جبهة اجتماعية ملتهبة وغليان شعبي يرقبه حذر موازاة مع تراكم المشاكل وغياب الحلول التنموية… أطفال في عمر الزهور تتربص بهم المخاطر من كل الجهات ومواطنون مذعورون خوفا من الموت تحت الركام جراء انزلاق التربة في حي سيدي سليمان في بلدية بني عمران ببومرداس، الذي أنشأته البلدية في نهاية الثمانينيات وتخلت عنه السلطات منذ ذلك الوقت لأسباب “تافهة”. يشهد حي سيدي سليمان الذي تقطنه أكثر من 120 عائلة غيابا كليا للتنمية… فلا الطرقات معبدة ولا أشغال التهيئة منجزة، وحتى قنوات الصرف الصحي منعدمة في وقت تعرف مسالك الحي وضعا خطيرا جراء انتشار البرك المائية وانزلاق التربة، مع تساقط الحجارة من علو يزيد عن 50 مترا، ما جعل العائلات النزيلة مهددة بالموت تحت الأنقاض في أي لحظة لاسيما في فصل الشتاء. ويعد حي سيدي سليمان من التجمعات السكانية الكبيرة في بني عمران إذ تم إنشاؤه سنوات الثمانينيات في إطار إعادة إسكان نزلاء السكنات الهشة في وسط المدينة، غير أنه لم يحظ بعناية السلطات المحلية والمجالس المنتخبة المتعاقبة على تسيير شؤون البلدية في كل العهدات الماضية. وحمل سكان الحي مسؤولية ما قد يحدث من كوارث، إلى رئيس البلدية، وطالبوه بالتدخل العاجل قبل أن تقع الكارثة. ومن جملة مطالب سكان الحي بناء جدران واقية تحمي بناءاتهم من تساقط الحجارة وانزلاق التربة كما طالبوا بإطلاق مشروع إعادة تجديد قنوات الصرف الصحي المهترئة، وتعبيد الطريق الرئيسية والمسالك الداخلية في الحي. من جهته، طمأن رئيس البلدية، حسان دولاش، السكان، وأكد في تصريح إلى “الشروق”، أنه يسعى لاقتطاع غلاف مالي معتبر لإطلاق مشروع بناء الجدران الواقية كأول خطوة منه، لاحتواء الأزمة وتجنب الخطر، كما وعد بمشاريع تنموية من شأنها انتشال السكان من الأوضاع المزرية التي يعيشونها، لاسيما الطرقات وكذا قنوات الصرف الصحي.