من الصدف السياسية أن يحصل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في هذه الإنتخابات التشريعية على 19 مقعدا وهو نفس الرقم الذي حققه 10 سنوات من قبل في تشريعيات عام 1997، وإذا كان بعض المراقبين فسروا الأمر بأن حزب الأرسيدي نجح في الحفاظ على حجم الحزب رغم مقاطعته للإنتخابات السابقة عام 2002. فإن القراءة السليمة لنتائج حزب الدكتور سعيد سعدي هو أن هذا الرقم لا يمكن قراءاته إلا بمنطق أن الدكتور فقد الكثير من وزنه لا لشيء إلا لأنه لم يتمكن من استغلال غياب غريمه ومنافسه على كعكة منطقة القبائل الإنتخابية، وهو حزب جبهة القوى الإشتراكية الذي تمكن عام 1997 من تحصيل 20 مقعد في البرلمان وذلك لم يمنع الآرسيدي من الفوز ب 19 مقعد، إلا انه و10 سنوات من بعد وجد الأرسيدي نفسه وحيدا في الساحة وخاصة منطقة القبائل ورغم ذلك فقد عجز عن تحقيق رقم أحسن من رقم 1997، وقد يعود الأمر ربما إلى أن الحزب قد أثرت عليه سياسة المقاطعة التي انتهجها في التشريعيات السابقة والتي جعلته يختفي بشكل كلي عن ساحة التأثير السياسية قبل أن يعود عشية انتخابات 17 ماي 2007 فلم ينجح سوى في العودة إلى رقم 19 مقعدا، ولعل هذا في حد ذاته إنجاز سياسي غير متوقع. ومن جهة أخرى فإن النتيجة التي أحرزها الأرسيدي في الإنتخابات التشريعية، تعيد طرح موضوع مشاركته في الحكومة القادمة، حيث لا تستبعد بعض المصادر عودته إلى الحكومة التي غادرها في وقت من الأوقات بعد تجربة قصيرة في الحكومة، ويحتمل جدا أن تكون مشاركة الحزب في الحكومة رمزية مثل سابقتها بوزيرين أو ثلاثة على الأكثر. نسيم لكحل:[email protected]