أكد رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، أن الانتخابات التشريعية الأخيرة في الجزائر لم ترق إلى مستوى تطلعات الشارع الذي كان يأمل مع بداية الربيع العربي في صناعة ربيعه الجزائري الخاص. وقال سلطاني، السبت، في حوار أجرته معه وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، على هامش مشاركته في المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية المغربي بالرباط، إن التشريعيات الماضية لم تعكس حقيقة الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والمتمثلة في 13 مشروعا للإصلاح من بينها قانونا الإنتخابات والأحزاب، مما جعل الجزائر –يضيف سلطاني- تعود إلى زمن الحزب الواحد بتقاسم حزبان الأغلبية وحصول باقي الأحزاب الأربعة والأربعين على أعداد قليلة من باقي المقاعد، مطالبا في هذا السياق بتنظيم انتخابات برلمانية تعكس الوزن الحقيقي للأحزاب السياسية. وأضاف رئيس حركة مجتمع السلم أن عدم الجدية في تنفيذ الإصلاحات السياسية المعلن عنها دفعت الحركة للنضال السلمي في المعارضة والامتناع عن المشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة، مشيرا أنه تبعا لتقرير اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات يجعل نتائج الانتخابات غير مقبولة ويجعل البرلمان نفسه فاقد للمصداقية، داعيا للخروج من طور الانتخابات المصنوعة المفبركة إلى الانتخابات الحقيقية الديمقراطية، مؤكدا أن الشعب الجزائري أصبح يخشى تكرار المأساة الوطنية للعشرية الحمراء، لكن انتظاره لتحقيق التغيير لن يطول خاصة أن الشعوب من حوله بدأت تبني ديمقراطيات، وتجاوزت مرحلة هدم الأنظمة القديمة القائمة سواء في تونس أو في المغرب أو في ليبيا وعلى النظام أن يفهم هذا الدرس ويحاول أن يبدأ بداية جديدة مع شعبه عبر تكريس الشفافية والانتقال إلى نظام برلماني. ولدى حديثه عن الحراك الشعبي الذي تعرفه سوريا أكد سلطاني أن هذا الأخير سينتهي النهاية التي وصلت إليها باقي الشعوب العربية التي ثارت على حكامها قبله، وأيام الأسد صارت معدودات، ولم يعد قادرًا على الاستمرار أكثر، والآن يلعب بآخر الأوراق التي كان يتمسك بها، ولكن كان عليه أن يستجيب لإرادة شعبه ويفتح الحوار معه، أما وبعد كل هذه المآسي أظن أن الحوار تجاوزه الزمن- يقول المتحدث-.