أبو جرة وسعيدي : هل تحول صراع الأمس إلى تحالف اليوم ؟ في خرجة غير متوقعة، فتح عبد الرحمان سعيدي، نائب رئيس حركة مجتمع السلم، النار على بعض القياديين الحاليين في الحركة الذي يقودون حملة تشويه تستهدف تلطيخ سمعة الرئيس الحالي للحركة بغية إضعافه في المؤتمر القادم، واستنكر سعيدي بشدة ما أسماه لجوء بعض القيادات إلى أسلوب الجرح والتعديل وإعطائه الصبغة الشرعية كسبيل للنيل من أعراض بعض رجالات الحركة. ونشر عبد الرحمان سعيدي مقالا مطولا على موقع حركة حمس على شبكة الإنترنيت، تحت عنوان: "بسط الخلل في مسألة الجرح والتعديل"، والذي أكد فيه أن بعض الأشخاص داخل الحركة استغلوا فرصة المؤتمر القادم ليتجاوزوا "الحدود الشرعية والمنهجية في عملية التقييم والتقليب إلى مدارات الأشخاص وما تحتويه من مناطق محرمة مثل الأعراض"، وقال سعيدي بصراحة إن الذين يقفون وراء حملة التشويه والمساس بالأعراض هم قياديون في الحركة، مستغربا في الوقت ذاته تبرير هذه الحملة بقولهم إنها تدخل في صميم عملية الجرح والتعديل التي تمارس في تعيين القيادات واختيارهم. وكانت مصادر قيادية قد كشفت ل "الشروق اليومي" في وقت سابق عن نية بعض القياديين فتح المجال "للجرح والتعديل" خلال أشغال المؤتمر القادم من أجل محاسبة رئيس الحركة الحالي، وهو ما وصفته المصادر ذاتها بأنها محاولة لكسر القيم وزعزعة هيبة القيادة، زيادة على ما من شأنه إحداث الفوضى بين المؤتمرين لجعل المؤتمر المرتقب يمر في ظروف غير طبيعية يُحتمل معها كل شيء، وهذا ما تدعمه معلومات أخرى من مصادر موثوقة تحدثت ل "الشروق اليومي"، أمس، أكدت أن هناك نية لدفع بعض المناضلين الذين لم يتم اختيارهم كمندوبين للمشاركة في المؤتمر القادم في ولاياتهم، وذلك لتنظيم اعتصام على هامش المؤتمر يقصد من ورائه التشكيك في مصداقية الرئيس القادم.وقال قيادي بارز ل "الشروق اليومي" إن "انتفاضة" عبد الرحمان سعيدي في وجه أشخاص معروفين من جناح الوزير عبد المجيد مناصرة الراغب في ترؤس حركة حمس، جاءت لتخلط الكثير من الحسابات التي كانت معدة سلفا، خاصة أن سعيدي معروف أنه كان مرشح جماعة مناصرة خلال المؤتمر الماضي لمنافسة سلطاني على رئاسة الحركة، والآن يأتي الكشف رسميا عن وقوف سعيدي في صف منافسه السابق أبو جرة سلطاني ليغلق اللعبة بشكل شبه تام خلال المؤتمر القادم، في وقت اختار فيه البعض داخل الحركة الدعوة الى تجديد الثقة في سلطاني، ومن هؤلاء يوجد بالإضافة إلى سعيدي أسماء ثقيلة كذلك من عيار الحاج حمو مغارية رئيس مجلس الشورى وعبد الرزاق مقري نائب رئيس الحركة، والوزير اسماعيل ميمون والوزير الهاشمي جعبوب.وتجدر الإشارة الى أن عبد الرحمان سعيدي الذي يمثل منطقة البليدة التي تعني الشيء الكثير في قاموس حركة مجتمع السلم، قد أغمي عليه قبل أيام وهو يلقي كلمة في أحد تجمعات حمس، وذلك بعد أن هاله الحد الخطير الذي وصل إليه التجريح في قيادة الحركة وتحديدا رئيسها الحالي، حيث وصل حد الإساءة إلى أشخاص آخرين من الأهل والأولاد، وهو ما دفع سعيدي المعروف بكاريزمته الكبيرة إلى القول إن الرد على هذه الحملة أصبح أمرا واجبا مثلما أشار إليه في مقاله الأخير.