كشف الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك عبد المؤمن ولد قدور أن شركته قد توصلت لتجديد عقود تصدير الغاز إلى اسبانيا لمدة تسع سنوات بمعدل 9 ملايير متر مكعب سنويا، و3 ملايير متر مكعب ل"إيني" الايطالية. وبدا من خلال تصريحات ولد قدور أن سوناطراك بصدد إحكام قبضتها على مصادر تموين الضفة الشمالية للمتوسط بالغاز، بمعدل 12 مليار متر مكعب على الأقل سنويا إلى اسبانيا وايطاليا. وأوضح عبد المؤمن ولد قدور خلال ندوة صحفية على هامش زيارته إلى شركتي اسميدال وفرتيال للأسمدة بولاية عنابة، أن مستقبل تسويق الطاقة الجزائرية جد واعد خصوصا مع انشاء الشركة الدولية الجزائرية المختلطة لتسويق المحروقات ومشتقاتها. وعلق بالقول "أنا لست خائفا من المستقبل، بل بالعكس، ان مستقبل قطاع المحروقات الجزائري جد جد واعد". وأضاف ولد قدور بأن سوناطراك جددت عقود تصدير الغاز وتسويقه في اسبانيا لمدة 9 سنوات، بمعدل 9 ملايير متر مكعب سنويا، وهي ربع ما تنتجه الجزائر على حد تعبيره. وقال بهذا الخصوص "الرئيس الفرنسي اعلن عن مشروع لمد أنابيب الغاز بين فرنساواسبانيا عبر جبال البيريني وهذا مؤشر جد ايجابي للغاز الجزائري"، وتابع "سنزيد من إمدادت الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر المتوسط". وبدا من خلال تصريحات ولد قدور ان سوناطراك بصدد إحكام قبضتها على تموين الضفة الشمالية للمتوسط بالغاز الطبيعي، حيث كشف عن تجديد عقود مع ايني الإيطالية لتزويدها بنحو 3 ملايير متر مكعب اضافية من الغاز سنويا، دون الإشارة أإلى تفاصيل مدة هذا العقد. هذه تفاصيل مناصب القيادات الجديدة لسوناطراك وخلال الندوة الصحفية، دعا ولد قدور إلى عدم المضاربة بالمعلومات المغلوطة بشأن التنظيم والمديريات الجديدة للشركة، مشيرا إلى أن التنظيم الأسبق كان لا يتناسب بتاتا مع حجم وبعد الشركة الدوليين، ولا يمكن ان نقابل الشركاء الدوليين خلال مفاوضات سوناطراك بهذا التنظيم. وحسب ولد قدور فإنه عند تعيينه على رأس الشركة في 2017، وجد منصبين لنواب الرئيس ومديريتين عامتين فقط، وهو أمر غير مقبول في شركة هي الأصل في مداخيل البلاد. وأوضح ذات المسؤول أن المعلومة الصحيحة هي انه تم خلق 8 فروع يتولاها نواب للرئيس وليس مديرون تنفيذون او مديرون عامون، وهي نشاط المنبع والغاز المسال والتكرير والنقل والقسم التجاري والمالية والإستراتيجية والأعمال. ودافع ولد قدور عن خياراته في تنظيم المناصب القيادية الجديدة في الشركة، وشدد على انه "لم يأت بأي مسؤول من معارفه إلى المناصب المذكورة، وكل الذين تم تعيينهم هم من أبناء سوناطراك ممن وجدهم أصلا في مناصب بالشركة". ووفق مسؤول سوناطراك الأول، فإن المناصب الجديدة لنائب الرئيس وعددها ثمانية ما زالت بالنيابة في انتظار ترسيمها عبر المرسوم الرئاسي الذي يبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية. وأعرب ولد قدور عن أمله في أن تعود الثقة لمسؤولي سوناطراك الذين أرعبتهم قضايا الفساد التي هوت بالشركة منذ 2010، مشيرا إلى أن المسؤولين خلال السنوات الماضية لم يكونوا قادرين على التوقيع حتى على عقد اقتناء مكنسة بسبب حالة الرعب والخوف التي انتابتهم. استثمار 57 ألف مليار في مشاريع تطوير الفوسفات والأسمدة وكشف ولد قدور ان فرعها اسميدال سيتولى تطوير جملة مشاريع على طول سكة الحديد الرابطة بين مناجم الفوسفات بتبسة وصولا إلى ميناء عنابة، وستقام في ولايات تبسة وسوق اهراس وسكيكدة وعنابة. وحسبه فإن سوناطراك ملتزمة بالاستثمار في هذه المشاريع التي تقدر كلفتها بنحو 5 ملايير دولار ما يعادل نحو 57 ألف مليار سنتيم، وستساهم في خلق آلاف مناصب العمل في هذه الولايات، اضافة إلى تطوير القطاع الزراعي من خلال انتاج الأسمدة اللازمة، وتصدير الفائض إلى الخارج. انتهى عهد تسويق الموارد الخام كما هي وخلال الندوة الصحفية ذاتها، شدد ولد قدور على عهد الاكتفاء بتسويق المحروقات والموارد الطبيعية الخام كما هي قد انتهى، وسوناطراك ستعمل على اعطاء القيمة المضافة لهذه الموارد. ووفق ولد قدور فإن الشركة قد وقعت عقدا مع توتال الفرنسية لإنتاج البيلو بروبيلان المطلوب عالميا، وقبل نهاية السنة ستوقع على عقد الشراكة مع الأتراك لإقامة مصنع هناك في تركيا لإنتاج البلاستيك انطلاقا من مادة النافتا الجزائرية، التي ستزود بها هذا المصنع لمدة عشر سنوات.