واصل المنتخب الوطني جانبه الاستعراضي بالنتيجة والأداء، وهذا بعد الفوز العريض وبخماسية كاملة أمام منتخب زامبيا، خلال المباراة التي جرت الخميس في ملعب تشاكر بالبليدة، خماسية افتتح بها أبناء المدرب بلماضي شهية الانتصارات في تصفيات “كان 2021” بالكاميرون، مثلما أكدت التشكيلة الوطنية على صحة إمكاناتها وقدرتها على مواصلة تعزيز هيبتها في القارة الإفريقية. حقق “الخضر” أفضل انطلاقة في التصفيات المؤهلة لنهائيات “كان 2021” بالكاميرون وهذا بعد أن سحق زملاء مبولحي المنتخب الزامبي بخماسية كاملة تداول على توقيعها كل من بن سبعيني وبلايلي والعائد سوداني وبونجاح بثنائية، ورغم أن العناصر الوطنية لم تتمكن من الوصول مبكر إلى مرمى المنافس، إلا أن الهدف الذي وقعه بن سبيعيني في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول قد حرر اللاعبين الذين دخلوا معترك النصف الثاني من المباراة بقوة موقعين 4 أهداف كاملة أكدت على صحة إمكانات محاربي الصحراء وقدرتهم على التعامل بحنكة مع مثل هذه المباريات، بصرف النظر عن قيمة ومستوى ومكانة المنافس. تنوع في التسجيل بين الكرات الثابتة والبصمات الفنية الفردية ومن بين مميزات مباراة الخميس، هو التنوع في طريقة تسجيل الأهداف الخمسة للمنتخب الوطني، التي كانت مزيجا بين الكرات الثابتة والجهود الفنية الفرجية التي صنعت الفارق في 3 مناسبات، ناهيك عن الفرص الكثيرة التي ضيعها زملاء محرز، التي كانت قابلة لرفع حصة الأهداف إلى أكثر من خماسية، وفي الوقت الذي سجل المدافع بن سبعيني حضوره بافتتاحه مجال التهديف بكرة ثابتة مستغلا تنفيذ ركنية، وكذا توقيع الهدف الثاني عن طريق بونجاح إثر ركلة جزاء ناجحة، فإن الأهداف الثلاثة الأخرى حضرت فيها اللمسة الفنية والجانب الاستعراضي، وفي مقدمة ذلك الهدف الذي وقعه بلايلي في (د75)، حين تمكن من التموقع بشكل جيد في منطقة دفاع زامبيا قبل أن يفتح الزاوية مسددا الكرة في الزاوية الأفقية للحارس الزامبي الذي لم يحرك لها ساكنا. كما تألق سوداني بهدف آخر إثر عمل فردي في (د85)، ليسير على خطاه الهداف بونجاح الذي وقع الهدف الثاني له في المباراة مستغلا تلقيه تمريرة قبل أن يباغت الدفاع والحارس الزامبي بلمسة فنية جميلة. بلايلي فنان.. عودة موفقة لسوداني وبونجاح يفك عقدة ركلات الجزاء وفي السياق ذاته، فقد خلفت مباراة الخميس عدة جوانب إيجابية تعكس الإمكانات الفنية التي يتميز بها هجوم “الخضر”، وكذا الاستقرار الذي بات يطبع أداء العناصر الوطنية، وفي هذا الجانب وقف الكثير على العودة الموفقة للمهاجم سوداني الذي استغل مباراة أول أمس ووقع هدفا سيكون له أثر إيجابي من الناحية المعنوية بالخصوص، موازاة مع الثقة التي حظي بها من طرف المدرب بلماضي، وهو الذي غاب عن العرس الإفريقي الذي احتضنته مصر، كما أكد يوسف بلايلي على إمكاناته الفنية وقدرته على الجانب الاستعراضي، بدليل أن الهدف الذي وقعه الخميس إثر تسديدة سكنت زاوية الحارس الزامبي قد خلفت الكثير من الإشادة وسط المعلقين والمحللين، ما يؤكد على قدرة ابن الباهية وهران على صنع الفارق في أي لحظة، وهو الذي برهن عن ذلك في “كان 2019” بمصر. وفي السياق ذاته، فقد عرف المهاجم بونجاح كيف يضرب عصفورين بحجر واحد، فعلاوة عن فكه عقدة ركلات الجزاء بطريقة فعالة أمام زامبيا، متجاوزا بذلك ما حدث له في دورة مصر أمام كوت ديفوار، فإنه وقع هدفين في مباراة أول أمس على ثنائية في المجموع برهن من خلالها على حسه التهديفي وعودته القوية، بدليل أن الهدف الذي سجله في ودية كولومبيا لا يزال في الأذهان. بلماضي حريص على الاستقرار ومواصلة الهيمنة الإفريقية والواضح من خلال المردود المقدم في المباراة، وبصرف النظر عن التأخر نسبيا في الوصول إلى مرمى المنتخب الزامبي، فإن العناصر