يعيش أزيد من 32 مكتبا بريديا بولاية غرداية حالة من التسيّب الأمني، مما يعرضها للسرقة من طرف اللصوص، لا سيما في أوقات فتور الحركة، وهذا لانعدام أجهزة المراقبة وأعوان الحراسة، خاصة وأنه تعرض في الأيام القليلة الماضية مكتب بريدي بإحدى ولايات الجنوب لعملية سطو من طرف جماعة أشرار، وسرقة مبلغ معتبر. كشفت لجنة الإعلام وتكنولوجيات الاتصال التابعة للمجلس الشعبي الولائي لولاية غرداية في تقرير مفصل عن واقع قطاع البريد بالولاية عن وجود 32 مكتبا بريديا لا تتوفر فيه كاميرات المراقبة، ولا حتى أعوان الحراسة، الأمر الذي يثير مخاوف عديدة من تعرضها للنهب والاستيلاء، بما أنها تعتبر مراكز لتوزيع وتجميع السيولة النقدية، فيما يوجد مكتبين اثنين فقط بهما أعوان حراسة، من دون توفرها لأجهزة كاميرات المراقبة، وهما مكتبي بريان مركز، ومكتب حاسي لفحل، في حين توجد ثلاثة مكاتب مزوّدة بالكاميرات، وهي مكتب المنيعة وسط به 07 كاميرات، ومكتب متليلي وسط به 05 كاميرات، ومكتب القباضة الرئيسية غرداية به كاميرات و04 أعوان حراسة. تشهد واجهة هذا الأخير حركة كبيرة للمهاجرين غير الشرعيين الأفارقة، وبعض المختلين عقليا، مع انعدام الإنارة الخارجية ليلا، كما أن مكتب سيدي امحمد ببلدية الضاية بن ضحوة توجد مساحة شاغرة بينه وبين غرفة URAD، مما تشكل عائقا من الناحية الأمنية، ينبغي غلقها وإضافتها للمكتب البريدي. وذكر نفس التقرير – حازت الشروق على نسخة منه – أن معظم مراكز البريد الموزعة على مختلف بلديات الولاية، خالية من الزجاج العازل بين الموظفين والزبائن، مما يسهل على المحتالين عملية السرقة، والاعتداء على الموظفين، الأمر الذي دعت لجنة الإعلام وتكنولوجيات الاتصال الجهات المعنية إلى توفير ظروف الأمن لكافة المكاتب البريدية، من خلال نصب كاميرات المراقبة، وتوظيف أعوان حراسة، وكذا توفير زجاج عازل يحمي الموظفين. وفي سياق متصل، يفتقر نحو 23 مركزا بريديا على مستوى ولاية غرداية إلى جهاز البطاقة الآلية (GAB) الذي يساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على السحب العادي، خاصة في المراكز الواقعة وسط المدينة، كما يوجد نقص فادح في أجهزة السحب الآلي، التي تمكّن المواطنين من استخدام البطاقة الذهبية في استخراج الأموال، لا سيما في المناسبات التي تعرف طلبات كبيرة على السيولة النقدية، مما يناشد المواطنون الجهات الوصية لتدارك هذا العجز هذه الأيام، عشية الدخول الاجتماعي، وعيد الأضحى المبارك. ورغم الحالة التي يشهدها قطاع البريد بولاية غرداية، يبذل مسؤولوه قصارى جهدهم في تقديم الخدمة العمومية للمواطنين، بواسطة اتخاذ العديد من الإجراءات، التي تسهل للزبائن الحصول على مبتغاهم، بتمديد فترات العمل إلى الليل، وفتح بعض المراكز في عطل الأسبوع، ومحاولة إعادة تهيئة وترميم كثير من مراكز البريد، حتى تكون ذات واجهة تريح الزبائن.