لا يزال الحارس رايس مبولحي متداولا على ألسنة الجماهير الكروية ومختلف الإعلاميين والفنيين، وهذا بناء على المستوى العالي الذي أبان عنه في دورة 2019 من كأس أمم إفريقيا التي اختتمت نهاية الأسبوع في مصر، حيث خطف رايس الأضواء على جميع الأصعدة، فعلاوة على مشاركته في جميع المباريات، فقد حكم أرقاما ونال جوائز نوعية ناهيك عن تتويجه مع المنتخب الوطني، وبذلك يؤكد أنه رقم فاعل في “الخضر” رغم محاولة إرغامه على الاعتزال في عهد المدرب السابق رابح ماجر. برهن رايس مبولحي (33 سنة) مجددا أنه الحارس الأول لعرين المنتخب الوطني دون منازع، وعرف بذلك كيف يواصل البرهنة على صحة إمكاناته على مدار السنوات التسعة التي حمل فيها ألوان المنتخب الوطني، وبالضبط منذ المباراة التاريخية أما انجلترا في مونديال 2010 بجنوب افريقيا، حين وضع شيخ المدربين الثقة في خدماته، ليواصل مسيرة التألق والكشف عن قدرته في تشريف الألوان الوطنية، ما يجعل الحارس الأكثر حضورا لحد الآن في المنتخب الوطني، متفوقا على حراس كبير على مر الأجيال، في صورة مهدي سرباح ونصر الدين دريد وعصماني وعاصمي والبقية، ليكون دوره فاعلا في نهائيات “كان 2019” في مصر، حين ساهم بشكل فعال في تتويج المنتخب الوطني باللقب القاري الثاني والأول من نوعه خارج الديار، بفضل تصدياته الناجحة وتدخلاته الموفقة وتركيزه الكبير الذي منح ثقة مميزة لزملائه في الدفاع والوسط والهجوم. ماجر أرغمه على الاعتزال وبلماضي أعاده من الباب الواسع مر الحارس رايس مبولحي بوضعية استثنائية مع المنتخب الوطني في عهد المدرب السابق رابح ماجر، وضعية استثنائية انعكست سلبا على المنتخب الوطني نفسه الذي عجز حتى عن الفوز في المباريات الودية، ما خلف ضغطا جماهيريا واسعا على صاحب الكعب الذهبي الذي كان قد اتخذ عدة قرارات وصفها الكثير بالصادمة وغير المفهومة، وفي مقدمة ذلك إرغام الحارس مبولحي على الاعتزال، من خلال تجاهله، وتفادي توجيه الدعوة له، حيث حاول مرارا تبرير خياراته على أن شاوشي سيعود إلى الواجهة مجددا، لكنفي النهاية انقلبت الأمور بشكل مباشر على ماجر، وأرغم على الإقالة قبل أن يرغم مبولحي على الاعتزال الدوي، فجاء بلماضي الذي تولى المهمة منذ أقل من عام، وأعاد مبولحي إلى بيت “الخضر” من أوسع الأبواب”، فكان أحد الأوراق الرابحة في كتيبة المحاربين، رفقة بقية الأسماء التي وضع فيها بلماضي الثقة منذ البداية. 420 دقيقة دون هدف و15 مشاركة في “الكان” حصيلتان حطم بهما رقمي سرباح والواضح ان مساهمة الحارس مبولحي لم تنحصر في أداء مهامه فوق الميدان مثل بقية الحراس،بل حطم أرقاما وحقق انجازات فردية ونوعية، ناهيك عن مساهمته الفعالة في تتويج المنتخب الوطني بأول لقب قاري خارج الديار، بدليل أنه شارك ي جميع المباريات السبعة خلال “الكان” (أي ما يعادل 660 دقيقة). وقد حافظ خلال ثلثي هذه المدة على مرماه نظيفة دون أن تتلقى أي هدف (420 دقيقة بشباك نظيفة)، وهو الأمر الذي مكنه من تحطيم رقم الحارس الدولي السابق مهدي سرباح (390 دقيقة دون هدف) الذي يعود إلى دورة “كان 84” بكوت ديفوار، والأكثر من هذا فقد حطم أيضا رقم أفضل حارس يشارك في “الكان”، بعدما وصل إلى رقم 15 مباراة في المجموع، متخطيا حصيلة سرباح التي بلغت 14 مباراة في المجموع، وعلاوة على تحطيم هدين الرقمين، فقد كان عنصرا فاعلا في التشكيلة الوطنية، بفضل تركيزه الجيد وتدخلاته الموفقة وتصدياته الناجحة، بدليل اختياره أحسن لاعب في اللقاء النهائي أمام السنغال، وافتك جائزة أحسن حارس في “كان 2019″، وهي جوائز تعكس الاعتراف بالمستوى الباهر الذي ظهر به مبولحي طيلة نسخة هذا العام من كأس أمم إفريقيا. تتويجه باللقب القاري يجعله أفضل حارس لجميع الأوقات ويجمع الكثير من المتتبعين، بأن تتويج مبولحي باللقب القاري سيجعله أفضل حارس في تاريخ الكرة الجزائرية، بحكم أنه حقق انجازات عجز سابقوه عن تجسيدها، وقد تكون المهمة صعبة لتعديل أرقامها لمن سيخلفونه مستقبلا، بدليل أنه يطل على المشاركة 70 مع المنتخب الوطني، وشارك في 15 مباراة خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، والأكثر من هذا فإنه يعد الحارس الجزائي الوحيد الذي يشارك في نسختين من المونديال، حيث لعب 6 مباريات كاملة، كما أنه بقي حاملا لألوان “الخضر” لمدة 9 سنوات كاملة، وهو رقم لم يكن في متناول أغلب الحراس الذين تداولوا على “الخضر”، ليبقى بذلك رايس مبولحي من بين أبرز الحراس الذين مروا على المنتخب الوطني منذ الاستقلال، وسيظل اسمه متداولا على مر السنين، كما أن الأرقام العديدة التي حققها يصعب تحطيمها بسهولة، سواء في منافسة “الكان” أو حتى في المونديال، مع إمكانية إثراء حصيلته الشخصية مع “الخضر” خلال المواعيد الرسمية المقبلة، وهو الذي يحظى بثقة المدرب جمال بلماضي الذي منح له فرصة التألق مجددا، فكان بذلك أحسن حارس في “الكان”، بعدما كان على حافة الاعتزال في عهد الناخب السابق رابح ماجر.