قررنا دخول عالم حسان من زاوية أخرى ونحن نستأنس بعمي سالم، الذي كان دليلنا طيلة زيارتنا للقرية ليتوجه بنا إلى حيث تقطن زوجة عم حسان يبدة لتبدا المغامرة• خالتي مالحة•••حسان شرف القرية ومفخرة الجزائر دخلنا منزلها صدفة وإذا بها تستقبلنا بحفاوة وتواضع• خالتي مالحة التي لا تتحدث إلا عند الضرورة محاطة بأختها وعمي سالم لنسألها عمّا تعرفه عن حسان وعن طفولته كشفت لنا أنه ولد بفرنسا وكان يعشق كرة القدم منذ الصغر كما أنه متفوق في مشواره الدراسي ما زاد إعجاب أساتذته به والذين عملوا على تشجيعه• وأضافت خالتي مالحة أن والده مبارك، الذي يعمل كسائق سيارة منذ قرابة 35 سنة وججيقة كانا قد عارضا في البداية خوفا على مشواره الدراسي، إلا أنه وبعد فترة ترقبهما لتحركاته أدركا أنه سيكون بطلا في المستقبل ليفسحا له المجال واسعا ويدعمانه معنويا دون نسيانهما للجانب الدراسي الذي واصله بتفوق إلى أن اجتاز البكالوريا ونالها بنجاح• وأضافت أن حسان الذي وصفته بشرف القرية ومفخرة الجزائر تربى على مبادئ الأخلاق الطيبة والتواضع منذ الصغر، فهو الابن المدلل لعائلة تتكون من 9 أفراد، له 4 أخوات أكبرهن كريمة وأصغرهن الطاوس إلى جانب أخوين وهما كريم ومجيد كلهم تفوقوا في مسارهم التعليمي• كما أن حسان الذي لا يفهم من العربية شيئا - حسب خالتي مالحة - جعل من الأمازيغية مرجعا له كما لا يتكلم إلا عند الضرورة ويحب الاستماع لنصائح الكبار والأخذ بها في حياته اليومية كما أنه يزور أعمامه وأخواله وأصدقاءه دون تكبر ويدعونه إلى تناول العشاء• وعن آخر مرة زار حسان القرية، أضافت زوجة عمه أنه جاء الصيف المنصرم لرؤية جدته ذهبية التي كانت مريضة قبل أن تتوفى عن عمر يناهز 88 سنة منذ أزيد من 15 يوميا دون أن يحضر جنازتها لارتباطاته في عالم الكرة المستديرة والتي كانت تحبه كثيرا كونه يعيش غريبا عنها والتي يحترمها كثيرا• حسان يتبرك بجده والنسوة تستقبلنه بالحلي والزغاريد وعن سر نجاح حسان في مشواره الكروي قالت خالتي مالحة إن بركة جده محند أوعمار تلاحقه في كل مكان فهو ممن دعم الأفلان إبّان حرب التحريرية ليعود إلى توريرت اعدن بعد الاستقلال، ليتفرع لخدمة السكان والمحتاجين بها إلى أن توفي بسرطان الكبد• كما أن منزل حسان الذي يزوره في المناسبات الرسمية يعد بيت الوطنين و المجاهدين• وعن المشهد الذي ما يزال راسخا في ذهن خالتي مالحة وتحتفظ به هو الاستقبال الحار الذي خص به سكان الدشرة حسان عندما استقبلوه بموكب حاشد يضم أزيد من 100 سيارة إلى غاية منطقة شعايب بمقلع ليتحول المشهد بالدشرة إلى فضاء للزغاريد والرقص في الهواء الطلق كما تم جلب فرقة ''اضبالن'' بعزازقة حيث نشطت سهرة مميزة طاف بها ما يزيد عن 5 آلاف نسمة من أبناء توريرت اعدن كبيرا وصغيرا فرحة منهم لملاقاة بطلهم حسان والذين اجتمعوا على وقع الزردة والوعدة• كما كشفت خالتي مالحة عن الطبق المفضل لدى حسان المتمثل في البركوكس الممزوج بالفاصولياء واللوبيا مع البيض الطازج والفلفل الحار إلى جانب حبه ل ''السفنج''، أما عن الكسكسي فقالت إنه لا يحبه كثيرا• عمي سالم لا يظهر في الأعراس لكنه أول من استقبل حسان عمي سالم الذي لم ينقطع عن الكلام والحديث طيلة فترة تواجدنا بالمنطقة له من الحب الكبير الذي يكنه لابن قريته حسان كما أن عمي سالم معروف بعزوفه عن الأعراس، لكن ما حدث عند مجيء حسان