تُشير الفنانة التونسية فاطمة ناصر المُقيمة حاليا بمصر، في الحوار الذي خصّت به مجلة الشروق العربي، أنها كانت مُتحمسة جدا وسعيدة بمُشاركتها لأول مرة بعمل تاريخي جزائري خاص بشخصية أحمد باي، وتقدمت بشكرها للمُنتجة سميرة حاج جيلاني، والمُخرج الإيراني الذي رشّحها لدور "شريفة"والدة الباي، لكنها انسحبت في آخر لحظة بسبب تأجيل مواعيد التصوير ولارتباطها بأعمال أخرى.. وأعربت عن استعدادها للمُشاركة بأعمال أخرى جزائرية مُستقبلا، وتحدثت عن مشوارها الفني ومدى الصُعوبات التي واجهتها في رحلة البحث عن تحقيق حُلمها لولوج عالم الفن وإصرارها ومُثابرتها.. وفعلاً موهبتها ولدت بتونس وترعرعت وكبرت بمصر التي شهدت انطلاقتها السينمائية. وأشارت ضيفتنا إلى أن عامي 2017-2018 شهدا نقلة نوعية وثراء في الأداءوالتمثيل لكونها قدمت العديد من الأعمال الناجحة، وشاركت بمُسلسل نصيبي وقسمتك بالجزء الأول مع هاني سلامة"الجاني بعد يومين"، والجزء الثاني مع حنان مطاوع "604"، وشاركت بمُسلسل "غرابيب سود" الذي أثار جدلاً واسعاً، وبمُسلسل «عائلة الحاج نعمان»، أمام النجم السوري تيم حسن، وأيضا كان لها حضور قوي ودور البطولة بمُسلسل "قانون عمر" مع حمادة هلال، وبفيلم إيرانيسيرى النور قريبا وأمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار. الشروق العربي: فاطمة ممثلة كافحت واجتهدت من أجل النجاح، كيف تصفين مشوارك الفني وموقعك في الساحة العربية حاليا؟ فاطمة ناصر: صحيح، الوضع صعب جدا بالأخص لما تُغادر بلدك من أجل تحقيق حلمك، كافحت وصبرت لأن طموحي كان أكبر من كل المصاعب التي واجهتها، ولكون المجال الفني لا يخلو من الشللية كما تعلمون، المخرج والمنتج يحضر ممثلين يعرفهم أو تربطهم به علاقة صداقة، أو سبق لهم التعامل معه، ولا يهتم البعض منهم بالمواهب أو قدرات الفنان. نحن تعودنا على ذلك ولكننا نبحث دائما عن فرصة جيدة، أما التقييم فأتركه لجمهوري،لكن شخصيا أظن أن عامي2017-2018 قد شهدا نقلة نوعية في حياتي الفنية مقارنة بالسنوات التي سبقتها. الشروق العربي: بدأت بالأفلام القصيرة ثم انتقلت إلى الفيلم الروائي الطويل بتونس ثم كانت الانطلاقة بالوطن العربي بهوليود الشرق كما لقبتها مصر؟ فاطمة ناصر: بدأت مشواري بأفلام قصيرة خاصة بمشاريع التخرج في معهد السينما بتونس، وبعدها قدمت أول فيلم قصير محترف "الإعلان" من إخراج عمر سلامة، إنتاج محمد حفظي، ثم "على الهوا" فيلم مصري شاركنا به في مسابقة مهرجان القاهرة 2007، ثم عدت إلى تونس وشاركت في عمل درامي مسلسل حمل عنوان: "مكتوب"، وبعدها رجعت إلى مصر وسجلت"أسد وأربع قطط" ثم "احكي ياشهرزاد"، ولدي العديد من الأعمال السينمائية التي شاركت في مهرجانات، ويمكن أن نعتبر الانطلاقة السينمائيةكانت من القاهرة بمصر، وليس من تونس لأن أول فيلم لي كان مصريا بطولة شبابية للمخرج: إيهاب فهمي وللمنتج: وليد صبري. الشروق العربي: تألقت ِبالعديد من الأعمال السينمائية والدراما المصرية، حدثينا عن دور"مليكة "بغرابيب سود"،الذي عرض شهر رمضان الماضي؟ فاطمة ناصر: غرابيب سود، أديت بهذا العمل دور "مليكة " وهي واحدة من المهاجرين الذين هجر أولياؤهم الوطن، ولدت بدولة أوروبية لكنهاتعيش الاغتراب وتعاني من العنصريةالشديدة، أحبت مليكة الأمير الداعشيالذي وجدت معه الأمان والوطن، لم تكن موافقة على ما يفعله لكنها بالمُقابل كانت تُسانده وبجانبه، فهي الأنثى التي تبحث عن الأمان، وهو ما أراد العمل توصيله إلى الجمهور العربي، حول عمليات غسل الأدمغة التي تتبنّاها القوى المتطرفة، فتبحث في عمق كل شخص، ملهاته ومأساته، وتقدّم له البديل المُرتقب، حتى يقع في المحظور، وهو الأمر الذي صنع ضجة كبيرة ونقطة استفهام وجدل حول هذا الحب،هذا العمل كانتجربة مُثيرة ومختلفة وثرية، عمل عربي جمع العديد من الجنسيات من الجزائر، تونس، السعودية، سوريا، العراق، الكويت.. وكانت أسماء كبيرة مشاركة، لكن فترة التصوير كانت طويلة جدا لكوننا كنا نصور ثم نتوقف. الشروق العربي: وكيف كان رد فعلك مع التهديدات التي تعرضت لها القناة وبعض الممثلين؟ فاطمة ناصر: التهديدات أعلنها المتحدث الرسمي لقناة أم .بي. سي، وبعض الممثلين وصلتهم تهديدات بالفايسبوك.بصراحة، بالنسبة إلي، تعرض حسابي للقرصنة ثم استرجعته؛ لكن مراحل تصوير هذا العمل كانت صعبة وفيها خوف وقلق، كنا نصور بالليلوبمنطقة عسكرية مهجورة ومحاطة بغابة. الشروق العربي: سبق أن شاركت بتجربة سينمائية بإيران وتحصلت على دور البطولة، هل أنت راضية عما قدمت، وكيف كانت أجواء التصوير بطهران؟ فاطمة ناصر: شاركت في بطولة فيلم إيراني اسمه "اعترافات سريعة سرية" وهو من إخراج: أحمد كوري وإنتاج: جمال شورجة وبطولة: كورج توهامي وآخرين..دوري كان يجسد امرأة عربية مطلقة تذهب إلى إيران لاسترجاع حضانة ابنها، عن طريق المحكمة وتبدأ رحلة البحث.. العمل درامي من نوع الكوميديا السوداء، سيعرض بمهرجان فجر شهر فبراير المُقبل، سأتكلم العربية واللغة الفارسية التي تعلمت البعض منها في وقت وجيز وكان أكبر تحدٍّ لي بهذه التجربة، وكان فيه تشجيع كبير من المخرج والزملاء، سعيدة بمُشاركتي وأتمنى أن يُعجب الجمهور. الشروق العربي: على ذكر مُشاركتك بالعمل الإيراني، لقد تم ترشيحك من طرف فريق العمل للمُشاركة بالمُسلسل التاريخي الجزائري "أحمد باي"، لماذا انسحبت؟ فاطمة ناصر: تم ترشيحي واتصلت بي المنتجة سميرة حاج جيلانيلأن المخرج الإيراني رشحني، لكوني تعاملت معه سابقاً بفيلم وكنت مُتحمسة جدا، لدور والدة أحمد باي"شريفة" التي كان لها دور كبير بحياته حسب مطالعتي لقصته، لكن بعد قراءتي السيناريو لاحظت اختزال بعض المراحل المُهمة في مشهدين فقط مع التركيز على الحروب، والسبب الثاني هو تغيير وتأجيل مواعيد التصوير، ومن سوء حظي لم أشارك في هذا العمل التاريخي لأنني كنت مُرتبطة بأعمال أخرى، شكرا على الثقة وتحية للمنتجة، وأتمنى فرصة ثانية للمُشاركة بأعمال جزائرية. الشروق العربي: هل شاهدت أفلاما سينمائية جزائرية أو أعمالا درامية وما هي الأسماءالتي يعجبك أداؤها أو مشاهدتها؟ فاطمة ناصر: شاهدت فيلما جزائريا بمهرجان الجونة للمخرج مرزاق علواش، ريح رباني، وأعجبني جدا والندوة كانت جميلة جدا بالأخص ما يتعلق بالنقاش،السينما الجزائرية غنية. الشروق العربي: العديد من الفنانات تعرضن لظاهرة التنمر كيف تتعامل فاطمة مع التعليقات المسيئة بمواقع التواصل الاجتماعي؟ فاطمة ناصر: ظاهرة التنمر، أصبحت مزعجة جدا في الفترات الأخيرة واستهدفت بالأخص الفنانات ووصلت إلى حد القذف والسخرية اللاذعة للأسف،هي ظاهرةوجب التصدي لها، الناس أصبحت لا تفهم معنى الحرية متى تبدأ ومتى تنتهي..أنا شخصيا أستاء جدا من التعليقات الساخرة أو الخادشة للحياء، وأحرص على متابعة التعليقات وأحذف من يتعدى حدود اللياقة والاحترام في مواقع التواصل الاجتماعي. الشروق العربي: بعيدا عن عالم التمثيل والنجومية والأضواء، كيف تقضي فاطمة وقتها؟ فاطمة ناصر: أقضي وقتي في القراءة أحيانا والسفر والخروج مع الأصدقاء المقربين فقط وهم قليلون جدا. الشروق العربي: ومن يسهر على إطلالتك فوق السجادة الحمراء، وماهي الإطلالة التي أعجبت الجمهور؟ فاطمة ناصر: عادة،أهتم بإطلالتي بنفسي خصوصا أن ظهوري على السجادة الحمراء قليل جدا، وأستعين دائماً برأي صديقي مُصمم الأزياء التونسي سوشا الذي يساعدني وينصحني، ومرات يضع هو اللمسة الأخيرة في إطلالتي.