* 12 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا كشف رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في طب الأورام ”سافرو”، البروفسور عدة بونجار أن الجزائر تسجل 500 حالة سنويا لسرطان المخ بالنسبة للكبار و200 حالة بالنسبة للأطفال، مشيرا إلى آخر المستجدات والتقنيات الحديثة التي جاء بها المؤتمر الخامس ل”سان أنطونيو” في مجال علاج هذا الداء، في الوقت الذي تعد نسبة الشفاء منه ضئيلة جدا بسبب صعوبة العمليات الجراحية التي تقام بأماكن حساسة.
أفاد رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في طب الأورام”سافرو”، على هامش اليوم العلمي الذي نظم ليومين على التوالي بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي الخامس لسان أنطونيو بالو.م.أ في شهر ديسمبر الماضي بزرالدة، بالتعاون مع الجمعية الجزائرية لطب الأورام، والجمعية التونسية والمغربية وكذا الجمعية المتوسطية لطب الأورام، أن الهدف من هذا اللقاء العلمي الذي جمع أزيد من 200 مختص في مجال طب الأورام بالجزائر، تونس والمغرب وفرنسا، التطرق لأهم المحاور والمواضيع المتعلقة بعلاج داء سرطان المخ الذي يعد من أخطر أنواع السرطانات على الإطلاق باحتلاله المرتبة الثانية بعد سرطان الدم حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة، كونه يمس أماكن حساسة بالدماغ، عن طريق عرض أهم الدراسات والأبحاث في هذا الخصوص، ناهيك عن التطرق إلى أبرز وأحدث الوسائل المتعلقة بالعلاج بالأشعة وكذا تلك المتعلقة بالعمليات الجراحية وكذا العلاج المناعي والعلاج الإشعاعي والكيميائي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين دول المغرب العربي والضفة الأوروبية، مشيرا إلى أن الجزائر تسجل سنويا 500 حالة بالنسبة للكبار و200 حالة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 سنوات، حيث تمثل نسبة معدل الحياة للمصابين بهذا المرض الخبيث متوسط عمر مابين 16 إلى 20 شهرا. وفي السياق، أضاف بونجار أن هذا المرض الذي يظهر في أماكن حساسة من الدماغ يصعب علاجه والوصول إليه، حيث لا يمكن أن تكون العملية الجراحية كلية، وبالتالي نسبة الشفاء منه ضئيلة إن لم نقل منعدمة، الأمر الذي اعتبره بعض المختصين بمثابة المشكل الأساسي الذي يعيق دور الجراحين في القيام بعملهم على أحسن وجه، من جهة، وكذا الخوف من تعرض المريض إلى انعكاسات سلبية لا يحمد عقباها، كالشلل وغيرها من الأمور التي يتحكم بها الدماغ. من جهته، أكد البروفيسور محمد أوكال، رئيس مصلحة طب الأورام بمستشفى بني مسوس، على دور العلاج المناعي وتقويته لعلاج بعض أنواع السرطانات، عن طريق علاج مناعة المريض ومحاولة تقويتها وتطويرها لمجابهة هذا الداء، بمنحه علاجا ودواء يتماشى وقدرة تحمله، عن طريق أخذ خزعات من جسمه، مشيرا إلى أنه وللأسف لا يطبق هذا العلاج بصفة منتظمة وموسعة في الجزائر إلا لدى فئة قليلة، قائلا: ”نحن هنا لنعرض أهم ما جاء به المؤتمر العالمي سان أنطونيو والاستفادة من أحدث الدراسات والتقنيات المطبقة في الدول المتقدمة في علاج هذا الداء، ومدى نجاعتها في علاج هذا المرض الذي يفتك بالآلاف من الأشخاص سنويا”. من جهته، كشف بلقاسيمي يزيد، رئيس الجمعية المتوسطية لطب الأورام، عن وجود نقص في الأدوية المعالجة لسرطان المخ، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد إلى حد الآن العوامل المتسببة في هذا المرض، باستثناء عامل الوراثة، مضيفا وجود نوع واحد من الدواء المعمول به في الجزائر والخارج وكذا الدول الأخرى، مركزا على دور العلاج الكيميائي والإشعاعي في علاج هذا المرض. ..وسرطان الثدي يصيب 12 ألف حالة جديدة في الجزائر كما تطرق المشاركين في اليوم الثاني من اللقاء العلمي إلى موضوع سرطان الثدي وتأثيره على الصحة النفسية للمرأة، وكذا أبرز طرق العلاج الحديثة، بدل الاستئصال عن طريق عرض أهم الورشات التي أنجزت في هذا الخصوص، وأهم النقاط التي تطرق إليها المؤتمر العالمي الأخير سان أنطونيو والمتمثلة في بعض التقنيات الجديدة للعلاج، كتحديد نوعية العلاج الخاصة بكل فئة، بالإضافة إلى تحديد مدة العلاج بين الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة. وفي هذا الإطار كشف رئيس الجمعية الوطنية للأبحاث والدراسات في مجال طب الأورام، عدة بو نجار، عن تسجيل 12 ألف حالة جديدة مصابة بسرطان الثدي من مجموع 45 إلى 50 ألف حالة مصابة بالسرطان في الجزائر، مشيرا إلى أن هذا الداء يعد أول سرطان عند المرأة الجزائرية، مضيفا في الوقت ذاته أن نسبة الإصابة به في الحالة الأولى والثانية انخفضت بمعدل 50 إلى 60 بالمائة منذ سنوات التسعينيات، أين بلغت نسبة المصابين بالحالة الأولى والثانية أكثر من 50 بالمائة مقارنة بالحالة الثالثة والرابعة، أين انخفض حجم الورم إلى 4 سنتيمترات بفضل حملات التحسيس والتوعية ودور وسائل الإعلام، وكذا الكشف المبكر لهذا الداء والذي يعتبر من أهم الخطوات للعلاج. وفي سياق ذي صلة، أشار البروفيسور إلى مشكل ”لامورفين” الخاص بعلاج الألم، قائلا: ”لابد من توفره في الصيدليات، خاصة وأن تقديمه للمرضى يتم خلال 7 أيام فقط، الأمر الذي انعكس سلبا على هؤلاء لاسيما القادمين من ولايات بعيدة”، رغم أن القرارات الوزارية الأخيرة كان من المفروض أن تحل هذه المعضلة التي يتخبط فيها مرضى السرطان وذووهم في صمت. وللإشارة، تطرق المحاضرون في هذا اللقاء العلمي إلى أهم الدراسات والأبحاث في مجال علاج السرطان بنوعيه والمتمثل في سرطان المخ والثدي، وكذا الأدوية والأجهزة الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية، ناهيك عن الأشعة والصور بالأشعة ودورها في مساعدة الطبيب الجراح للقيام بالعمليات الجراحية، وفق تقنيات وأدوات جد حديثة.