هناك الكثير من الألقاب التي تُحسم قبل الموعد بعدة أسابيع وربما شهور، ومنها جائزة الكرة الذهبية الإفريقية، لكنها هذه المرة تبدو معقدة ويصعب التكهن بصاحبها، على بعد أسابيع من الإعلان عن نتيجتها بسبب الأداء المتساوي ما بين ثلاثة لاعبين كبار يصنعون الحدث في أوربا، وهم نجم مانشستر سيتي الجزائري رياض محرز، ونجما ليفربول السينغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح الذي أصيب في الدقائق الأخيرة من مباراة فريقه ليفربول أمام فريق توتنهام. اللاعبون الثلاثة سيطرحون سيرتهم الذاتية خلال الموسم الماضي على الطاولة، سواء مع الأندية أم منتخبات بلادهم. والذين يراهنون على فوز رياض محرز دون منافسيه بلقب القارة السمراء يعلمون بأن البقية أحرزوا بطولة رابطة أبطال أوربا، وهو ما جعل الصراع يتواصل بين الثلاثي الإفريقي، إلى غاية نهاية النصف الأول من الموسم الكروي الحالي. في الدوري الإنجليزي، كان رياض محرز قد فاز الموسم الماضي باللقب على حساب ليفربول، ولكن في الموسم الحالي يتفوق ماني وصلاح لحدّ الآن بست نقاط على رياض محرز، مما يعني أنهما الأقرب للتتويج باللقب البريطاني. في الدوري الإنجليزي يتواجد المهاجم ديبرايين لحد الآن كأحسن ممرّر بتسع تمريرات حاسمة، ويتشارك رياض محرز ومحمد صلاح في المركز الخامس بثلاث تمريرات ولاعبين آخرين، ولم يقدم ساديو ماني لحد الآن سوى تمريرة واحدة حاسمة، وفي التسجيل يتأخر رياض محرز عن اللاعبين الاثنين، حيث لم يتمكن من تسجيل سوى هدفين فقط، بينما سجل ماني خماسية ومحمد صلاح رباعية، وهما مبتعدان عن رياض محرز تماما كما كان الشأن خلال الموسم الكروي الماضي، لحد الآن فإن لاعبي ليفربول أساسيان ولا يمكن لكلوب التفريط فيهما حيث لعب محمد صلاح إلى غاية الجولة التاسعة 794 دقيقة، ولم تُغيبه سوى الإصابة، ولعب ساديو ماني 789 دقيقة، فإن حظ رياض محرز لم يزد عن 458 دقيقة فقط، وهو ما يجعل الكفة تميل بالنسبة للأندية لصالح محمد صلاح أو ساديو ماني، ولا أحد بإمكانه التفريق بين النجمين حتى من حيث أعمارهما التي بلغت 27 سنة ويزيد عنهما رياض محرز بسنة كاملة. في رابطة أبطال أوربا يرهن رياض على تمريراته الثلاث الحاسمة، وتأهل فريقه المحتمل بسهولة في المركز الأول، بينما حظ ليفربول غير كامل في الحصول عل المركز الأول في مجموعته، بسبب منافسة نابولي القوية. وإلى غاية الجولة الثالثة من رابطة أبطال أوربا، يبقى محرز ومحمد صلاح في أرقامهما القوية أحسن من نجم السينغال ساديو ماني. البطولة الإفريقية الأخيرة للأمم التي جرت في مصر أيضا ستكون حاسمة، لأن الاتحاد الإفريقي على مدار سنوات صار يتحدث عن ضرورة احترام المنافسة الإفريقية، ومن غير الممكن أن يقاس مستوى لاعبي القارة الإفريقية من خلال أدائهم في أوربا. وفي هذا الجانب فإن الغلبة للنجم الجزائري المتوج باللقب القاري وتسجيله لثلاثية في الدورة أمام كينيا وغينيا ونيجيريا، بينما وصل ماني ولعب النهائي وخسره وخرج محمد صلاح بيد فارغة وأخرى لا تتويج فيها. سيكون أمرا رائعا لو فاز رياض محرز بلقب أحسن لاعب في القارة السمراء، فالحدث سيفتح شهية اللاعب والمنتخب الجزائري لخوض تصفيات مونديال قطر بقوة، من باب القوة الإفريقية الأولى، وسيكون أول لاعب جزائري يحصل على الكرة الذهبية الإفريقية لمرتين متتاليتين، ومن حقه بعد ذلك أن يراهن على لقب عالمي أو أوروبي مع ناديه مانشستر سيتي ولشخصه، خاصة أنه في سن العطاء حيث سيبلغ في شهر فيفري القادم التاسعة والعشرين من العمر، وهي سن تسمح له بتفجير طاقاته، وكلنا نعلم بأن رابح ماجر فاز بلقب رابطة أبطال أوربا سنة 1987 مع ناديه بورتو عندما كان في التاسعة والعشرين من العمر، وحتى لو رأى الاختصاصيون غير ذلك فأمام رياض محرز مزيد من الوقت إذا حقق الانتصارات مع ناديه ومع الخضر كأن يتوج مرة أخرى باللقب القاري القادم في الكامرون، وقدّم عرضا كبيرا يؤهل الخضر إلى مونديال قطر ويكون هو نجما في تحقيق المنتخب الجزائري نتائج أحسن من المشاركة في البرازيل عندما رأى خاليلوزيتش بأن رياض لا يصلح تجريبه سوى في مباراة بلجيكا التي خسر فيها رفقاء فيغولي بهدفين مقابل واحد وكان رياض محرز خارج الإطار. ب.ع