لعل الكتابة عن فئة المعوقين أو ذوي الإحتياجات الخاصة وعلاقتهم بالتشريعيات تختلف عن الفئات الأخرى، بالنظر إلى جملة من المعطيات الأساسية التي مازالت تحكم هذه العلاقة القائمة، حسب المعوقين، على ثقة ناقصة ولامبالاة بهم من طرف المترشحين الذين يتهمهم الأصحاء قبل المعوقين بتجاهل المصالح الحقيقية والسعي نحو المكاسب الشخصية، فهل يختلف الأمر إذا كان بين هؤلاء المترشحين أحد المعوقين أو من أصحاب الإحتياجات الخاصة؟ النظرة الأولى والفحص السريع للقوائم المطروحة أمام الناخبين بغرب البلاد تظهر أن القائمين على اختيار المرشحين بمختلف الأحزاب السياسية لم يتجرأوا على وضع المعوقين خوفا من المفاجآت، لكن كانت هناك بعض الإستثناءات، ففي ولاية بلعباس انفردت حركة الأمل بوضع كفيف في الرتبة الثانية لقائمتها، فيما أبدت منظمة الصم البكم تأييدها بالكامل لحزب الأفلان، بداية لعمار تو ثم لخليفته في رأس القائمة محمد لبيض تحت شعار "الدنيا مع الواقف".. وفي ولاية سعيدة، وضع حزب العمال للويزة حنون على رأس قائمته رئيس جمعية المعوقين "جفال زواوي" في مبادرة لإستمالة الجانب الإنساني عند السعيديين، ومحاولة إبراز قدرات هؤلاء المعوقين أو أولئك الذين يسهرون على إدارة شؤونهم في تسيير الشأن العام، فيما ترشح بسعيدة دوما ولكن هذه المرة في حزب "الأمدياس" رئيس جمعية المعوقين ذهنيا "حكوم ابراهيم"، لتكون بذلك سعيدة هي أبرز ولاية بحثت عن فئة المعوقين أو أولئك الذين يرتبطون بهم ارتباطا مباشرا، لوضعهم في الواجهة الإنتخابية بحثا عن أصوات تعد من الأهمية بمكان على التفكير في إقصائها. ويعتقد بعض المتتبعين للمشهد الإنتخابي في غرب البلاد، أن فئة المعوقين ارتبطت أيام الإستحقاقات بأنها جزء من برنامج سياسي شامل للأحزاب وليس أحد واضعيه، لعدة اعتبارات أهمها التجاهل المفرط من طرف السياسيين والإقصاء الذي امتد لجميع الفئات الإجتماعية وليس المعوقين فقط، ثم عجز هذه الفئات عن إيجاد من يدافع عن حقوقها الإجتماعية المهضومة، فما بالك بالحقوق السياسية وما نتج عنها من الحق في الترشح إلى الإنتخاب أحيانا الذي يتم استجابة لشعارات ووعود بتحسين الوضعية المعيشية سرعان ما يظهر زيفها فيما بعد. ويلاحظ المتتبع للحملة الإنتخابية بغرب البلاد أن جميع التجمعات الشعبية يحرص أصحابها على وضع معوقين في القاعة أو ترجمة الخطابات والشعارات الرنانة إلى الصم والبكم، لكن ذلك يدخل في إطار إستراتيجية التكفير عن ذنب التهميش من الترشح بأعذار أقبح وأخطر، أو للتعامل مع المسألة على أنها "محض ديكور"، وأن هؤلاء المعوقين "مجرد أرقام إضافية قد يحتاجها المرشح عند فرز الأصوات". قادة بن عمار