شهدت عملية إلصاق القوائم الانتخابية على اليافطات، تأخيرا إلى غاية ثالث يوم من الحملة الانتخابية، إذ ربطت بعض الأحزاب التأخير بتأخر إصدار الرقم التعريفي للأحزاب، خلال المحليات المرتقب إجراؤها في 29 من شهر نوفمبر الجاري، فيما اعتبرت أخرى الأمر مؤجلا إلى حين، في إطار السياسة الدعائية للحزب. بالمقابل، تعرف نشاطات الأحزاب المتنافسة فتورا لا يعكس حجم الغمار الذي تخوضه، كونه يعد أكثر أهمية من ذلك المتعلق بالتشريعيات، إذ يمس بشكل مباشر الشؤون اليومية للمواطنين، الذين يبدو أنه من الصعب إقناعهم بالانتخاب، بالنظر إلى الحضور الشاحب لبعض الملتقيات التي نظمتها الأحزاب، التي تصف نفسها بالكبيرة، في وقت تفنن المرشحون في عمليات الإقناع لجلب المواطنين، ومن ذلك ما قام به بعض المرشحين المتنافسين بإحدى بلديات شرق ولاية البويرة، أين نظموا "زردات " للمواطنين، من أجل استعطافهم، مكتفين بالحديث والوعود التي ألف المرشحون للمحليات ترديدها، على غرار تسوية وضعية السكن وتزفيت الطرقات، وكل ما تعلق بالحياة اليومية للمواطن من ضروريات، فيما لجأ آخرون لزيارة الزوايا للتبرك ب"الصالحين " بالولاية نفسها! فيما أقام مرشحون للمحليات بولاية الأغواط أعراسا بدون مناسبة، مستعينين في ذلك بعرض أنواع مختلفة من الأطباق التقليدية، فيما وزع مرشحون عن إحدى بلديات شرق العاصمة ساندويتشات ومشروبات على المواطنين بالمقاهي، رغم أنهم لم يفلحوا طيلة عهدات متتالية في تزفيت طريق على طول أقل من واحد كيلومتر، وعرفت المحلات المختصة في بيع البدلات الرسمية اكتساحا من قبل المرشحين، الذين يعولون على المظهر الخارجي أكثر من البرامج التي أصبحت لا "تطعم خبزا" ولا تروق لمواطنين، فيما لم يتردد آخرون في توزيع أوراق نقدية من فئة 200 و500 وكذا 1000 دينار على المواطنين، على غرار ما حدث بإحدى بلديات ولايتي البويرة والجزائر. وعن التأخير المسجل في تعليق القوائم، حمل فاروق طيفور المكلف بالإعلام بحركة مجتمع السلم، التأخر المسجل في استصدار الرقم التعريفي للأحزاب المشاركة في المحليات، مسؤوليةَ التأخر في طبع قوائم الحزب، وهو ما أخر أيضا عمليات التعليق التي كان من المفروض أن تكون مع بداية الحملة الانتخابية، وقال طيفور، أمس، في اتصال مع "الشروق" إن الملصقات والقوائم مازالت لحد الساعة على مستوى المطابع من أجل نسخها، مشيرا إلى أن "حمس" ستراهن على الإستراتيجية الدعائية للحزب، من أجل جلب أكبر عدد من الأصوات، من خلال تحريك الوعاء النضالي على المستوى المحلي لتقديم برنامج المرشحين، واعتبر العمل الجواري رهان الحزب في المحليات، حيث ستزيد وتيرته مع دخول الأسبوعين الثاني والثالث، منتقدا قيام المرشحين بشراء ذمم المواطنين بالمال السياسي القذر . أما حزب جبهة التحرير الوطني، فيعرف تأخرا في الإلصاق ببعض المناطق بسبب التمويل حسبما أفاد به المكلف بالاتصال على مستوى الحزب العتيد، قاسة عيسى، في اتصال مع "الشروق"، أمس، معتبرا المسألة تتوقف على كل جماعة محلية ومساهمات "محبي الحزب" دون إغفال تطبيق القانون، مؤكدا أن الحزب قرر كمرحلة أولى نشر البرنامج العام للحزب في الأسبوع الأول، وبعدها تعليق القوائم المرشحة كمرحلة ثانية. من جانبه، اعتبر الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي الأمور عادية في الحزب، مؤكدا على تعليق القوائم بأغلب الولايات، مشيرا إلى تجمعات الأمين العام، منددا بالممارسات التي تقوم بها بعض الأطراف لشراء ذمم المواطنين، معتبرا إياها هو الآخر تحقيرا للمواطن. أما موسى تواتي الأمين العام للجبهة الوطنية الجزائرية، فوجه انتقادات لاذعة للإدارة التي قال إنها السبب في عدم وجود طعم للانتخابات، وإن الأحزاب مغلوب على أمرها، ومما قامت به حسب تصريحات تواتي ل"الشروق" تأخير تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات، واحتدام الصراع معها، وهو ما تسبب بشكل مباشر في تأخر تحديد الرقم التعريفي للأحزاب.