قد يكون بن علوطي بوعبد الله، أول مكفوف يترشح للانتخابات التشريعية في تاريخ الجزائر حسب ما هو متوفر من معلومات حتى الآن، وقد تكون التجربة في حد ذاتها جرأة زائدة ناتجة عن الجرعات القاسية التي يتلقاها المترشح بلعواطي على غرار أمثاله من المكفوفين في الجزائر. مكفوف ورئيس الاتحاد الولائي للمكفوفين بولاية سيدي بلعباس والرقم الثاني في قائمة المترشحين عن الحركة الوطنية للأمل التي يقودها محمد هادف والتي تضم في بلعباس عددا كبيرا من الإطارات التي تشتغل في قطاع التكوين المهني وتتعاطى مع المعوقين والمكفوفين، اضافة الى أن متصدر القائمة إطار في التكوين المهني. ويشير الكفيف المترشح بن علوطي بوعبد الله أن حظوظه كبيرة للفوز بأحد المقاعد السبعة الممثلة لولاية سيدي بلعباس بالنظر الى الشعبية التي يتمتع بها، خاصة وانه مدعوم بكل المعوقين وعائلاتهم التي تعرفه وتعرف نضاله، مضيفا انه لم يكن يفكر في وقت سابق بخوض تجربة الدخول في الانتخابات التشريعية والعمل السياسي بدليل انه كان بعيدا عن كل الحساسيات السياسية بما فيها حركة الأمل التي يؤكد بن علوطي بوعبد الله أنه لم يكن مناضلا فيها، غير أن جهوده المحلية والولائية لنقل انشغالات المعوقين والمكفوفين واصطدامها بجدر الصمت في مختلف الإدارات هو الذي دفعه الى التقدم للانتخابات بهدف نقل انشغالات المكفوفين والمعوقين بصفة عامة، خاصة وأنه يحمل ليسانس في علم النفس التربوي ويشتغل مستشارا في التكوين المهني. واعتبر الكفيف المترشح بن علوطي بوعبد الله أن قراءته للأوضاع السياسية وأشكال التعامل الإداري مع ملفات المكفوفين والمعوقين هي التي دفعته الى الاعتقاد أن وجود معوق أو مكفوف في البرلمان يمكن ان يسهل وصول الملفات وحل مشاكل الفئات الهشة التي تتقاضى منحا غير موضوعية، لكن الوصول الى البرلمان ليس بالضرورة حل مشاكل المكفوفين التي لا دخل للبرلمان فيها ولا رابط، خاصة وان تجربة فئة ضحايا الارهاب التي مثلتهم فاطمة الزهراء فليسي في البرلمان في العهدة المنقضية على أساس أن وجودها في البرلمان قد يسهم في الإسراع في حل مشاكل ضحايا الارهاب لم تكن سوى مجرد تخمين وباءت بالفشل. كفيف يقود قائمة بها أصحاء ومبصرين وربما تفوق الهواجس التي يحملها، تلك الهواجس التي يحملها مترشح عادي يتمتع بكل قواه الجسمانية السليمة، ويصر على خوض تجربة المارطون السياسي والانتخابي رغم بعض المعوقات النفسية والمادية والمعنوية ورغم المسافة الفاصلة بين ولاية سيدي بلعباس التي لا تتسع حافلتها المتجهة الى البرلمان سوى لسبعة مقاعد، وبين قبة زيغود يوسف التي تحتضن مقر المجلس الشعبي الوطني والذي يحلم بلعواطي ان يجلس في أحد مقاعده حاملا معه مشاكل المعوقين. عثمان لحياني:[email protected]