراءات منح الموافقة من الجهة الوصية على التجارب الإكلينيكية بما يدفع إلى التخلي عن الأمر. واستعرض بونجار مزايا استفادة الجزائريين من التجارب الإكلينيكية، سيما وأن الأمر يكون، حسبه، عادة في المرحلة الثالثة أي بعد أن يثبت الدواء جدواه وفعاليته ومنها أن يحصل المريض على أدوية مبتكرة وجديدة كما أن تلك الأبحاث والاختبارات تكون على عاتق المخبر وكذا استفادة الأطباء من الخبرة ونشر نتائج دراساتهم عالميا لتطوير أدوية وفق خصوصية المرضى في تلك المنطقة. وأثنى عدّة بونجار على ما تضمّنه قانون الصّحة الجديد من تقليص لمدة الحصول على الموافقة حيث قال "من بين الأمور الايجابية في قانون الصحة الجديد هو أنّ آجال الموافقة على إجراء الدراسات الإكلينيكية لن يتعدى 3 أشهر مستقبلا". وجمع اللّقاء العلمي المنظم من قبل جمعية "سافرو" وجمعية الأطباء العرب لمكافحة السرطان أكثر من 150 ممارس متخصص تم تأطيرهم من قبل خبراء جزائريين وقامات فرنسية في مجال مكافحة السرطان، وقد تم مناقشة سرطان الغدّة الدرقية والبلعوم خلال هذين اليومين. وبالنسبة للبروفيسور بونجار فإن "اختيار المواضيع يستجيب لاحتياج وطني وجهوي في مجال التكفل بالمرضى، في الحقيقة سرطان البلعوم لا يسجل إلا في دول المغرب العربي.. الجزائر وتونس والمغرب وكذا في الصين". وأضاف بونجار "سرطان الرأس والرقبة يمس في الجزائر الشباب بدرجة أكبر على عكس دول الغرب إذ يمس هذا النوع من السرطان الأشخاص الذين يفوق سنهم 60 عاما." وأضاف "الأسباب هي نفسها وهي بالخصوص التدخين والكحول بالنسبة لسرطان البلعوم إنها فيروس "آ شبي في" و"أو بي في". وركّز المشاركون على تطوير الدراسات الإكلينيكية في الجزائر بإشراك عدد أكبر من المرضى وبالأخص في ما يتعلق بموضوع سرطان البلعوم، وبالتالي فإن المرضى الجزائريين لا يمكنهم الاستفادة من الدراسات العالمية بما أنه يتمركز في المغرب".