سجّلت المؤسسات الجامعية نهاية الأسبوع المنصرم، عودة تدريجية للطلبة لمقاعد الدراسة، وذلك بعد المناشدات التي أطلقها الأساتذة الجامعيون ونقابة “كناس”، محذرين من مخاطر الدخول في سنة جامعية بيضاء ترهن مستقبل الطالب الجامعي ومستقبل الجامعات الجزائرية ككل. في انتظار استئناف الدراسة الجامعية اليوم السبت. أكّد كثير من الأساتذة عبر جامعات الوطن ل”الشروق”، التحاق كثير من الطلبة بالأقسام والمدرجات الجامعية، منتصف الأسبوع المنصرم، بعدما قرروا عدم تضيع الدروس المتبقية، ومُحاولة استدراك ما فاتهم تجنبا لسنة جامعية بيضاء ترهن مستقبلهم. وفي هذا الصّدد، أكدت أستاذة لعلوم الاتصال بجامعة “محمد لونيسي” بالعفرون، أنها قبل أسابيع كانت تدخل الأقسام التي تدرّسها فتجدها فارغة على عروشها من الطلبة، ومع ذلك أصرت على القيام بواجبها وحذرت الطلبة بأنها ستجري لهم الامتحانات في موعدها المحدد، وفي اليوم الموالي دخل 7 طلبة فقط للقسم فيما حضرت طالبة واحدة للمحاضرة، وتقول “قدمتُ المحاضرة لطالبة واحدة فقط، لأتفاجأ في اليوم الموالي بالعودة التدريجية لغالبية الطلبة”. وسبقت عملية عودة الطلبة، إجراء استفتاء عبر غالبية جامعات الوطن نظمه الطلبة أنفسهم داخل المدرجات، يستفتون فيها بعضهم حول موضوع العودة للدراسة من عدمه، وتفاوتت نسبة قبول مقاطعة الدراسة من عدمها، والملاحظ أن كثيرا منهم رفضوا مقاطعة الدراسة وصوّتوا لصالح العودة لمقاعد الجامعات. استفتاء حول العودة إلى الدراسة من عدمه وناشد المُنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي “الكناس”، عبد الحفيظ ميلاط عبر “الشروق”، الطلبة والأساتذة لمقاطعة الإضراب “مجهول المصدر” والعودة لمقاعد الدراسة، مع مواصلة دعم الحراك الشعبي، والتظاهر كل يوم ثلاثاء، زيادة على تنظيم ندوات ونقاشات مفتوحة داخل الحرم الجامعي، مؤكدا بأن جامعات عديدة استأنفت الدراسة، على غرار جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وجامعة الوادي وجامعة الشلف والمدرسة العليا للأساتذة لقسنطينة وجامعة برج بوعريريج وجامعة بومرداس. ودعا المنسق الوطني للكناس، أساتذة الجامعات والطلبة للعودة إلى مقاعد الجامعات، ابتداء من اليوم السبت. كما تجند مديرو الجامعات والعمداء إضافة للأساتذة والطلبة للقيام بعمليات تحسيسية والسهر على حسن استئناف الجامعات لنشاطها، مع العمل على تعويض الدروس والفروض التي أجريت خلال فترة المقاطعة، وإعادة برمجة رزنامة الامتحانات الاستدراكية بما يتناسب مع ظروف كل جامعة وكلية. من جهة أخرى، أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في منشور لها على صفحتها الرسمية ب”فايسبوك” بأن تحديد رزنامة الامتحانات بكل مؤسسة جامعية هي من صلاحيات المجالس العلمية واللجان البيداغوجية. كما أن الرزنامة تتكفل بتحديد كل العناصر المكونة في اللجان البيداغوجية، المكونة أساسا من ممثلي الأساتذة وممثلي الطلبة على مستوى كل مؤسسة، وذلك وفق النصوص القانونية والتنظيمية السارية المفعول في هذا المجال. في سياق مُتصل، تعرض 14 أستاذا جامعيا لتوقيف تحفظي بجامعة جيجل، لأسباب لم تتضح بعد، وهو ما سبّب موجة سخط عارمة من طرف الأساتذة الجامعيين عبر الوطن. وأكد ميلاط، بأنّ نقابتهم لن تتخلّى عن الدفاع عن “14 زميلا تم توقيفهم بجامعة جيجل”، ومُعتبرا أنهم في مرحلة جمع المعلومات حول الواقعة، ومضيفا “لا نطيل في اتخاذ موقف حازم وحازم جدا وغير مسبوق” ومعتبرا بأن الأستاذ الجامعي خط أحمر بالنسبة لنقابة ال”كناس”.