علمت " الشروق اليومي" من مصادر مؤكدة ، أن مفاوضات متقدمة تجري حاليا مع عائلة مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس و " الأعور" ، أمير المنطقة التاسعة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، و أحد أبرز نشطاء و قدماء العمل المسلح ، و من المقربين من حسان حطاب و صايفي عماري المكنى " البارا" أمير المنطقة الخامسة في نفس التنظيم و قالت هذه المصادر ، إن النتائج حققت نتائج جد إيجابية. بهدف تمكين هذا القيادي البارز في التنظيم المسلح ، من الإستفادة من تدابير ميثاق السلم و المصالحة الوطنية ، خاصة في ظل رغبته بعد أن حدد شروطا لتسليم نفسه ووقف النشاط المسلح أهمها الإستفادة من ميثاق المصالحة و الفصل في ملفه القضائي بإبطال المتابعات القضائية ، لكن أهم ما طالب به بلمختار ، هو الحصول على جواز سفر للتنقل للعيش في الخارج. ويكون "الأعور" متواجدا شمال المالي ، حيث أفادت مصادرنا ، أن أعضاء من قبيلة البرابشة ، و هي قبيلة من عرب المالي ، تقيم شمال تمبكتو ، وتربطها علاقة مصاهرة مع الأعور ن قد شاركت في هذه المفاوضات ، بهدف إقناع السلطات بضرورة تبني بروتوكول عرضته عائلة بلعور بطلب منه ، حيث كان أفراد من عائلة بلعور قد تنقلوا في هذا الإطار إلى نواحي منطقة عين خليل التي تبعد بنحو 35 كم عن الحدود الجزائرية المالية لتفعيل هذا البروتوكول وإنتزاع ضمانات لتسليم نفسه. و يأتي موقف أمير المنطقة التاسعة بتسليم نفسه ، بعد استعانته بفتوى تحصل عليها حسب مصادرنا من أحد مراجع التيار السلفي في الجزائر ، تنص على ضرورة التخلي عن العمل المسلح ، من خلال بند" عدم القدرة على الاستمرار في الحرب" .لكن متتبعين للشأن الأمني ، يؤكدون أن تفجيرات 11 أفريل الأخيرة عززت موقف الأعور الرافض الاستمرار في النشاط تحت لواء التنظيم الذي تبنى مقتل مدنيين أبرياء في هذه الاعتداءات الرهيبة. ويكون الأعور ، قد أعلن مباشرة بعد وقوعها و تبنيها ، خروجه عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، حسب مصادر من محيطه ، خاصة و أن بلمختار كان أول من أعلن عن تمرده عن الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا" بعد تكفيرها الشعب و إرتكابها سلسلة من المجازر الجماعية ، قبل أن يلحق به حسان حطاب ، و بعد إنشقاقهما ، أعلنا عن تأسيس تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال ، وواجه بلمختار مؤخرا محاولات إنقلاب من طرف المدعو حمادو عبيد المكنى أبو زيد وعبد الحميد ، وهو من مواليد الوادي، وبحسب مصادر من محيط تائبين حديثا ، فإن" أبوزيد يسعى للسيطرة على إمارة المنطقة التاسعة " التي كان بلمختار أميرا لها منذ اندلاع العمل المسلح في الجزائر لعلاقته القوية بشبكات التهريب ،و مصاهرته لقبائل بارزة في المالي ، و أبلغ أبوزيد رفقاءه في لقاء مؤخرا ، أن بلمختار سلم أحد أفراد عائلته ، كيسا من المال لإثارة الإنشقاق عليه ، و التمرد. لكن خروج بلمختار عن التنظيم ، ورغبته في الإستفادة من تدابير المصالحة يعد ضربة قوية لتنظيم" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، خاصة على مستوى المنطقة الجنوبية التي كان يسيطر عليها بلعور الذي يعد آخر أبرز قيادات النشاط المسلح ، من مواليد 1969 بالمنيعة بولاية غرداية ، و لا يستبعد أن يعلن رفقاءه الذين ينشطون تحت إمارته تسليم أنفسهم ، رافق حطاب و "البارا" ، و تنسب له عملية التخطيط لاختطاف سياح أجانب بصحراء الجزائر ربيع 2003. نائلة.ب:[email protected]