كرّمت جريدة المجاهد وجمعية مشعل الشهيد أمس المناضل الكبير أحمد مهساس بمقر الجريدة بالجزائر العاصمة، بحضور عدد كبير من المناضلين ورجال الإعلام. ووصف الدكتور عامر رخيلة مهساس في كلمة ألقاها بالمناسبة بأنّه "أحد أقطاب الحركة الوطنية وثورة نوفمبر، وأنّ عمره النضالي فاق 70 سنة". وركز المتحدث على أنّه بالرغم ما لمهساس من رؤية تحليلية سياسية عميقة للقضايا العربية والدولية، أكّدت الأحداث صحتها، إلا أنّنا "لا نجد إلا النزر القليل عنه في وسائل الإعلام وكتب التاريخ، وهذا ما حرم الرأي العام الوطني من الإطلاع على أبعاد شخصية هذا المناضل الفذ"، مضيفا أنّ "الرجل لا يعرف المساومة في القضايا المصيرية للمجتمع، وهذا ما جعله يدفع ثمن مواقفه غاليا، لكنه تحمّل ذلك بصبر المناضلين، ولم يكن مهساس الإنسان متهافتا على الدنيا، بل كان زاهدا في مادياتها، في وقت تنافس غيره في تحصيل حطامها"، وأكد الدكتور رخيلة أنّ "مهساس لم يكن له مسار ذاتي خارج مسار الحركة الوطنية"، وذكّر في هذا الشأن بدوره المعروف في المنظمة السرية وما جرّته عليه من متابعات واعتقالات. ولم تخرج الكلمة التي ألقاها المجاهد عبد الرزاق بوحارة عن السياق ذاته، حيث اعتبر هذا الأخير مهساس من الرجال الذين يمثلون "طليعة جيل كان نتاج ظروف استثنائية في تاريخ الجزائر". وأضاف بوحارة أنّ اسم مهساس يُذكر مع القادة الذين كانوا يُسيّرون الثورة "أذكر أنه معروف في منطقة خنشلة، وهناك مجاهدون بهذه المنطقة مايزالون يذكرونه بخير، ولما يتكلم الناس عن معركة الجرف الشهيرة يذكرون مهساس، لأنه كان من الجماعة الذين دعّموا عمليات المنطقة الأولى في ذلك الوقت".