أعطى وزير الثقافة مساء السبت، شارة انطلاق عملية تصوير الفيلم السينمائي التاريخي "احمد باي" سيناريو رابح ظريف وإخراج الإيراني جمال شورجا بحضور الملحق الثقافي لسفارة إيران وعدد من الوجوه الفنية في الجزائر. وتم تصوير أول لقطة من الفيلم بظهور الداي حسين ومستشاره يحيا اغا في موكب رسمي وسط هتاف السكان وكان واضحا أن الإمكانيات التي رصدت لإنجاز الفيلم كبيرة سواء من حيث العتاد التقني ونوعية الكاميرات أو من حيث الديكورات التي جسدت الحقبة التاريخية معماريا وثقافيا من خلال الملابس والأحصنة والأعلام المرفوعة وشكل الأسواق والمنازل. خلية نحل تتحرك وفق تعليمات المخرج الإيراني جمال شورجا الذي أكد على أنه بذل جهدا كبيرا ليكون الفيلم في مستوى انتظارات الجزائريين وأنه درس الفترة التاريخية بعناية حتى لا يقع في أي مغالطات وأنه أسند الأدوار لمن رأى أنهم يصلحون لها بعد الكثير من عمليات الكاستينغ. ودافع ميهوبي عن خيار المخرج الأجنبي مرة أخرى بعد تكليف المخرج السوري باسل الخطيب بإخراج فيلم ابن باديس "الاختيار وقع على فريق سينمائي من إيران لخبرة هذا الفريق في الأعمال التاريخية. التحضير استمر لأشهر طويلة وتم إعداد كل شيء بحرص سواء في مجال الملابس أو الديكور إضافة إلى بناء الجانب التقني للفيلم. أيضا قراءة سيناريو الفيلم بما يخدمه جماليا وسينمائيا مع الحفاظ على خصوصية الشخصية الجزائرية ومحيطها". وعبر عن تفاؤله بأن يكون العمل السينمائي في المستوى المرجو "نأمل أن يحقق القيمة المضافة التي نريدها وأن يكون من الأفلام التي كتبت تاريخ الجزائر بالصورة". وأضاف "أظن أن الاستفادة من التجربة الإيرانية هي إضافة حقيقية ولاحظت طريقة الإعداد فيها الكثير من الصرامة والمتابعة والانضباط واستغلال الوقت ما يسهل مهمة التحكم في تكاليف الإنتاج". الممثل محمد طاهر زاوي ل"الشروق": "شعرت بالخوف من "أحمد باي".. وتجسيد الشخصية مسؤولية كبيرة" قال الممثل محمد زاوي إنّه أجرى اختبارات تمثيل "كاستينغ" مع المخرج الإيراني جمال شورجا، العام الماضي، على هامش فعاليات مهرجان الفيلم العربي، في طبعته العاشرة، وبعدها بثلاثة أشهر اتُّصل به، حيث عرض عليه الدور الرئيس فقبل بفخر واعتزاز. وأكد زاوي في تصريح إلى "الشروق" أمس، الأول، على هامش إعطاء إشارة تصوير فيلم "أحمد باي" التاريخي، بالمدينة السينمائية، بالعاشور، أنّ تجسيد الشخصيات التاريخية مسؤولية كبيرة وتجعل الممثل يخاف ويخشى الدور". وقال المتحدث إنّ "الخوف يتعلق بتجسيدها وتحمّل وزنها التاريخي، بغض النظر عن كوني لست الممثل الوحيد في الفيلم". وأضاف المتحدث: "الفريق الذي أعمل معه محترف وهذا شيء جميل، انطلاقا من الفريق الجزائري الذي يتكفل بالإنتاج والممثلين الرائعين، إلى التجربة التي أحس بأنّها ستكون جميلة وجيدة مع الفريق التقني الإيراني". وأوضح المتحدث أنّه كصاحب دور رئيس سيقدم ما عليه من أجل إنجاح دوره وإنجاح الفيلم بصفة عامة، لأنه يتناول مرحلة مهمة من تاريخ الجزائر. وأكد أنّ هذه التجربة في "أحمد باي" يعتز بها ويعمل ما بقدرته لتقديم صورة جميلة وعمل مميز. وأشار زاوي إلى أنّ الشيء الذي يخشاه كثيرا في الدور الذي يتقمصه ينطلق من شقين، الشق الأول أنّ الدور شخصية خيالية لا تعني أنّ كل شيء فيها غامض ولكن الشخصية تنتمي إلى حقبة تاريخية لا صور ولا معلومات دقيقة حولها.. وهذا اعتبره أمرا يريحه ولا يشكل له ضغطا أثناء تجسيد الدور. وعن الشق الثاني، قال إنّ الأكيد يتعلق في الشخصية في حدّ ذاتها، فهي تاريخية وكبيرة، وبالتالي الخطأ وارد في تجسيدها سينمائيا، لكن على حدّ تعبيره يبقى هذا الفيلم عملا إنسانيا، والعمل