يستنكر كثير من الأساتذة الجامعيين والخبراء، ما آلت إليه وضعية الجامعات في ظل إضراب الطلبة الذي يدخل أسبوعه الثاني، وهو ما يهدد بإفراغ الإقامات الجامعية من الطلاب والدخول في سنة بيضاء إجبارية، والنتيجة إخراج الجامعة من الحراك الشعبي السلمي، من طرف مجهولين وبطريقة ذكية جدا، حسب تأكيد المنسق الوطني ل”الكناس”. ويتواصل غياب الطلبة عن المقاعد الجامعية لأسبوعه الثاني، وخروجهم للشارع في مسيرات طلابية يومية لمساندة الحراك الشعبي السلمي، وهو ما يهدد بسنة جامعية بيضاء. في الموضوع، يعتبر المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي “كناس” عبد الحفيظ ميلاط في اتصال مع “الشروق”، أن نفس “القوى غير الدستورية” التي ضغطت على الوزير السابق الطاهر حجار، لإقرار عطلة ربيعية مقدمة وممددة لشهر كامل، “نفس هذه القوى، قامت للترويج بين الطلبة لمقاطعة الدراسة والأعمال البيداغوجية بحجة دعم الحراك”. وغرض ما يصفهم المتحدث ب”الجهات المجهولة” من كل هذا حسب تعبيره “هو إفراغ الجامعة الجزائرية وإخراجها عن الحراك الشعبي، كما فعل الوزير السابق بتعليمات منهم…”، مضيفا “نفس هذه القوى قامت مرة أخرى للترويج لفكرة تقديم العطلة الصيفية للأسبوع القادم والعودة بعد رمضان!!”، وهو ما اعتبره بالون اختبار لمعرفة رد فعل الطلبة. والغريب، يضيف محدثنا، هو انعقاد جمعيات عامة على مستوى كل جامعات الوطن، في نفس اليوم ونفس الساعة وخروجها بنفس القرارات وهي الدخول في إضراب عن الدراسة. وبخصوص موقف “الكناس” مما يحدث في الوسط الجامعي، قال ميلاط “موقفنا منذ البداية رافض للإضراب، لأنه لا يخدم قضية الحراك الشعبي”، وإذا استمرت هذه الوضعية لأيام أخرى “فسيغادر الطلبة الإقامات الجامعية، وتفرغ الجامعات وينسحب الطلبة من الحراك السلمي”. ويقترح “الكناس” أن تضمن الجامعة ولو خدمة 70 بالمائة في تقديم الدروس، من خلال التواجد اليومي للطلبة والأساتذة في أقسامهم، مع تنظيم حركات احتجاجية يومية داخل الجامعات وليس خارجها، وتنظيم ندوات يومية يحضرها الطلبة والأساتذة. واعتبر ميلاط “أنه منذ 20 سنة تم تحطيم الجامعة الجزائرية، بعدما كانت تصنع الفكر سنوات السبعينات”. بقيت 6 أسابيع فقط من أصل 14 أسبوعا للسداسي الثاني كما يرى المتحدث، أن الإضراب “سوف يضر بالطلبة وبالجامعة الجزائرية”، على اعتبار أن السداسي الثاني يتكون من 12 إلى 14 أسبوع، فيما تبقت 6 أسابيع فقط لنهاية السداسي الجامعي، ومعظم الجامعات لم تنطلق إلى الآن في السداسي الثاني، وبعضها لم تنظم الامتحانات الاستدراكية، فيتبقى عمليا 4 أو 5 أسابيع فقط، تجرى فيها الامتحانات الاستدراكية، ودروس الفصل الثاني ومناقشة مذكرات الطلبة” وهذا، حسبه “أمر مستحيل حدوثه، إلا في حال قدم الجميع تضحيات، وفي حال استمرار الإضراب للأسبوع الثاني، فسنذهب حتما إلى السنة البيضاء أو تمديد الفصل الثاني إلى السنة المقبلة، ونؤجل الفصل الأول للسنة القادمة إلى الفصل الثاني، وهو ما ينتج حالة غير مستقرة تؤدي إلى نتائج وخيمة”. من جهة أخرى، أكدت وزارة التعليم العالي، أنّه لم يطرأ أي تغيير في تواريخ العطلة الصيفية، مفندة إشاعات تغيير رزنامة العطل الجامعية، التي يتمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. وحسب ما جاء في الصفحة الرسمية للوزارة الثلاثاء، أن الوزارة تعلم كافة الطلبة والأساتذة، بأنها تُبقي على تواريخ العطل الجامعية التي يحددها القرار الوزاري رقم 220 المؤرخ في 09 مارس 2019.