بلغ الصراع الذي يسبق المؤتمر المرتقب لحركة مجتمع السلم، أشده في الأيام القليلة الماضية، وأبدى مناضلون من داخل الشريك الإسلامي في الحكومة امتعاضهم من الطريقة التي يدار بها الصراع حاليا بين الجناحين المتنافسين داخل الحركة على الفوز بمنصب رئيس حمس خلال المؤتمر القادم. حيث علمت "الشروق" من مصادر عليمة من داخل الحركة، أن هناك حالة من الإستياء غير مسبوقة، على مستوى قواعد الحركة في مختلف الولايات، بسبب تصرفات بعض القياديين البارزين في حمس ممن أنزلوا خلال الأسابيع الماضية مستوى الصراع لمستويات لم يألفها الحمسيون من قبل.وحسب أحد القياديين المعروفين متحدثا "للشروق"، فإن قيادات محسوبة على أحد الأجنحة، لم تتوان في الكشف عن غسيل الحركة وقصف بعض رموزها بالثقيل، ومن ذلك الترويج لبعض المعلومات والاستثمار في بعض الشائعات التي تمس بأعراض وسمعة شخصيات مهمة في الحركة يُعمل على إبعادها من الظفر برئاسة الحركة والتنافس عليها.كما أسر المصدر ذاته "للشروق" وجود خلافات بدأت تتسلل داخل المجموعة التي تدعم ترشح الوزير السابق، عبد المجيد مناصرة، لخلافة منافسه الوزير الحالي أبو جرة سلطاني، وذلك بسبب بعض الممارسات داخل هذا الجناح قام بها أشخاص معروفون منذ المؤتمر السابق ب"التخلاط" من خلال اللجوء ّإلى وسائل يقال أنها "غير أخلاقية"، جعلت أسهم مناصرة تتراجع بين القواعد الحمسية التي تبقى الرهان الوحيد للفصل في مبايعة قائد أحد أجنحة الصراع، على خلفية أن قواعد حمس تختلف في طبيعتها تماما عن القمة التي تحوز القيادة، حتى أن اهتماماتها باتت متباينة مع اهتمامات بعض القياديين، الذين تأثروا كثيرا بخيار المشاركة في الحكومة وأثاروها، وأصبحت المساحة المحددة لهم ضمن الجهاز التنفيذي مدعاة للإغراء والتنافس بينهم. على صعيد آخر، أبدى مراقبون للمعركة الدائر رحاها في ساحة بيت حمس، استغرابهم "للانحياز" الذي أبانه رئيس اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر الرابع، نصر الدين سالم شريف، الذي جسد انحيازه لجناح عبد المجيد مناصرة في الوقت الذي يفرض عليه منصبه كرئيس لجنة التحضير التزام الحياد، لما لهذا العامل من تأثير في ضرب مصداقية وشرعية المؤتمر الذي يشرف على التحضير له، وكشفت مصادر "الشروق" أن سالم الشريف، أشرف خلال الأيام القليلة الماضية على لقاءات سرية ركز فيها على ولايات الوسط، إحداها جمع فيها قواعد ولاية البليدة مسقط رأس الشيخ محفوظ نحناح والمعقل التاريخي لحمس، حيث أجرى لقاءات، أثارت استياء المكتب الولائي للحركة بهذه الولاية، إذ أنه حاول إقناعهم بضرورة الوقوف في صف عبد المجيد مناصرة، وذلك باعتماد أسلوب التنفير من رئيس الحركة الحالي، هذا الأسلوب الذي أصبح عماده الترويج لنظرية "مصلحة الحركة في إبعاد سلطاني"، ونقلت مصادرنا أن اجتماع سالم شريف لقي استنكارا شديدا من المكتب الولائي للبليدة الذين عبروا له عن رفضهم لسياسة "الغيبة الشرعية" التي يراد من خلالها الإطاحة بوزير الدولة أبو جرة من على رأس الحركة، ومعلوم أن سالم شريف جهر في تصريحات عدة للصحافة أنه "لن يستطيع التزام الحياد، مهما حاول ذلك"، فإلى أين يتجه مؤتمر حمس، وهل باستطاعة قواعد حركة الراحل محفوظ نحناح أن تعول على المؤسسين لتجسيد الوسطية والاعتدال للتحكم في "شعرة معاوية".