يسود الحملة الانتخابية بعد أسبوع عن انطلاقها فتور غير مسبوق شعبيا على مستوى أحياء وشوارع العاصمة، ففضلا عن أن العديد من القوائم لم تعلق إلى غاية كتابة هذه الأسطر فان اللوحات المخصصة للملصقات وان كانت تثير فضول أبناء الأحياء وحتى المارة في العديد من الأحيان إلا أن تراجع ظاهرة تمزيق هذه الملصقات يعد دليلا آخر على وجود "لامبالاة "من قبل المواطن بالتحضيرات لموعد انتخابي محلي تكاد تجمع اغلب التشكيلات السياسية على أن الإقبال الشعبي عليه سيكون اكبر من ذلك المسجل خلال تشريعيات ماي الماضي أين سجلت اضعف نسبة مشاركة في تاريخ الجزائر المستقلة. المتجول بشوارع وأحياء العاصمة طيلة الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية لاقتراع 29 نوفمبر لايكاد يلمس جو الحماسة الشعبية لهذا الموعد، وان كان "هذا الوضع معهودا بالنسبة لسكان العاصمة ولا يوجد ما يثير الاستغراب"على حد تعبير احد المواطنين طرحنا عليه سؤالا بشان هذا أسباب الفتور، إلا أن الأمر يبدو أكثر حدة هذه المرة من منطلق أن العديد من الأحزاب وحتى وزارة الداخلية مازالت تؤكد أن نسبة الإقبال الشعبي على هذا الاقتراع ستكون عالية مقارنة بالانتخابات التشريعية بحكم، لان الأمر يتعلق حسبها بانتخاب أعضاء المجالس البلدية والولائية التي تسير الحياة اليومية للمواطن. لكن الملاحظ في شوارع العاصمة أن عنصر الثقة أضحى مهزوزا بين المواطن والمنتخبين وهو ماعبر عنه شاب وجدناه رفقة صديق له أمام لوحة مخصصة لملصقات الحملة الانتخابية بساحة أول ماي حيث أنه يرى في وقوفه أمام هذه اللوحة الاشهارية "مسألة فضول لاغير" مضيفا " حتى لو علقوا صورة أخي هنا لن انتخب عليه " وهنا دون شك هو يقصد فقدان الثقة في المنتخبين . ونفس المشهد يتكرر دائما مع كل المساحات المخصصة للدعاية الانتخابية بشوارع الجزائر العاصمة حيث يتردد من حين إلى آخر مواطنون من مختلف الفئات العمرية على هذه اللوحات وعندما تتقرب منهم لا تسمع سوى عبارات " هذا وليد حومتي " في إشارة إلى وجود مترشح يعرفه و " المير زاد ترشح ما ذا فعل في هذه العهدة ؟" يتساءل البعض بحكم أن بعض الأحزاب وفي مقدمتها أحزاب التحالف أعادت ترشيح اميار العهدة الحالية على غرار بلديتي سيدي امحمد والجزائر الوسطى ، في الوقت الذي يتجاهل العديد من المواطنين شعارات الحملة وحتى الانتماء السياسي للمترشحين. عبد الرزاق بوالقمح