مؤخرا غير موازين القوى ليكون هو أول من استقبله بوسط الطريق في موكب حاشد بل قام بإعطاء المال والتصدق تشجيعا لبطله الذي استقبلته أيضا النسوة بالزغاريد والحلي للإعلان عن فرحة قدومه إلى المنطقة• دشرة يبدة هي القاهرة وموطن 43 شهيدا عمي سالم البالغ من العمر 73 سنة من مواليد 30 جانفي 1936م والذي كان بمثابة دليلنا بالمنطقة طيلة زيارتنا لها، أكد وبكل حماس أن الدشرة التي احتضنت عائلة يبدة أنجبت 43 شهيدا فهي شاهدت على تاريخ الجزائر والتي بدات بوفاة لعيماش علي، حيث شارك سكان الدشرة في نقل جثمانه من اسيف نث زلال بعرش اث افراوسن إلى غاية تيزي راشد كما كانت الدشرة إبّان الحرب التحريرية بمثابة مركز دفع وجمع الأموال ليطلق عليها المجاهدون مع نهاية ديسمبر1956 وبداية 1957م اسم ''القاهرة'' لما تمثله المنطقة من حصن منيع للثوار كما أنها كانت تتكفل يوميا بحوالي 120 مجاهد كما أن التسمية تعود الى ضخامة وشساعة الرقعة الجغرافية لها، وهي التسمية التي احتفظت بها إلى غاية استقلال الجزائر ليتم تسميتها بثوريرت اعدن التي ما تزال شاهدة على صمود أبطالها في تحرير الجزائر من بطش المستعمر الفرنسي بمن فيهم كريم بلقاسم الذي مر من هنا بالضبط بمنطقة ثذميمت، كما شهدت على بسالة المجاهدين والشهداء الذين أسقطوا أزيد من 40 عسكري بتاريخ 23 أفريل من الفترة المذكورة في قصف جوي للمنطقة متبوع باشتباك مسلح مع المجاهدين والتي انطلقت من الاربعاء ناث ايراثن إلى غاية الميصار حيث تمت محاصرتهم ب60 دبابة أدت إلى سقوط 6 من المجاهدين الأشاوس• عمي سالم الذي طاف بنا أرجاء القرية أكد أن الدشرة تتوفر حاليا على7 لجان أحياء والتي كان مسؤولها الأول سركان بوسعد، الذي كان آنذاك في لجنة المجاهدين ليخلفه فيما بعد جد حسان يبدة المدعو محند اوعمار وبعده دحمون أورمضان وبعده سعديدي أورمضان• كما لم يخف المتحدث النقائص التي تلاحق الشباب المهمش حسبه، داعيا السلطات المحلية والولائية التدخل لفك الحصار المفروض على شباب له من المواهب والميولات في كرة القدم والملاكمة وحتى في الكاراتي• كما أعاب على النخبة الوطنية التي تحتكر كرة القدم داعيا إيّاها التنقل إلى القرى والمداشر لكشف وجوه جديدة• فضلا عن ذلك كشف عمي سالم غياب الإمكانيات والوسائل عن دار الشباب التي احتضنت مؤخرا مراسيم تكريم نجل ابن الفقير مولود فرعون في حفل رمزي مبديا رغم ذلك فرحته بتوصيل القرية بالغاز الطبيعي والماء الشروب وإصلاح الطرقات• سعدان يقحم يبدة في صفوف المنتخب الوطني ويثق في مستواه أكد ممن تحدثنا معهم بقرية توريرت اعدن أن رابح سعدان يثق في قدرات ابن دشرتهم الذي تم استدعاؤه لخوض سباق ''الخضر'' أمام الفراعنة هذا السبت• ولد حسان يبدة بتاريخ 14ماي 1984 بحي شعبي يدعى الفورت فيل بفرنسا، التحق في سن ال14 بمركز التكوين لنادي أوكسير• ثلاث سنوات بعد ذلك التحق بالفريق الثاني لنفس الناد،ي حيث شارك في البطولة الدولية الودية مع الفريق الثاني ليتم سنة 2006 إعارته لنادي ملعب لافالوا حيث نشط في الدرجة الثانية الفرنسية• وبعد سنة انتقل يبدة الى فريق لومان درجة أولى بعقد مدته عام ونصف كما لعب خلال موسم 2007 2006- مع الفريق الثاني بعد اختفائه عن الأضواء لعدة أسابيع لكنه عاد بقوة خلال موسم 2007 - 2008 حيث لعب في الفريق الأول وفرض مكانته• لكن يبدة لم يأخذ بقرار المدرب الذي أراد