كانت الجزائر، منذ أوت 2017، رفقة 15 دولة عربية، هدفا للتجسس من طرف الشركة الإسرائيلية “أس أن أو” المتخصصة في الحرب الرقمية، وذلك من خلال برنامج التجسس الالكتروني المسمى “بيغاسوس”، الذي يتسلل إلى أجهزة الهاتف ويخترقها، حيث تعد هجماته الأكثر تطورا ولا يمكن اكتشافها. كشف تقرير نشرته “الجزيرة نت”، عن أخطر برنامج للتجسس الالكتروني باعته شركة إسرائيلية، حيث استهدف منذ سنة 2016، 175 معارضا وناشطا حقوقيا وصحفيا في العالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا ومناطق أخرى. ووصفت شركة “لوك آوت” لأمن الهواتف المحمولة، هجمات برنامج “بيغاسوس” بأنها الأكثر تطورا، والتي لا يتم اكتشافها بسبب قدرة البرنامج على التسلل خلسة إلى أجهزة الهاتف التي يخترقها. ويعمل هذا البرنامج، وفق ما ذكره المصدر، من خلال بعث الجهة المشغلة لبرنامج بيغاسوس رسالة إلى الشخص المستهدف تتضمن إخبارا بوجود معلومات مهمة يمكن الحصول عليها بمجرد الضغط على رابط في الرسالة، وهذا الرابط يكون رابطا خبيثا بغرض اختراق الهاتف، وفي حال ضغط الشخص المستهدف على الرابط فإن بيغاسوس يستغل سلسلة من الثغرات غير المعروفة لاختراق الحماية الرقمية للهاتف، ويجري تحميل برنامج التجسس دون علم أو إذن صاحب الهاتف. وبعد ما يتم تثبيت بيغاسوس على الهاتف، يبدأ بالاتصال بمركز التحكم لاستقبال وتنفيذ أوامر المشغل، ويرسل البيانات الخاصة بالشخص المستهدف، بما في ذلك المعلومات الخاصة، وكلمات المرور، وجهات الاتصال والتقويم، والرسائل النصية والمكالمات الصوتية المباشرة من تطبيقات المراسلة الخاصة بالهاتف. ويمكن لمشغل بيغاسوس أن يشغل كاميرا الهاتف والميكروفون لالتقاط وتسجيل كل ما يدور في المحيط الذي يوجد فيه الهاتف. وقد رصد مختبر المواطن “سيتزن لاب” التابع لجامعة تورنتو الكندية هجمات بيغاسوس لمدة طويلة فاقت العامين، وخلصت أبحاث المختبر إلى أن 36 مشغلا في العالم استخدموا بيغاسوس للتجسس في 45 دولة، من بينها 16 بلدا عربيا، منها الجزائر، ومن بين تلك الدول 33 منها اشترت البرنامج من شركة “أس أن أو”، ولا يمكن لهذه الأخيرة بيع البرنامج دون ترخيص من وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتفيد نتائج أبحاث المختبر الكندي، بأن منطقة الشرق الأوسط استهدفت ببرنامج التجسس الإسرائيلي بواسطة 12 مشغلا له على الأقل. ومنذ سبتمبر 2016 إلى الآن، يستهدف مشغل لبرنامج بيغاسوس تحت اسم “Blackbird” ست دول عربية هي الأردن والكويت وليبيا وقطروالإمارات واليمن، في حين يركز مشغل تحت اسم “Kingdom” على السعودية خصوصا منذ أكتوبر 2017، كما امتد تجسسه إلى البحرين ومصر والعراق والأردن ولبنان والمغرب. وتحت اسم “Middle”، استهدف هذا المشغل منذ سبتمبر 2016 كلا من الأردن ولبنان وسلطنة عمانوقطر وتونس والإمارات، كما استهدف مشغل تحت اسم “Dome” منذ مارس 2018 إلى الآن كلا من فلسطينوقطر. وبخصوص المنطقة المغاربية فأشار بحث مختبر المواطن إلى أن مشغلا واحدا لبرنامج بيغاسوس استهدف المغرب والجزائر وتونس وفرنسا، وأضاف المختبر أن مشغلا آخر بإسرائيل استهدف دول قطروفلسطين وتركيا وهولندا والولايات المتحدة. ويشير جدول تضمنه تقرير مختبر المواطن نقلا عن “الجزيرة نت” دائما، إلى أن مشغلا لبيغاسوس يحمل اسم “Atlas” يعمل انطلاقا من المغرب ليستهدف هواتف أشخاص في المغرب نفسه، وفي دول عربية أخرى هي الجزائر وتونس والإمارات، فضلا عن كوت ديفوار وفرنسا، وبدأ تشغيل البرنامج منذ أوت 2017 إلى الآن. وبالنظر إلى عدد المشغلين والدول العربية المستهدفة ببرنامج بيغاسوس، يتبين أن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية المستهدفة بالبرنامج بستة مشغلين، تليها قطر (5)، والأردن (3)، ثم البحرين ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس (2)، فالسعودية والجزائر والعراق ومصر وسلطنة عمان وليبيا والكويت واليمن (مشغل واحد). ويقول مختبر المواطن الكندي في رد على أسئلة الجزيرة نت إن ما رصده من استخدام برنامج التجسس بيغاسوس في هذا البلد أو ذاك لا يعني بالضرورة أن الحكومات هي التي تستخدم البرنامج. ويضيف المختبر أنه لا يعرف بالضبط من كان المستهدف ببرنامج التجسس في الدول العربية، ولكنه استطاع معرفة ما هي الدول المستهدفة بالبرنامج.