الوطنية أبانت عن ثقة كبيرة في إمكاناتها، بفضل الاستقرار الحاصل على مدار الأسابيع الماضية، وهو ما يعكس العمل الكبير الذي يقوم به المدرب جمال بلماضي الذي يبدو أنه مصر على مواصلة الهيمنة في القارة الإفريقية، من خلال إعطاء “الخضر” الوجه الحقيقي الذي يستحقونه، وهو الذي يتواجد حاليا بثوب بطل القارة السماء، وهو العامل الذي جعل الناخب الوطني يسعى إلى استغلال هذا العامل من أجل الحفاظ على بريق “الخضر” وهيبته وبالمرة مواصلة هيمنته، من خلال حسم التأهل لنهائيات “كان 2021” بالكاميرون، إضافة إلى التفكير من الآن في التحديات المنتظرة في تصفيات مونديال 2022 بقطر، وهي طموحات يعكسها المسار المحقق للمنتخب الوطني منذ تولي بلماضي الإشراف عليه منذ صائفة العام الماضي، بدليل أنه لم ينهزم في 16 مباراة متتالية، محطما الرقم السابق الذي كان بحوزة الراحل عبد الحميد كرمالي، ناهيك عن تتويجه الإفريقي الذي أعاد الكرة الجزائرية إلى الواجهة، في انتظار ترسيم العودة مجددا إلى واجهة المونديال، والعمل على إثراء المسار المحقق في نسخة 2014 بالبرازيل. بعد غياب لقرابة سنة ونصف سوداني يعود بقوة للخضر ويمنح خيارات جديدة لبلماضي رفع مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، سقف المنافسة عاليا داخل بيت الخضر وخاصة ضمن التشكيلة الأساسية، فالتواجد مع لائحة ال23 باستمرار ليس بالأمر السهل، وضمان مكانة في التشكيلة، يتطلب إمكانيات كبيرة. ولا يختلف اثنان في أن مستوى الخضر ارتفع كثيرا مع بلماضي، الذي عرف كيف يختار تشكيلة متوازنة، يصعب اختراقها في الوقت الراهن، فضمان مكانة أساسية مع الفريق الوطني، يستدعي امتلاك مواصفات هلال سوداني، الذي سجل نقاطا كثيرة لصالحه في أول ظهور له مع الخضر بعد غياب دام أكثر من سنة. وكان ربع ساعة كافيا لسوداني، للتأكيد على أنه من طينة الكبار ووقت اعتزاله لم يحن بعد، بحيث قدم ابن الشلف الإضافة اللازمة لوسط الميدان والهجوم، أمام منتخب زامبيا وترك بصمته في المباراة بتسجيل الهدف الرابع. وتألق سوداني، مباشرة عقب عودته إلى بيت الخضر، قد يدفع بلماضي إلى مراجعة بعض حساباته ويؤجل ظهور لاعبين آخرين في تشكيلة المنتخب، على غرار أندي ديلور، الذي ينتظر فرصته منذ مدة. ومن دون شك فسيرفع مهاجم أولمبياكوس اليوناني، حجم المنافسة بين لاعبي الخط الأمامي، خاصة أن سوداني، يجيد اللعب في كل مناصب الهجوم، وسيمنح خيارات عديدة لبلماضي مستقبلا. وجاءت تصريحات مدرب الخضر، عقب مواجهة زامبيا، مطمئنة للاعب أولمبياكوس، بحيث أشاد بلماضي، بإمكانيات سوداني الكبيرة وعزيمته القوية على استعادة مستواه والعودة إلى الفريق الوطني. وتجدر الإشارة إلى أن سوداني رفع رصيده من الأهداف مع المنتخب الوطني إلى 24 هدافا، وهو رقم مرشح للارتفاع ما دام اللاعب يقدم مستويات كبيرة مع ناديه في البطولة اليونانية ويحظى بثقة جمال بلماضي. وكان آخر ظهور لسوداني مع الخضر في المواجهة الودية أمام منتخب البرتغال في جوان 2018، بحيث عاد الفوز لرفقاء كريستيانو رونالدو، بثلاثية نظيفة، قبل أن يتعرض مهاجم جمعية الشلف السابق لإصابة قوية في الركبة أبعدته مدة طويلة عن الملاعب. دولور ضحية ثراء التعداد بات نجم مونبيليي الفرنسي أندي دولور بمثابة اللغز المحير في المنتخب الوطني، وهذا بسبب عدم منحه الفرصة للمشاركة في لقاء أمس الأول من طرف المدرب جمال بلماضي، وظل دولور حبيس دكة البدلاء طيلة المواجهة. وكان دولور قد أدلى بتصريحات قبل المواجهة قال خلالها “إنه يتمنى أن تمنح له الفرصة في مواجهة زامبيا من أجل تسجيل أول هدف له بقميص “الخضر” بهذا الملعب”. ويبدو أن دولور راح ضحية ثراء تعداد المنتخب الوطني وتألق اللاعبين على مستوى منصبه على غرار بغداد بونجاح وإسلام سليماني، فضلا عن هلال