إحياء للذّكرى العاشرة لرحيل المجاهد سعد دحلب نظّمت جريدة المجاهد بالتعاون مع جمعية مشعل الشهيد صباح أمس السبت ندوة حملت اسم وقفة عرفان لسعد دحلب في ذكراه العاشرة، حضرتها الكثير من الأسماء الثورية التي أدلت بعض منها بشهاداتها حول المناضل ومواقفه· كانت البداية بالترحّم على حياة المجاهد الذي فارقنا مساء أوّل أمس عيسى كشيدة، ثمّ قدّم السيّد محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد برنامج النّدوة قبل أن يفتتحها الدكتور عامر رخيلة ليتحدّث عن لائحة الأمم المتّحدة لتقرير مصير الشعب الجزائري، حيث قال إن المصادقة على اللاّئحة لم يكن منّا من فرنسا على الجزائريين وإنما نتيجة لعمل نضالي ودبلوماسي طويل لجبهة التحرير الوطني وأنصارها في العالم عامّة والعالم العربي الإسلامي بصفة خاصّة، وقد نالت حينها 63 صوتا لأوّل مرّة رغم أنها كانت مطروحة لعشرة دورات، وكانت فرنسا تعتمد في كلّ مرّة سياسة الكرسيّ الشاغر عندما يتعلّقُ الأمر بالقضية الجزائرية. أمّا الباحث عمار بلخوجة فقد تعرّض لأهمّ المحطّات في حياة المناضل سعد دحلب، والذي يُعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة الوطنية. ورغم أن الأسطر لا تكفي لتعريفه إلاّ أننا نقول إن سعد دحلب من مواليد سنة 1918 بقصر الشلالة، أكمل دراسته الثانوية بالبليدة، حيث التقى هناك بمناضلين آخرين جمعه معهم المصير المشترك، مثل عبان رمضان، بن يوسف بن خدة، لمين دباغين ومحمد يزيد، ثمّ نال شهادة البكالوريا والتقى مع مصالي الحاج. بعدها عاد المناضل إلى قصر الشلالة لتنشيط خلية محلّية للحزب، ثمّ تقلّد منصب سكرتير محلّي لحركة أحباب البيان والحرّية قبل أن يعتقل ويكون ضمن المشاركين في مؤتمر إيفيان، فكانت حياته كلّها نضال في سبيل الجزائر· وبعد الدكتور عمار بلخوجة، ألقى المجاهد سيد علي عبد الحميد بدوره كلمة أشاد فيها بخصال المرحوم وأكدّ أنه كان من بين الأوائل الذين قرّروا النّضال، والذين تحلّوا بروح المسؤولية من بداية الطريق إلى نهايتها. أمّا المجاهد عبد الحميد مهري فقد وصف سعد دحلب بالرجل صاحب المواقف الجريئة، فرغم قربه من مصالي الحاج ورغم ما كان يجمعهما من تفاهم إلاّ أنه مع ذلك كان لا يتوانى في إبراز معارضته لأفكاره إذا ما كان الأمر يتعلّق بمصير الوطن واستقلاله. كما ألقى عدد من الحضور الذين يذكرون للمرحوم مواقفه مثل المناضل جلول ملايكة وزهير إيحدادن، كلمة للإشادة بما فعله المرحوم في سبيل الجزائر·