شهد موقع التواصل الإجتماعي الفايس بوك، الاثنين حركة غريبة، دعا من خلالها بعض الزوار إلى ضرورة توقيف ما أسموه بالمهزلة للمبالغ المالية التي خصصتها الدولة لتغطية حفل المغنية اللبنانية أليسا، والتي من المقرر أن يقام الحفل بمدينة عنابة، تزامنا مع الاحتفال بخمسينية الاستقلال. وفي عديد التعليقات عبر الصفحات الفايسبوكية، والتي أُنشئت خصيصاً للمطالبة بإلغاء حفل آليسا، عبّر الجزائريون عن مدى المشاكل التي يتخبّطون فيها، ومدى معاناة المواطن الجزائري من أجل توفير لقمة العيش الحلال لعائلته، ومدى تعب عمّال بعض القطاعات من أجل العيش وفقط، لا من أجل تحقيق الرفاهية التي يسعى الكثيرون لبلوغها، نظير دراهم معدودات، لا تكاد توفر لهم قوتهم اليومي.. في المقابل تتفنن الوزارة الوصيّة في صرف أو كما عبّر الفايسبوكيون في تبذير أموال الجزائريين على حفلات صاخبة، ليخرج من صندوق خزينة الدولة الملايير في حفلات "الشطيح والرديح" مليار منها خُصص للفنانة اللبنانية آليسا. وعلى اعتبار أن من قام بإنشاء صفحات الفايس بوك للمطالبة بإلغاء حفل آليسا هم أدمغة الجزائر المركونة على الرّصيف، والتي تعمل بعقود الإدماج وعقود ما قبل التشغيل، في إنتظار إنتهاء صلاحيتها، فراح هؤلاء يفكّرون في طريقة يخرجون بها صوتهم للوزارة الوصّية، مصرّين على ضرورة إلغاء حفل المليار سنتيم، فمنهم من اقترح جمع التوقيعات، ورفع دعوى قضائية ضد الوزارة الوصيّة، واتهامها بتبديد المال العام، ومنهم من إقترح القيام بمسيرة ومحاصرة مقر الوزارة للتراجع عن قرار غناء آليسا مقابل مليار سنتيم، فيما إقترح البعض الآخر مقاطعة حفلات وزارة الثقافة بمدينة عنّابة، والإستنجاد بالسّلطة الرابعة، علّها تستطيع مساعدهم، في حين ذهب البعض الآخر من الفايسبوكيين إلى الدعوة للفوضى، وذلك بتخصيص كميات كبيرة من الطماطم والبيض، لاستقبال الفنانة آليسا، كما حدث في عنابة منذ أكثر من نصف قرن، عندما استقبل الراحل فريد الاطرش، حيث غنى حينها لكل الدول العربية في بساط الريح إلا الجزائر. وعاد الفايسبوكيون وأكّدوا أنّ أموال الجزائر هم الأحق بها، والمليار الذي ستأخذه آليسا نظير غنائها في حفل خمسينية الاستقلال من المفروض أن يصرف على أبناء الجزائر في عيد استقلالهم...