العربي سوداني الذي دشن عودته إلى صفوف “الخضر” بهدف في مرمى زامبيا. ودافع المدرب بلماضي عن قرار اعتماه على بونجاح في هذا اللقاء، وقال في الندوة الصحفية: “البعض ينتقد اختيار بونجاح في التشكيلة الأساسية بسبب لعبه في قطر، لكنني أعتقد أنه كان رائعا اليوم وسجل هدفا على طريقة الكبار.. كل ما نتمناه هو أن ينجح كل لاعب في تقديم الإضافة للمنتخب، لا يهم لأي فريق يلعب، المهم هو أن يقوم بدوره كاملا رفقة الفريق خاصة في المباريات الصعبة”. يوسف عطال: “فوز مهم في بداية حملتنا إلى كأس إفريقيا” عبر المدافع الأيمن للمنتخب الوطني، يوسف عطال، عن فرحته بالانتصار العريض الذي حققه مع زملائه في بداية حملة تصفيات كأس إفريقيا 2021، الذي كان ضروريا من أجل بداية مريحة في الطريق إلى الكاميرون، بحسبه، وقال عقب نهاية المباراة على هامش المنطقة المختلطة مع وسائل الإعلام: “أعتقد أن نتيجة اليوم إيجابية جدا في بداية مشوارنا في تصفيات “كان 2021″، لقد حافظنا على الهدوء طيلة فترات المباراة ولعبنا بطريقة حذرة خاصة في المرحلة الأولى التي واجهنا فيها بعض الصعوبات رغم فشلنا في ترجمة بعض الفرص التي كانت سانحة للتهديف”. وأضاف لاعب نادي نيس: “وفي المرحلة الثانة، عرفنا كيف نحافظ على الاستحواذ، الأمر الذي حال دون خلق زامبيا الكثير من الفرص، لقد تحكمنا في مجريات اللقاء كما ينبغي”. وأشار: “الأهم أننا لم نسقط في فخ التسرع، وحاولنا الحفاظ على تركيزنا رغم مرورنا بفترات حرجة خاصة في بداية المرحلة الثانية، لقد تجنبنا استقبال أهداف واتسمنا بالفعالية ونجحنا في الوصول إلى مرمى المنافس في خمس مرات، وهو شيء كبير”. وقال: “لعبنا بطريقة مميزة ولم نرتكب أخطاء في الدفاع، لقد طبقنا ما طلبه منا المدرب، وكنا نعلم أن الفريق مطالب بتحقيق الفوز، خاصة أن البدايات غالبا ما تكون صعبة”. يوسف بلايلي: “الفوز بخماسية يجعلنا نواصل التصفيات بثقة كبيرة” أبدى يوسف بلايلي سعادته بالانتصار العريض للخضر على زامبيا ب 5-0 في افتتاح تصفيات “كأس إفريقيا” 2021، ولم يخف فرحته بالهدف الذي سجله ومساهمته في أهداف أخرى لصالح المنتخب الوطني في نفس المباراة. وصرح لاعب أهلي جدة عقب المباراة بأن التزام اللاعبين خلال المباراة واحترام تعليمات المدرب سمح لهم بتطبيق طريقتهم المعتادة وتحقيق فوز كبير، وقال: “واجهنا صعوبة كبيرة في تحقيق الفوز رغم النتيجة العريضة، خضنا الشوط الأول بقوة وحماس لتسجيل هدف على الأقل قبل نهاية الشوط الأول وهو ما حدث وخفف عنا بعض الضغط في المرحلة الثانية”. وأضاف: “نجحنا في تطبيق طريقة لعبنا المعتادة، وكنا الطرف الأقوى خاصة أمام تراجع لاعبي منتخب زامبيا، أعتقد أن هذا الانتصار سيجعلنا نستكمل مشوارنا في التصفيات بقوة، وسيمنحنا ثقة أكبر للفوز بالمباريات القادمة”. وتحدث بلايلي عن مباراة الجولة الثانية للتصفيات المقررة يوم الاثنين القادم أمام منتخب بوتسنوانا. وقال: “سنحاول طي صفحة زامبيا، والعودة إلى التركيز من الآن على مباراتنا القادمة ضد منتخب بوتسوانا، التي ستكون صعبة، خاصة أن هذا الفريق يجيد اللعب على أرضية ميدانه”. بغداد بونجاح: “سنذهب إلى بوتسوانا من أجل انتصار جديد” أكد بغداد بونجاح، مهاجم المنتخب الوطني الجزائري، أن الخضر سيذهبون إلى بوتسوانا من أجل الفوز وفقط.. وقال لاعب السد القطري: “سنتنقل إلى بوتسوانا من أجل الفوز.. لدينا رغبة كبيرة في مواصلة سلسلة نتائجنا الإيجابية، وإضافة فوز آخر ستقربنا أكثر إلى بلوغ هدفنا في التأهل لكأس إفريقيا”، مضيفا: “نحن نعمل لإسعاد الجمهور الجزائري والعودة بانتصار جديد”. وتحدث بونجاح بثقته المعهودة عن مواجهة بوتسوانا وإدراكه للمأمورية التي تنتظره هنالك. وقال: “نعرف المهمة جيدة، ونحن على علم بما سنقوم به. نتمنى العودة بالفوز”.