العالم البريء لتلاميذ الأقسام التحضيرية التي تسبق السنة الأولى ابتدائي الذين لم بتجاوز سن البعض منهم الخمس سنوات تميز، الإثنين، بالكثير من الفكاهة صنعها التلاميذ الجدد ببراءتهم وهم يدخلون المدرسة والقسم لأول مرة ويواجهون عالما بعيدا عن المنزل وعن الشارع، ويلتقون وجوها تختلف عن الإخوة والأم والجيران. "الشروق اليومي" اتصلت بأربع معلمات في مدارس مختلفة، ونقلت بعض الطرافة التي رافقت دخول التلاميذ الجدد إلى الأقسام لأول مرة، المعلمة صابري رفيقة، اعترفت بأنها استمتعت فعلا مع تلاميذ، بعضهم ظل يبكي بشدة، وكأنه تحوّل من الجنة إلى الجحيم، وآخرين كانوا يتعاملون بشبه خبرة رغم أن سنهم دون ذلك، ولكن ما أضحكها أن تلميذا قال لها هل أنت ماما الجديدة؟ وسألها في حدود العاشرة عن مكان تواجد سريره لأجل أن ينام، بينما تاه البقية وهم يطلبون المرحاض، لأنهم اكتشفوا أن الأمر يختلف مساحة وجغرافيا عما هو موجود في بيوتهم، ومارس غالبية التلاميذ عاداتهم فأخرج أحدهم سيارة صغيرة وأصر على أن يُحرّكها فوق الطاولة وأن يقوم بحنجرته البريئة بإطلاق صوت المنبهات وما شابه ذلك، ولأن الخوف اعتصر قلوب بعض التلاميذ فإن المعلمة رانيا فريسي، سجلت عدم تمكن تلميذة من مقاومة إسهال هاجمها، وتقيأ الكثير من التلاميذ من شدة الرعب، ولعبت المعلمة كما قالت دور النفسانية أكثر من المعلمة، واقترحت أن يكون علم النفس هو الطاغي في التعليم البيداغوجي للتلاميذ خاصة في الطور التحضيري والسنة الأولى ابتدائي. تلميذ آخر أدهش معلمته السيدة حنان زميرلي، التي قالت أنه أعاد على مسامعها مشاهد مباراة ليبيا والجزائر التي جرت، الأحد، وراح يقول لها أن الحارس مبولحي قوي، لأنه كان يهدد اللاعبين المشاغبين الليبيين، وأخبرها بأنه سيصبح لاعب كرة وسيقدم دروسا في اللعب، وأيضا في القوة البدنية، السيدة حنان قالت أن التلاميذ وخاصة التلميذات خاضوا في أول حصة لهم في مباراة الكرة، بينما البقية راحوا يقصون عليها عطلتهم التي قضوها سواء على شاطئ البحر أو خارج الوطن، وقبل أن تجيبنا المعلمة السيدة رفيقة نوري، التي لها خبرة تفوق الربع قرن في التعليم الابتدائي، غرقت في قهقهة طويلة وهي تحدثنا عن مشهد تلميذ دخل في أول الحصة، ودون عقدة توسد الطاولة ونام ولم يفق من نومه إلا مع صوت الجرس، ثم سألها متى يعود إلى المدرسة؟ فقال له زميل في سنه بلسان ناضج، أن المدرسة للعلم وليس للنوم، المعلم قد يكتشف من أول حصة الشطّار، والذين سيجد صعوبة معهم في القسم، ويبقى دور العائلة هو الأهم، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين حطوا أقدامهم لأول مرة في المدرسة.