علمت "الشروق اليومي" من مصادر أمنية عليمة، بأن أمير "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، عبد المالك دوردكال، بعث برسالة خطية يحث فيها "إمارة الصحراء" على عرقلة مسار الإتصالات الجارية بين السلطات العمومية وأمير المنطقة الصحراوية التاسعة، مختار بلمختار المدعو "لعور"، من أجل تخلي هذا الأخير عن النشاط المسلح، مقابل الإستفادة من التدابير المتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وحسب نفس المصادر فإن قضية إستسلام بلمختار المدعو "خالد بن العباس"، قد أخذت منعرجا بالغ الخطورة، بات يهدد "مصداقية" تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبر كامل تواجده بالشمال الإفريقي، مرورا بجنوب الصحراء الكبرى وصولا إلى حدود دولة تشاد. وأكدت مصادر "الشروق اليومي"، بأن الإستنتاجات الحالية لمسار المفاوضات وخطورة نتائجها على النشاط السري للتنظيم، دفع بالأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دوردكال، إلى إفادة مخطوط كتابي (رسالة) وجهه حصريا إلى "إمارة الصحراء"، خلال الإجتماع الذي ضم "قيادات ورؤوس بارزة" منشقة عن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي مازال يقودها بلمختار. وتشير المعلومات التي تحصلت عليها "الشروق اليومي" إلى أن الإجتماع جرى أواخر شهر ماي، بالمنطقة المسماة "غوفي" الواقعة جغرافيا ما بين بانيان وأريس، 44 كيلومتر شمال بسكرة. ويستنتج أن إختيار المكان المذكور، يعود إلى طبيعة التضاريس الوعرة، إضافة إلى وجود العديد من المغارات بأسفل وادي غوفي، والتي كانت إبان الثورة التحريرية من بين أهم معاقل المجاهدين وقيادات الثورة، كما يكون إختيار هذا المكان، يعود من جهة أخرى، إلى أن المنطقة سياحية، أي أن منظمي الإجتماع من رؤوس التنظيم الإرهابي، قصدوا التمويه من أجل عقد إجتماعهم بعيدا عن تفطن الأجهزة الأمنية. وكشفت مصادر أمنية، بأن الإجتماع الأخير، يكون قد تمخض عنه نتائج تسعى من خلالها قيادات التنظيم المسلح "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، للإنتقال بالتنظيم برمته، من "العمل المسلح الكلاسيكي" إلى تنفيذ عمليات تعتمد على نظام الرقمية، حيث أشارت ذات المصادر، إلى أن هناك معلومات وردت للمجموعة من خلال رسالة أبو مصعب عبد الودود، تشير إلى إعتماد تقنية التفجير عن بعد، بواسطة إستخدام الأقراص المضغوطة، وهذا بعد أن تتعرض هذه الأخيرة إلى عملية تحضير دقيقة، تستعمل فيها العديد من مساحيق التجميل التي تدمج بدورها بمادة الكبريت المتفجر. ويأتي الحديث عن لجوء "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى مثل هذه التقنية، بعد ما كشفت التطورات الأمنية، في وقت سابق، توظيف التنظيم الإرهابي لتقنية التحكم عن بعد، بإستخدام الهواتف النقالة، لتنفيذ التفجيرات الإجرامية، وهو ما حدث على سبيل المثال في تفجيرات الرغاية ودرڤانة، ثم ولايتي بومرداس وتيزي وزو، حيث تم إستهداف مراكز للشرطة والدرك الوطني. وتحاول "القاعدة" تغيير مناهج نشاطها الإرهابي، ببحثها عن تقنيات تضمن تحجيم خسائرها، خاصة فيما يتعلق بعناصرها المسلحة، ويكشف ذلك، أزمة التنظيم الإرهابي بخصوص "الطاقة البشرية" التي تعرضت للإستنزاف خلال السنوات الأخيرة، جراء عمليات الإستسلام للإستفادة من تدابير الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وكذا نتيجة نجاح العمليات العسكرية ونشاط مصالح الأمن، في القضاء على عدد لا يستهان به من الإرهابيين، إضافة إلى فرار العديد من المسلحين، بعد تفجيرات 11 أفريل بالعاصمة، كرد فعل رافض لإستراتيجية العمليات الإنتحارية التي زرعت بذور الفتنة والخلاف بين فصائل "القاعدة". أ/أسامة