في تشريعيات ال17 ماي التي انطلقت حملتها الانتخابية نهاية الأسبوع الماضي، تحضر فئة الأطباء بقوة في قوائم الترشيح، قوة حتى ولو اعتبرها البعض نسبية إلا أنها تمثل حصة لا بأس بها مقارنة مع فئات أخرى لم تنل إلا الوعود والإطراء اللفظي على غرار فئات المثقفين والشباب وكذا النساء.. وهو الأمر الذي ربطته مصادر متابعة بكون الأطباء يحوزون على المؤهلات المالية أولا ثم الحضور الشخصي ثانيا من أجل وضع أسمائهم ضمن القوائم، حتى وان كانت في حزيبات مجهرية أو في ذيل قوائم الأحزاب الأخرى. أطباء غرب البلاد الذين اختارتهم التشكيلات السياسية في قوائمها معظمهم من المناضلين الذين يحتلون مناصب في الأصل أو لديهم طموحات سياسية سابقة على غرار الدكتور عراس لحسن الذي يعمل مستشارا لدى صندوق الضمان الاجتماعي بسيدي بلعباس ويحتل مقعدا في المجلس الشعبي الولائي المتهم محليا بالسلبية والرضوخ للإدارة في كثير من المرات، وقد جاء اسم عراس لحسن في قائمة الأفلان التي يترأسها لبيض محمد بعد صراع جاد ومواجهة ساخنة مع خصومه الرافضين لمسألة ترشيحه، ولكن قائمة الحزب العتيد لم تقتصر فقط على الاسم المذكور آنفا بل تضمنت كذلك الدكتور ساحولي محمد الذي يعمل في القطاع الصحي لدائرة مرين، وهو المرشح الذي تنافس في بداية الأمر مع لبيض على المرتبة الثانية قبل أن تحدث المفاجأة الكبرى بترشيح الوزير عمار تو في وهران وترك الجائزة للأخوين العدوين، والى جانب الأفلان هناك أيضا حمس التي رشحت طبيبا في قائمتها معروف بأنه من أكثر المناضلين دفعا للأموال في الحزب لذلك تحتفظ به تشكيلة سلطاني في بلعباس وللقول أيضا أنه حتى الأحزاب الإسلامية بإمكانها إغواء الأطباء للانضمام على عكس الادعاء القائل أنهم يبحثون عن الأحزاب العلمانية. وفي ولاية معسكر، يبرز بقوة اسم الطبيب العام حنصالي الذي ترشح في قائمة حركة الانفتاح الباحثة عن أداء دور في التشريعيات يتوقع البعض أن لا يكون كبيرا، وهناك أيضا مدير مستشفى تغنيف الذي تم إقصاؤه من التجمع الوطني الجمهوري علما أن الولايات الداخلية عادة ما تشهد معايير أخرى للترشيح تبدو سطحية في المدن الكبرى لكنها تتعاظم كلما دخلنا إلى العمق الريفي، مثل معايير العروشية والأموال المترافقة مع جلسات الشواء والوعدات التي تعد مقياسا مركزيا للفوز بمكان في القائمة ومن ثم بمقعد في البرلمان...هذه الحقيقة لاشك أنها حضرت بقوة في تفكير الدكتورة مزيان خيرة التي ترشحت في قائمة حركة مجتمع السلم في ولاية سعيدة، فطبيبة النساء الباحثة عن مقعد برلماني بمظلة إسلامية وفرها لها أبو جرة سلطاني سيكون واجبا عليها إهمال نشاطها الأساسي لفترة ليست بالقصيرة من أجل التفرغ لحرب الكواليس، وهي الحرب التي يعرفها جيدا الطبيب بن ثابت المرشح في نفس الولاية عن قائمة الحزب العتيد، علما أن الأمر لا يشكل جديدا لديه فهو مناضل قديم بشهادة زملائه، ونائب سابق يبحث عن عهدة جديدة، وربما تلك هي المقاييس التي شجعت أنصار عبد العزيز بلخادم في سعيدة من أجل ترشيحه في الرتبة الثانية للقائمة الموعودة بحصد نتيجة مريحة، فيما ترشح الدكتور بن عيسى في قائمة حزب عمارة بن يونس في تلمسان، أو بالأحرى على رأس القائمة وكأن عاصمة الزيانيين لم تقتنع بعد بنجاح الأطباء في تمثيل المواطنين حتى وان كانوا ناجحين في مداعبة المشرط في غرف العمليات. قادة بن عمار