يقدم الشاعر والباحث الأكاديمي في علوم الإعلام والاتصال عبد الله حنادر من ولاية الشلف، في هذا الحوار جملة تصورات وآراء عن مساهمة الشباب في الساحة الثقافية، وعلاقة الإبداع بالنشر والترويج كما يتحدث حنادر أيضا عن جديد أعماله وتطلعاته في المستقبل. متى وكيف كانت بداياتك مع كتابة الشعر؟ البدايات: منذ نعومة أظفاري وأنا أكتب بعض الخربشات – في الطور المتوسط أساسا- وكان أستاذ اللغة العربية وآدابها أنداك قد لاحظ ما كنت أدونه في دفتري فأعجب بما كنت أكتبه وسعى الى تشجيعي لتطوير وتحسين أدائي في هذا المجال، وبعد انتقالي إلى الثانوية كنت أطالع كثيرا كتب الشعر وهناك وجدت أستاذة رائعة جدا – توفيت رحمة الله عليها زادت من صقل تلك الموهبة التي كانت لدي في كتابة الشعر، ويمكن القول إن بدايتي الفعلية كانت بعد حصولي على شهادة البكالوريا، فالجامعة كانت مكانا خصبا لتولد الأفكار والإبحار بعيدا في عالم الشعر والكتابة. ديوان “التي زيَنها الحجاب”، كيف جاءت فكرة هذا الإصدار؟ لم أكن أنوي أن أنشر أو أطبع، بل لم أتخيل ذلك قط، ففي أحد المرات وأنا مع الزملاء في الجامعة، اقترح أحدهم إخراج هذه الأشعار في عمل أدبي بعد عرضها على أستاذ أو مجموعة أساتذة متخصصين في الأدب العربي، قصد تنقيحه اوتصويبها، وهو ما كان إذ قمت بترتيب القصائد وتصنيفها حسب أقدميتها واتصلت بعدد من أساتذتي في اللغة العربية وآدابها الذين لم يتوانوا في تصحيح الأخطاء وتقديم النصائح، من هنا أتت الفكرة، توجهت بعدها إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حيث سجلت كتابي لأنطلق بعدها في البحث عن دار نشر ذات سمعة طيبة واستقر الوضع على دار الماهر التي كان لها فضل كبير في صدور الديوان. على ذكر الديوان، هل لك أن تضعنا في صورة مضمونه؟ الديوان يضم 25 قصيدة بين الموزونة والحرة توزعت على 70 صفحة، تتناول قضايا من عمق المجتمع الجزائري تنوعت بين الاجتماعية والثقافية والبينية ولو أن أغلبها تصب في قالب عاطفي رومنسي؛ متطرقة هذه القصائد إلى قضية الحب بين الأصدقاء، بين الجيران، بين المحبين، وبين الأزواج، كما تطرقت إلى قضية الكرامة، قضية الأنفة، مشاكل الخيانة والغدر…إلخ. اخترت معرض الكتاب لإطلاق ديوانك الشعري “التي زينها الحجاب”، ترى ما السبب وراء ذلك؟ والله لم أكن أتوقع أني سأشارك في معرض الكتاب لهذه السنة، وهذا لكوني أرسلت العمل متأخرا لدار النشر، لكن القائمين على الدار قاموا بجهد جبار – وهم مشكورون على ذلك – من أجل نشر جميع الأعمال ومشاركتها في معرض الكتاب لهذه السنة؛ وكان الأمر كذلك، فقبل 10 أيام تقريبا على انطلاق الصالون اتصل بي الأستاذ أشرف كراشني مسير دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع – الدار التي نشرت مجموعتي الشعرية- وأعلمني بجاهزية ديواني الشعري، وهل لي رغبة في المشاركة به في معرض الكتاب من خلال جلسة بيع بالتوقيع؛ أنا شخصيا استحسنت الفكرة وبما أنها أول تجربة لي فلم أَتَوَانَ في قبول مقترح الأستاذ أشرف، ولله الحمد تمت الأمور على أحسن ما يرام. ما هي التحديات التي واجهتها كشاب جزائري في نشر ديوانك؟ في بداية الأمر كنت متخوفا بعض الشيء من ظروف وشروط النشر والتخوف من السرقة وأمور أخرى، ولكنني سألت عن عدد من دور النشر وطريقة عملها وشروط توقيع العقد..إلخ، فكانت دار الماهر هي التي استقرينا عليها والحمد لله كل الأمور سارت في اتجاه إيجابي إلى حد بعيد؛ وهذا – طبعا كما ذكرت آنفا – بعد تسجيل العمل في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. كيف ترى ككاتب واقع الكتابة الأدبية والشعرية في الجزائر؟ بخصوص الكتابة الأدبية والشعرية في الجزائر فقد برز في الآونة الأخيرة كتاب وشعراء شباب لديهم أسلوب راق جدا في الكتابة؛ إضافة إلى أفكارهم الواقعية التي تعالج قضايا مجتمعية؛ سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، عاطفية،..إلخ، أعتقد أن إعطاء الفرصة لهؤلاء الشباب وتوفير الظروف المادية والمعنوية واللوجيستية المناسبة للإبداع والإنتاج في كل الأجناس الأدبية من جهة، وإقامة فضاءات للاحتكاك والالتقاء بالكتاب والشعراء والروائيين ذوي الخبرة للنهل منهم ومن أفكارهم من جهة ثانية سيؤدي إلى الارتقاء بمستوى الكتابة الأدبية عموما وبالتالي سنشهد ثورة ثقافية أدبية نوعية في أوج معانيها.