الجدّي مطلوب لتقديم عمل ناجح مع الممثلين والطاقم التقني. كاتب السيناريو.. رابح ظريف ل"الشروق": الخط الزمني لم يكن مستقيما في"أحمد باي" وشكلّ لي صعوبة اعترف كاتب سيناريو الفيلم التاريخي "أحمد باي" بأنّ الصعوبات التي واجهته في تناول محطات شخصية أحمد باي، آخر حكام الشرق الجزائري في الفترة العثمانية، تعلقت بالخط الزمني الذي لم يكن مستقيما كما في فيلمه السابق" ابن باديس" للمخرج السوري باسل الخطيب. وقال رابح ظريف، عقب بدء تصوير "أحمد باي" بالأستديوهات السينمائية بالعاشور، بحضور وزير الثقافة ميهوبي وممثلين عن سفارة إيران ووجوه فنية مثل أحمد راشدي، يمينة شويخ، وآخرين، إنّ المشكلة في هذا الفيلم كانت على صعيد الخط الزمني الذي لم يكن مستقيما". وأضاف ظريف في تصريح إلى "الشروق": "الخط الزمني في "أحمد باي"، وأردت تقديم تجربة مختلفة، ليس كما في فيلم"ابن باديس" بحيث الخط الزمني كان مستقيما ومستمرا والبناء الزمني كان من ولادة ابن باديس إلى غاية وفاته، بينما في أحمد باي الأمر مغاير تماما". وأردف المتحدث: " كزت على الخط الزمني ليكون الفيلم أكثر تشويقا ويصبح الزمن إلى حدّ ما شخصية سينمائية في حدّ ذاتها". وتابع: "كانت انطلاقة الأحداث من شهر مارس 1825، وهي السنة التي وقع فيها زلزال البلدية الشهير، ووقتها كان أحمد باي في المنفى وسرت في خطوط حياة أحمد باي والمؤامرات التي تعرض لها". ولم يخف المتحدث أنّه شرع في كتابة سيناريو الفيلم أواخر 2014 بالتشاور مع المنتجة سميرة حاج جيلاني، التي عملت كل ما بوسعها حتى ينتج هذا العمل. وأشار ظريف إلى أن العمل يقدم أحمد باي بصورة درامية وتاريخية بعيدا عن الخيال، مع اجتهاد كبير منه في البحث عن أبرز المحطات والمراحل المفصلية المؤثرة في حياة أحمد باي. ولفت المتحدث إلى أنّ الفيلم يستعرض أيضا جزئيات من حياة أحمد باي العائلية والسياسية، كما يركز على معركة قسنطينة الأولى والثانية، والمؤامرات التي تعرض داخل الجزائر. واعتبر ظريف أنّ فيلم أحمد باي بالنسبة إلى السينما الجزائرية يعتبر الأقدم سينمائيا بالنظر إلى مرحلته التاريخية، مقارنة بأفلام أنجزت قبله مثل "بوعمامة" و"فاطمة نسومر" و"ابن باديس". وعلق في هذا الصدد: " أحمد باي يصور سينمائيا للمرة الأولى، كنا نقرأه عنه فقط في كتب التاريخ". تكوين 65 شابا في المعارك والديكور والماكياج بتأطير إيراني سميرة حاج جيلاني: "أحمد باي سيكون جاهزا بداية جوان القادم" قالت المنتجة سميرة حاج جيلاني أن فيلم "احمد باي" سيكون جاهزا بداية شهر جوان القادم، وان العمل السينمائي كان فرصة للاستفادة من التجربة الإيرانية في تكوين 65 شابا في المعارك والديكور والماكياج والإكسسوارات، وان 3 آلاف لباس ما بين رسمي وكومبارس كان بأنامل جزائرية. وأضافت على هامش انطلاق عملية تصوير الفيلم التاريخي من استوديو العاشور بالعاصمة "هذا الفيلم يضيء حقبة تاريخية مهمة هي مرحلة ما قبل الثورة.. مرحلة المقاومات.. العمل بطاقم جزائري إيراني 70 بالمائة بسواعد جزائرية مؤطرة تحت إشراف أسماء معروفة في السينما بقيادة المخرج جمال شورجا". وأردفت "بعد عملية الكاستينغ العام الماضي، انطلق التحضير الرسمي في شهر أكتوبر الماضي واحترمنا مخطط العمل الذي كان مسطرا فيه انطلاق التصوير في شهر أوت وهو ما حصل فعلا. التصوير يدوم أربعة أشهر وسيكون في العاصمة وتيبازة وبوسعادة وقسنطينة، وسيكون الفيلم جاهزا بداية شهر جوان القادم". وأشادت حاج جيلاني بأهمية المخرج الإيراني "اسم مهم جدا، آخر أعماله فيلم "موسى" وتوراج مدير التصوير في رصيده 125 فيلما سينمائيا منها الكثير من الأفلام المشتركة مع