أغلق عشرات المتظاهرين الشوارع وأحرقوا الإطارات في مدينة أم درمان المجاورة للعاصمة السودانية، الثلاثاء، لأول مرّة منذ شهر بعد مقتل ستة أشخاص في موقع الاعتصام في الخرطوم. وفي الوقت نفسه استأنف قادة الحركة الاحتجاجية في السودان محادثاتهم مع القادة العسكريين استناداً إلى الاختراق السياسي الذي تحقق قبل يوم وخيّم عليه إطلاق نار وسقوط قتلى. وتطالب الحركة الاحتجاجية بانتقال للسلطة يقوده المدنيون بعد 30 عاماً من حكم الرئيس عمر البشير، إلا أن القادة العسكريين الذي أطاحوا به يضغطون للمحافظة على دورهم القيادي. وقتل ضابط برتبة رائد وخمسة متظاهرين في إطلاق نار في ساحة الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، الاثنين، وفق ما أفاد المجلس العسكري الحاكم و”لجنة أطباء السودان المركزية” المرتبطة بحركة الاحتجاج، بعد ساعات من الإعلان عن تحقيق اختراق في المفاوضات بين قادة التظاهرات والعسكر. وتجمّع المتظاهرون في حيي العبّاسية والعرضة في أم درمان حيث هتف كثيرون بشعارات مناهضة للمجلس العسكري، وفق ما أفاد شهود عيان. وهتف المتظاهرون: “يا وطنك يا تجهّز كفنك”. وفي العرضة، أغلق بعض المتظاهرين الشوارع باستخدام إطارات مشتعلة، حسب شهود أشاروا إلى انتشار الجنود في المكان. وأما في الخرطوم، فعاد الهدوء إلى ساحة الاعتصام بعد أعمال العنف التي شهدتها الليلة السابقة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. ونفّذ فنانون رسوماً جدارية تصور القتلى على متاريس أقيمت في محيط ساحة الاعتصام. واحتمت مجموعة من المتظاهرين الشباب من أشعة الشمس الحارقة تحت علم كبير للسودان بينما رفعوه وجابوا ساحة الاعتصام. وهتف المحتجون “الطلقة لا تقتل ما يقتل هو صمت الناس”. وشهدت أم درمان تظاهرات يومية تقريباً على مدى أربعة شهور من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد وأدت للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير بتاريخ 11 أفريل. لكن منذ ذلك الحين، نُظّمت جميع التظاهرات تقريباً في ساحة الاعتصام التي أقيمت خارج مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم حيث طالب قادة الحركة الاحتجاجية المجلس العسكري الذي تولّى السلطة بنقلها إلى المدنيين. واندلع العنف الدامي داخل مقر الاعتصام وفي محيطه بعد ساعات فقط من إعلان الطرفين أنهما توصلا إلى اتفاق بشأن هيكلية وسلطات الهيئات التي ستشرف على العملية الانتقالية. وأفاد تحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير” الذي نظّم الحركة الاحتجاجية وتفاوض مع المجلس العسكري، أن هدف عمليات إطلاق النار كان محاولة للتأثير سلباً على الاختراق الذي تحقق متهماً العناصر التي لا تزال موالية للنظام السابق بالوقوف وراءها. بدوره، أكد المجلس العسكري “لاحظنا وجود مندسّين مسلّحين بين المتظاهرين” في ساحة الاعتصام دون أن يحمّل أي جهة مسؤولية ذلك. Un militaire et cinq manifestants ont été tués lundi soir à Khartoum, après l'annonce d'un accord entre les représentants de la contestation populaire et les généraux au pouvoir sur la transition au Soudan. Par @Bassemabass #AFP https://t.co/t3YrRDCqio — Aziz El Massassi (@AzizElMassassi) May 14, 2019 #UPDATE Five shot dead in Sudan just hours after protest leaders and the ruling generals reached a breakthrough agreementhttps://t.co/xroPtcNFkW pic.twitter.com/MNNZYsVk9I — AFP news agency (@AFP) May 14, 2019