الاحتفاظ به من خلال تجديد عقده فراح يغير الأجواء ليلتحق بنادي بنفيكا لشبونة البرتغالي لمدة أربعة مواسم متتالية، حيث لعب مع خيرة اللاعبين على مستوى وسط الميدان على غرار وايمار ورييس ما دفع المدرب رابح سعدان لاستدعائه• رصيد يبدة ثري فقد تحصل على بطل العالم لأقل من 17 سنة مع المنتخب الفرنسي وكذا بطل كأس الرابطة البرتغالية لموسم 2008 - .2009 روبورتاج : جمال عميروش قالوا عن حسان يبدة 1- غبار حميد••حسان شاب معروف بسيرته الحسنة والطيبة بين أهل المنطقة والكل يشهد بتصرفاته الحميدة رغم بعده عن الدشرة التي ترعرع فيها أسلافه الأولين• لقي احترام وإعجاب الجميع حتى الذين لا يعرفونه فآخر مرة زرته بفرنسا كان في 1989م إلى أن تجدد لقاءنا خلال الشهر الأخير عندما استقبله أهل الدشرة استقبال الأبطال بالطبل المتبوع بعرس كبير طيلة الليل في موكب حاشد• كما أقول له بخصوص لقاء ال14 نوفمبر مع المنتخب المصري إن قريته تنتظر فرحة الجزائر الذي يصنعه أبطالها• 2- أحمد درالي••حسان يحب الانضباط في العمل، معروف بسيرته الطيبة بين سكان المنطقة كما أنه يمتاز بحسن الخلق• ولد من أجل الكرة التي عشقها وهو صغير• ما أريد تأكيده تلك الصورة الراسخة في ذهني لحسان وأنا أحضر حفل تكريمه من طرف عمدة ميزو الفور بفرنسا تشجيعا له ولمساره الكروي الذي لا ينقطع في سرد تفاصيله لأبناء دشرته عندما يزورها• 3- بلقاسم جيلالي••• ليس من السهل الحديث عن حسان يبدة الذي أنجبته جرجرة الشامخة شموخ رجالها، فهو الذي عشق الكرة حتى النخاع ليخيل إليك وأنه ولد من أجل هذه الرياضة التي أدخلته إلى العالمية• أوجه له رسالة بخصوص لقاء مصر أن يتحلى بالحيطة، فالفراعنة لا يتسامحون ولا يرحمون، فنأمل أن ينجح منتخبنا الوطني ب(2 - 0) أو (2 - 1) لضمان التأهل كما أتمنى أن يسجل حسان هدفا• 4 - يونس ابن عم حسان•••• آخر مرة رأيته بفرنسا سنة 1984 لم نلتق كثيرا بحكم ارتباطات كل واحد منا• الرسالة التي أوجهها له بخصوص لقاء السبت المقبل أن يتحلى الطرفان ''الخضر'' والفريق المصري بالروح الرياضية والسلم في المدرجات وأتمنى للفريق الوطني النجاح لتشريف الجزائر ب(2 - 1) أو(3 - 2) وأن يلعب حسان بداية اللقاء وليس في الدقائق الأخيرة والتأهل من نصيب رابح سعدان• 5- بقار اكلي57 سنة•••حسان عرفته بفرنسا عندما كان طفلا صغيرا حيث ينشط ضمن فريق برفروفيل وبعده كريتان• معروف بخفة روحه وسعة قلبه يحب الانضباط فهو من عائلة على قدر كبير من الرزانة والاحترام المتبادل بين أفرادها والعالم الخارجي وهو ما صنع من حسان رجل الغد الذي شرف الجزائر وما يزال في المحافل الدولية إلى جانب مستواه التعليمي الذي تجاوز البكالوريا• وبخصوص لقاء 14 أوجه لحسان رسالة تاريخية لأقول له إن الجزائر مستعدة لخوض السباق خاصة وأنها تتوفر على لاعبين احتياطيين لتجنب أي طارئ، فأدعوه أن لا ينزعج لأن المصريين يحبون ذلك وأن يعير الاهتمام كثيرا للجانب البسيكولوجي• وعن النتيجة آمل أن تكون (2 - 1) لصالح ''الخضر''• 6- هناد محيي الدين 19 سنة رياضي•• أحاول اختصار كلامي في رسالتي إلى حسان أن لا يخف بل عليه أن يدخل مثل باقي اللاعبين كلهم أمل بالفوز على الفراعنة كما أدعوه أن لا ينسى الجانب البسيكولوجي طيلة عمر اللقاء الذي يعلق عليه الجزائريون وأهل دشرته خصوصا آمالا كبيرة وأنا واثق من فوز زملاء حسان ب(1 - 0)•