أعدت شركة المياه والتطهير لولاية الجزائر (سيال) مخططا وقائيا متعلقا بالشبكة الرئيسية للتطهير التي تمتد على مسافة 3.800 كلم من أجل المراقبة المستمرة لأزيد من 60 نقطة سوداء (نسبة احتمال وقوع فيضانات مرتفعة فيها) متواجدة عبر المقاطعات الإدارية ال 13 لولاية الجزائر، حسبما علم من مصالح التطهير لذات الشركة. وقال المدير المكلف بمصلحة التطهير لشركة "سيال" محمد رضا بوداب، بشأن "الإجراءات المتخذة من طرف سيال لتفادي الفيضانات بالعاصمة" أنه وفقا للمخطط الوقائي المتعلق بالشبكة الرئيسية للتطهير والذي أعدته "سيال" من أجل مكافحة خطر الفيضانات "تم تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية في الحالات العادية وتكثيفها في حالة الأمطار الغزيرة لمراقبة بصفة مستمرة أزيد من 60 نقطة سوداء بولاية الجزائر المتواجدة عبر المقاطعات الإدارية ال13". وأشار إلى أنه بالإضافة لهذا العمل الوقائي فإن "سيال" تعمل منذ سنوات على تجديد وتوسعة شبكات المياه القديمة وكذا إنشاء شبكات رئيسية لنقل المياه المستعملة ومياه الأمطار للوقاية من كل حادث قد يطرأ مع توفير 85 محطة رفع (postes de relevage) بمختلف أنحاء العاصمة لتفادي أي خطر للفيضانات. وتتمثل مهمة محطات الرفع الموزعة عبر مختلف أنحاء إقليم ولاية الجزائر في رفع المياه الزائدة (مياه مستعملة ومياه الأمطار) من المجاري الجوفية ونقلها نحو "مصبات" أخرى لتفادي خطر الفيضانات، على غرار محطة الرفع بباب الزوار التي ترفع 24 ألف متر مكعب في الساعة أي بما يقدر بمليونيّ متر مكعب في الشهر وكذا محطات الرفع بكل من برج البحري والخروبة والأقبية الثلاثة وكوريفة بالحراش. وقال السيد بوداب إن "سيال" تقوم باستخراج 200 طن من الأوحال والمواد الصلبة يوميا من ثلاث محطات تطهير رئيسية متواجدة بكل من براقي وبني مسوس والرغاية وذلك لتفادي أي احتمال لوقوع الفيضانات علاوة على إنشاء غرف الرمال (des chambres sable) كإجراء وقائي لتفادي ذات الظاهرة. ..تهيئة المجاري المائية والوديان من أهم العوامل لتفادي الفيضانات اعتبر المسؤول أن التهيئة والتطهير المستمرين للمجاري المائية والوديان المتواجدة بولاية الجزائر من مختلف النفايات وتجديد وتدعيم الشبكات الرئيسية لنقل المياه المستعملة ومياه الأمطار وكذا توفير محطات الرفع، من أهم العوامل التي "تقلل بصفة محسوسة" حدة الفيضانات بالعاصمة. وأوضح أن العامل الأساسي لتفادي أو التقليل من حدة الفيضانات بالعاصمة هو عدم "تغطية" هذه المجاري المائية أو"تحويلها إلى طرقات" لأن الوادي هو الوسيلة الناجعة لنقل الزائد من المياه المستعملة ومياه الأمطار إلى البحر، مشدّدا على ضرورة منع "إنشاء أي بناية على ضفاف الوديان لتفادي رمي النفايات الصلبة". ولفت في هذا الصدد إلى أن العاصمة تعرف منذ سنوات أشغال بناء كبرى ومتنوعة مما أدى إلى ارتفاع كبير في نسبة النفايات الصلبة التي ترمى في المجاري المائية. وشدّد السيد بوداب على ضرورة إنجاز دراسات معمّقة حول موضوع إنشاء قنوات صرف المياه وكذا القيام بإنجازها قبل تشييد المجمّعات السكنية، موضحا أن إنجاز قنوات صرف المياه الذي يأتي بعد بناء المجمّع السكني يكلف أموالا "باهظة جدا". ق. م