بعد ما نجحت دولة الكيان الصهيوني في تحقيق اختراق في العديد من الدول العربية، يبدو أنها صوبت وجهتها نحو الدول المجاورة الجزائر، مالي والمغرب، وذلك بعد أن تمكنت من إقامة علاقات دبلوماسية مع الجارة الأخرى تشاد. وتسعى الدولة العبرية من خلال هذه الاختراقات إلى إيجاد موطئ قدم لها بالقرب من الحدود الجزائرية، فبعد الزيارة التاريخية لرئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو إلى تشاد القريبة من الحدود الجنوبية الشرقية للجزائر، ها هو يسابق الزمن من أجل استقبال الوزير الأول في مالي، سومايلو بوباي مايغا، قبل بداية شهر أفريل المقبل. كما برمج نتنياهو أيضا زيارة إلى المغرب قبل أواخر شهر مارس المقبل، وهي المعلومة التي أوردها المرصد المغربي لمحاربة التطبيع مع الدولة العبرية، عبر صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وكتب المرصد على صفحته: "أخبار عن عزم رئيس الكيان الصهيوني الإرهابي نتنياهو زيارة المغرب أواخر مارس 2019.."، وأضاف المرصد: "أكثر من هذا.. وفي إشارة جد خطيرة.. المصادر الإعلامية نفسها تتحدث عن عرض نتنياهو لخدماته بالوساطة بين المغرب ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون (جمهوري من اليمين الصهيو_إنجيلي المتطرف) بشأن قضية الصحراء (الغربية)". وقد اعتبر المرصد المغربي لمكافحة التطبيع هذا المستجد بأنه "عملية كسر عظم للمغرب عبر ملف الصحراء لابتزاز المغرب، كما جرت العادة من قبل اللوبي الصهيوني في أمريكا النافذ اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل إدارة ترامب لتركيع المغاربة حتى يقدم المغرب خدمات لصالح الكيان الصهيوني من موقعه المسؤول على رأس لجنة القدس".. وفي السياق ذاته، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب ستستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع دولة مالي ودول افريقية بعد أن استأنفتها مع تشاد. وأشارت كل من صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وموقع "كان" الإسرائيليين، أن اتصالات جارية بين مالي و"إسرائيل" يجريها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، من أجل ترسيم التقارب المزعوم. وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية، ومنها "إسرائيل اليوم" و"القناة ال 13″ أن يزور الوزير الأول المالي عبد الله ادريس مايغا إسرائيل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ورجحت المصادر ذاتها، أن يزور مايغا تل أبيب قبل التاسع من أفريل المقبل، وهو موعد إجراء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، فيما بدا أن نتنياهو يريد مواجهة خصومه السياسيين بإنجازات دبلوماسية لفك الحصار المفروض على الدولة العبرية من قبل البلدان العربية والإسلامية. وكان المسؤول الصهيوني قد قام بزيارة إلى تشاد، وأعلن من العاصمة نجامينا استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذكر خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس إدريس ديبي، أن الحديث يجري عن "انطلاقة لتطوير علاقات إسرائيل بدول العالم الإسلامي.. وأنه من المهم جدا بالنسبة لإسرائيل أن تكون دولة فيها غالبية مسلمة مثل تشاد، تسعى إلى صداقة إسرائيل". وعلى غير العادة، باتت مواقف الجزائر الداعمة للفلسطينيين وتسليح جيشها، على لسان العديد من كبار المسؤولين في الدولة العبرية علنيا، كما حاولت في أكثر من مناسبة الترويج للتطبيع مع الجزائر عبر نسب الجنسية الجزائرية لصحافيين فرنسيين، وهو الأسلوب الذي لجأت إليه بعد ما عجزت عن اختراق مواقف الجزائريين الرافضة للتطبيع.