أغلب العابرين إلى الضفة الإيطالية جزائريون فارس مصباح أصبحت عنابة الآن عاصمة فعلية للحرقة، خاصة أن العملية الأخيرة أكدت تنقل 60 حراقا إلى الضفاف الإيطالية في أكبر عملية على الإطلاق في تاريخ المنطقة إضافة إلى انضمام أربعة مصريين إلى القافلة والذين قدموا حسب مصادرنا عن طريق البر إلى الجزائر ليبلغ عدد الهاربين من شواطئ عنابة ما لا يقل عن 250 حراقا من بينهم حوالى 10 إناث. العملية الأخيرة خطط لها بإحكام وتم فيها استغلال الأحداث السياسية بطريقة لافتة، إذ تزامنت مع تركيز عنابة وسلطاتها على حدثين كبيرين وهما زيارة رئيس الجمهورية إلى عنابة التي امتدت ليومين وأيضا تزامنت مع معركة التشريعيات، فكانت ناجحة، لأن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن الحراقة الستين اتصلوا بذويلهم وطمأنوهم على سلامة الجميع. وكانت إشاعة قوية في معاقل الحراقة تتحدث عن نية حوالى 100 حراق لخوض المغامرة في ليلة التشريعيات لتقطع الحقيقة الإشاعة باليقين وتتأكد أكبر عملية "حراقة" في تاريخ عنابة التي عرفت الهروب الأول في ليلة رأس السنة الميلادية الأخيرة ببلوغ 53 حراقا الأراضي الإيطالية ولم يعد أي منهم لحد الآن.. مصادرنا من عائلات الحراقة الجدد أحصت في العملية الأخيرة 60 حراقا من بينهم 4 مصريين دفعوا مبالغ بالعملة الصعبة لقادة الهجرة وتنقلوا رفقة "إخوانهم" الجزائريين إلى الضفة الأخرى.. وحسب ذات المصادر فإن الهجرة السرية لهؤلاء تمت على دفعتين أولاهما ليلة الأربعاء إلى الخميس بعد عودة رئيس الجمهورية إلى العاصمة والثانية ليلة الخميس إلى الجمعة مع الانشغال بعمليات فرز الأصوات في التشريعيات، وتمت هذه المرة من شاطىء سيدي سالم بالبوني الذي زاره رئيس الجمهورية ووعد بتحسين ظروفه، إضافة إلى المصريين، وقام الوفد الجديد من الحراقة بتسخير إمكانيات ضخمة لإنجاح مهمتهم حيث استعملوا عشرين قاربا مدعما بمحركات بقوة 50 حصانا تفاديا للعنة العطب الميكانيكي الذي عرفته محركات ال 30 حصانا التي كثيرا ما أحدثت كوارث الغرق إضافة إلى أن القوارب انطلقت بطريقة تجعل بإمكان أي منها إنقاذ القارب المجاور في حالة أي عطب.. وحسب مصادرنا فإن الحراقة اتفقوا في الأول على الإبحار سهرة التشريعيات، ولكن الزيارة المفاجئة لرئيس الجهورية جعلتهم يقدمون الرحلة بليلة واحدة، مع الإشارة إلى أن الرياح كانت قوية في الليلة الموالية التي تزامنت مع فرز أصوات المنتخبين وبدأت الاتصالات بالأهالي لتطمينهم منذ صباح الجمعة. وكانت عنابة قد عرفت محاولة حرقة إلى أراضيها من أربعة مصريين منذ حوالي شهرين، كما أن مصادرنا أكدت أن وفد 30 حراقا الذين انطلقوا منذ أسبوعين إلى إيطاليا قد ضم شابين من المغرب، مما يعني أن عنابة قد أصبحت عاصمة عربية للحراقة، خاصة أنها تفتحت خمسة منافذ كاملة للحراقة هي شواطىء سيدي سالم والرأس الحمراء ووادي بقيرات وسيبوس وطوش. ويشير أهالي الحراقة إلى أن عددا من الشباب العربي والإفريقي أصبح يتردد على منطقة سيدي سالم بحثا عن بارونات الحراقة بعد أن قدمت مواقع الانترنت وأشرطة الفضائيات ما قدمته "الشروق اليومي" من أخبار عن تسلل ما لا يقل عن 250 حراقا في ظرف الأشهر الأربعة الأخيرة عبر شواطىء عنابة نحو إيطاليا التي تعتبر معاملاتها للحراقة أكثر ليونة من معاملة الإسبان وبقية دول أوروبا. فارس مصباح