هوليود وبوليود. تم رصد وسائل بشرية ضخمة وبناء ديكورات بسواعد جزائرية وبتأطير إيراني والإكسسوارات أيضا. الحمد لله تم تكوين 65 شابا في الديكور والمعارك والماكياج". الملحق الثقافي بسفارة إيرانبالجزائر، أمير الموسوي ل"الشروق": "أحمد باي" محطة مهمة.. والتجربة الإيرانية ستقدم الإضافة بأقل تكلفة قال الملحق الثقافي بسفارة إيرانبالجزائر، أمير الموسوي، إنّ فيلم "أحمد باي" ينتج لأول مرّة كعمل مشترك بين الجزائروإيران، بناء على الاتفاقية السينمائية التي أبرمت بين الطرفين العام الماضي بحضور وزيري الثقافة الجزائريوالإيراني. وأكد أمير الموسوي في تصريح إلى "الشروق" على هامش بدء تصوير "أحمد باي" بالعاصمة، أنّ المنتجة سميرة حاج جيلاني وضعت يدها منذ البداية على المخرجين الإيراني والكوادر الإيرانية بعد زيارة تفقدية إلى طهران، أوجدت خلالها الإمكانيات المناسبة. وأوضح المتحدث أنّ العمل يسجل مشاركة مجموعة من أفضل الكوادر التقنية الإيرانية من المخرج والمصور مصممي الديكور وتقنيين آخرين في مجالات سينمائية شتى خلف الكاميرا. وأشار المتحدث إلى أنّ التجربة الإيرانية في السينما على ضوء الفريق التقني العامل في فيلم "أحمد باي" بإمكانها تقديم الإضافة للسينما الجزائرية. وقال: "الإضافة تكمن في تصوير التاريخ الجزائري بحقيقته وبأقل تكلفة وبمحتوى مميز ومؤثر للمشاهد، فالعمل على جذب المشاهد أمر مهم". وعلق الموسوي في حديثه: "من خلال فيلم "أحمد باي" سندخل تجربة جديدة ولا بد من تشكيل طوابير أمام صالات السينما لتنتعش الصناعة السينمائية ومن دون حضور المشاهدين في الصالات لا يمكن أن ينجح أي عمل سينمائي". وأردف المتحدث: "الجانب التجاري أيضا مهم ولا بد من مشاركة هذا الأمر مع الأشقاء الجزائريين، وهذا ما وصلت إليه السينما الإيرانية، فكل السينما في بلادنا من الألف إلى الياء هي قطاع خاص فالدولة تشرف فقط والمخرجون في إيران لا يستفيدون من إمكانيات الحكومة، التي تدعم وتشرف وتسهل فقط". وتابع في السياق: "القطاع الخاص هو الذي يتولى العملية في كل جوانبها لأنّ السينما باتت مربحة ونتمنى أن تنتقل هذه التجربة إلى الجزائر". وكشف المتحدث عن اتفاقية مهمة إذا ما نفذت بين البلدين، ستحقق خلال أربع سوات طفرة في مجال السينما بالجزائر بالتعاون مع إيران. وعن مضمونها قال إنّها تشمل عدّة جوانب تتعلق الأولى مثلا بالبنى التحتية بإنشاء مدرسة سينمائية وتأهيل وتكوين الكوادر السينمائية، وتهتم بالإخراج والتصوير والديكور وغيرها. وشدد في السياق ذاته على أنّ هذه التخصصات يجب أن تكون في البلاد حتى يحقق إنتاج كبير. الفنان عبد الباسط بن خليفة ل"الشروق": تقديمي لشخصية يحيا أغا مع مخرج إيراني مهم إضافة إلى مساري أكد الفنان عبد الباسط بن خليفة أن اختياره من طرف المخرج الإيراني جمال شورجا لأداء شخصية يحيا أغا، هو إضافة لمساره الفني لأنها شخصية محورية وعميقة. وقال ل"الشروق"على هامش انطلاق عملية التصوير بأستوديو العاشور"شخصية يحيا اغا شخصية تاريخية معروفة، كان شخصا حكيما ومستشارا للداي حسين وهو من دعم احمد باي ليكون حاكم بيلك قسنطينة وعرف بحكمته وتجربته في مجال الاستشارة". وأضاف "مقتنع جدا بالدور. المخرج جمال شورجا هو من رأى أنني الأنسب لأداء هذه الشخصية وهي شخصية تختلف عن الشخصيات التي قدمتها سابقا في الأعمال التاريخية. إضافة إلى أن جمال شورجا مخرج معروف جدا في إيران والسينما الإيرانية متطورة جدا وهي اليوم تنافس في أهم المهرجانات العالمية .. أكيد سيكون الدور إضافة لمساري الفني وسعيد بالتجربة والتعرف على رؤية أخرى بعد احتكاكي بمخرجين سوريين وأجانب في مجال الدراما".