ناشد سكان دوار الروايبية بمنظفة رأس المو، الواقعة بإقليم بلدية سيدي عابد في ولاية تيسمسيلت، والي الولاية، التدخل العاجل قصد فتح تحقيق معمق في مشروع تهيئة الطريق الرابط بين دوارهم ومقر البلدية على مسافة 1800 متر. ساهمت الأمطار الأخيرة في كشف غش المقاولة المكلفة بإنجاز مشروع الطريق من قبل مديرية الأشغال العمومية، خصوصا فيما تعلق باحترام المعايير المعمول بها في انجاز هكذا مشاريع، والغريب في الأمر حسب تصريحات أهالي المنطقة، هو ان عملية التهيئة القاعدية لهذا المسلك تمت بالتراب بدل الحصى الرملي، أما الجسور فحدث ولا حرج ذلك أن صاحب المشروع لم يتوان في وضع قنوات تصريف المياه فوق التراب. وقد رصدت عدسة الشروق، انهيارا مفاجئ لأجزاء من هذا الطريق وجسور أنشئت حديثا، وكانت بضعة دقائق من الأمطار كافية لتعرية وإغراق هذا المسلك الترابي، الذي تحول بفعل السيول إلى برك مائية موحلة يصعب اجتيازها بسهولة. كما تعد منطقة الروايبية ببلدية سيدي عابد في ولاية تيسمسيلت، من اكبر المناطق المنتجة للحبيب في الولاية، إلا أن غياب أي مسلك صار يمثل عائقا كبيرا ساهم في عزوف مربي الأبقار الحلوب عن هذه المهنة، خصوصا الذين دخلوا في تعاملات مع منتجي الحليب مقابل هوامش ربح للتخفيف من أزمة الحليب في الجزائر تعد من بين أكثر الدول استيرادا لهذه المادة. فالطريق الوحيد الذي يربط العديد من المناطق الريفية بالمنطقة، هو عبارة عن مسلك ترابي تنقطع به الحركة شتاء بسبب الأوحال ويتفاداه حتى أصحاب الجرارات لعدم صلاحيته، أما مشروع تعبيده الذي يتطلع إليه الأهالي منذ ثلاثة عقود مضت ما زال حسبهم مجرد مشروع وهمي يظهر ويختفي باختفاء الظروف الذي تصنعها الانتخابات عادة. وأمام هذا الوضع ونتيجة لعدم قدرة المربين على حفظ الحليب لفترة أطول أو نقله وبيعه بعد عملية الحلب مباشرة، يضطرون لنقله في عربات غير مناسبة لبيعه لمجمعي الحليب ما يتسبب في فساد وضياع كميات كبيرة من الحليب الطازج على الطريق، أما في الأيام الممطرة يتعمدون رمي الحليب في الوسط الطبيعي، بسبب استحالة السير على هذا الممر من جهة، وكذا لأن السلامة الغذائية تستدعي نقل الحليب مباشرة، بعد عملية الحلب ودون أي تأخير من جهة ثانية، وهو ما يوقع المربين في خسائر مادية كبيرة. حيث يبلغ إنتاج المربي الواحد من الحليب، في المتوسط، حوالي 200 لتر يوميا. وهو إنتاج يكفي لتغطية مصاريف مزرعته من أعلاف ودواء وأشياء أخرى لكنه لا يكفي لإنجاز طريق بالملايير عجزت الدولة عن تجسيده. وهي الأمور التي عجلت برحيل أغلب المربين وربما ستدفع بمن تبقى لحذوهم إذا ما إستمرت الجهات المسؤولة في نسيانهم وعدم الاكتراث لمشاكلهم، كبعض المربين الذين استثمروا جميع مواردهم لخدمة الأرض ولكن انتهى بهم المطاف للهرب من جحيم المنطقة بعدما ظلت تنتظر مشروع الطريق لأزيد من ربع قرن.