وصلت المفاوضات بين الجزائرواسبانيا حول مراجعة أسعار الغاز الطبيعي الى طريق مسدود، حيث قررت الجزائر اللجوء الى التحكيم الدولي، في حين أعربت الحكومة الاسبانية على لسان وزير الطاقة "بيدرو سولباس" عن رغبتها في تفادي التحكيم الدولي، واعدة بايجاد حلول لفك النزاع والوصول الى اتفاق يرضي الطرفين. حمل شكيب خليك وزير الطاقة والمناجم الجانب الاسباني مسؤولية "انسداد" المفاوضات بين الطرفين حول إعادة النظر في أسعار الغاز، وصرح شكيب خليل لوكالة الانباء الجزائرية في لندن على هامش ندوة مختصة حول الطاقة ان "الجزائر أثبتت حرصها على إخراج المفاوضات من حالة الانسداد، لكنها لم تتلق أي رد على المقترحات التي أبلغتها الجزائر رسميا للجانب الاسباني." وتتمحور المقترحات الجزائرية في دخول شركة "سوناطراك" السوق الاسبانية وتسويق الغاز الطبيعي مباشرة من خلال فرعها هناك، غير ان اللجنة الاسبانية للطاقة ارتأت "تقييد سوناطراك المباشر للغاز في السوق الاسبانية". وتعذّرت في ذلك "بمخاوف عن الأمن الطاقوي"، الامر الذي لم يستسغه الطرف الجزائري الذي وصف قرار اللجنة الاسبانية للطاقة "بالتمييزي" في حق سوناطراك نظرا للتسهيلات التي تحظى بها أربعين شركة أجنبية ناشطة في مجال توزيع الغاز في اسبانيا. في ذات السياق، اعتبر الطرف الجزائري الشروط التي وضعتها اللجنة الاسبانية للطاقة المتعلقة بإنجاز خط الغاز "ميدغاز" الذي يربط بين البلدين عبر التراب المغربي باتت تهدد انجاز المشروع الذي وقع عليه الطرفان شهر ديسمبر 2006 وفازت بصفقة إنجازه الشركة الاسبانية "غازناتورال" بقيمة 600 مليون اورو، فقد اشترطت اللجنة الاسبانية على الطرف الجزائري ضمان "طاقة اضافية للانبوب الناقل للغاز" الامر الذي وصفه شكيب خليل بالشروط المجحفة كما ان المخاوف الاسبانية "لا مبرر لها لأنها تدرك بأن الجزائر مصدر طاقة امن وحريصة على تطبيق التزاماتها". وفي هذا السياق، ربط شكيب خليل الامن الطاقوي لاوروبا بتخليها عن طريقة تعاملها الحالية مع الجزائر، بحيث يستوجب عليها تحرير سوق الطاقة للتنافس والتسويق المباشر للمنتوجات عبر كامل بلدان الاتحاد الاوروبي. وفي سياق ذي اتصال، اعتبر شكيب خليل السوق الامريكية بأنها سوق واعدة بالنسبة لصادرات الجزائر من الغاز المميع خاصة وان الاستهلاك الامريكي لهذه المادة في ارتفاع مستمر، وأوضح الوزير ان التجربة الجزائرية في مجال التمييع "تجعلها في موقع يمكنها من تطوير وضعها في الاطلسي وتأمين الدخول الى السوق الامريكية"، واعتبر الوزير ان دخول سوناطراك السوق الامريكية هو "تكملة لتواجدها في المملكة المتحدة وفرنسا وسيفتح لها مسالك وفرص جديدة". وكانت الجزائر قد أعلنت في 11 مارس الماضي عن تفكيرها في رفع سعر الغاز الطبيعي الذي تصدره الى اسبانيا. فبعدما كانت الجزائر تسوقه لها بدولار مقابل كل 27 مترا مكعبا، قررت رفع السعر بدولار آخر. حمزة بحري