أسفر الحريق المهول الذي شب، مساء الأربعاء، بأكبر المستودعات الخاصة بتخزين وإنتاج المواد البلاستيكية، الموجه لاستهلاك الزيوت الغذائية الواقعة بالمنطقة الصناعية ببلدية عين مليلة بولاية أم البواقي، في إصابة 9 أعوان من الحماية المدنية، من بينهم ضابط برتبة ملازم أول، باختناقات وتعقيدات تنفسية متفاوتة، جراء استنشاقهم كمية معتبرة من المواد البلاستيكية المحترقة. وتم تحويل جميع المصابين إلى مستشفى عميرات لتلقي الإسعافات اللازمة حسبما أفادت به مصادر مسؤولة من الحماية المدنية وتسبب الحريق في خسائر مادية معتبرة، خاصة على مستوى المخزن الرئيسي، الذي كان يحتوي بداخله على أطنان من المواد البلاستيكية المستعملة في تعبئة قارورات الزيوت الغذائية سريعة الالتهاب، وبطاريات السيارات والعجلات المطاطية، قبل أن ينهار كليا من شدة هول الحريق والنيران المشتعلة. الحريق أحدث حالة من الهلع في أوساط العمال وسكان المدينة، الذين هبوا جميعا لمد يد المساعدة، إلى جانب استنفار مختلف الوحدات التابعة لمصالح الحماية المدنية بولاية أم البواقي، التي جندت بدورها أزيد من 60 عون إطفاء، والتي كانت معززة بشاحنات إطفاء تابعة للمؤسسة العسكرية قصد حشدها للتحكم والسيطرة على الوضع، قبل امتداد ألسنة النيران المشتعلة إلى باقي المنشآت، سيما منها محطة توزيع الوقود المجاورة لها. ولم تتمكن مصالح الحماية المدنية بمعية الأطراف المدعمة من بسط سيطرتها على الحريق، وعلى الوضع بشكل كامل، إلا بعد مرور أزيد من 10 ساعات كاملة. وقامت مصالح حفظ الأمن بتطويق المكان وتحويل مسار المئات من السيارات والشاحنات لعدة ساعات، إلى غاية التحكم في هذا الحريق الذي لم يخلف خسائر في الأرواح، في وقت باشرت فيه مختلف المصالح الأمنية المختصة إلى جانب مصالح الشرطة العلمية تحقيقا أمنيا معمقا لكشف ملابساته التي لازالت غامضة.