نظمت التنسيقيّة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بحيدرة، الثلاثاء، حيث رفع العشرات من الأئمة القادمين من مختلف ولايات الوطن، شعارات مختلفة جميعها تطالب رئيس الجمهورية بإنصاف هذه الفئة التي تتعرّض حسب تعبيرهم "للبهدلة". التقى عشرات من الأئمة الوافدين من مُختلف ولايات الوطن، أمام مسجد القدس بحيدرة بالجزائر العاصمة، ليتنقل الجميع بعدها سيرا على الأقدام، نحو وزارة الشؤون الدينية والأوقاف القريبة من المكان. وصدحت حناجر الأئمة، أثناء مسيرتهم بمختلف الهتافات، على غرار "كلنا ضد الغلاة.. للأمام للأمام يا إمام"، كما توشّحوا أعلاما وطنية وحملوا لافتات مدونا عليها بعض الجمل، ومنها "يا رئيس الجمهورية كون عادل، الإمام راهو متبهدل"، وأيضا "لا لإهانة أهل القرآن وخاصّته". وبوصول المحتجين أمام البوابة الرئيسية لمقر وزارة الشؤون الدينية بحيدرة، تجمعوا بالمكان، وهم يتلون آيات من الذكر الحكيم، وكانوا يحملون لافتة كبيرة مُدوّنا عليها "حقوقنا مهضومة ووزارة ظلومة". ومعلوم أن التنسيقية الوطنية للأئمة والتي يترأسها جلول حجيمي، تخوض منذ قرابة الشهرين "معركة" مع الأمين العام للمركزية النقابية، سليم لباطشة، بعد منع الأخير لحجيمي من دخول مكتبه ب"ايجتيا"، بسبب انتهاء عهدته على رأس التنسيقية، وعدم عقد مؤتمرها الوطني، وهو ما ردت عليه التنسيقية بحركة احتجاجية ومسيرة. ليخرج بعدها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عبد الله غلام الله، بتصريحات رأتها تنسيقية الأئمة "غير مسؤولة ومستفزة"، وذلك بعدما انتقد غلام الله، خروج الأئمة في مسيرات للمطالبة بحل مشاكلهم، مؤكدا بأن ذلك "لا يصح"، داعيا إياهم للاتكال على الله لحل مشاكلهم وليس على أحد غيره، وعدم الانخراط في النقابة، وتشكيل نقابات خاصة بهم. ومعتبرا بأن النقابة خاصة بالعمال المرؤوسين، حيث تساءل بالقول "من هو رئيس الأئمة، لمن يشتكي الأئمة، عند من يعمل الأئمة؟"، وتصريحاته جعلت التنسيقية تنظم حركة احتجاجيّة أمام مقر المجلس الإسلامي. وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بدوره، أكد في تصريحات له ردّا على احتجاجات الأئمة ومطالبهم، بأنّ الوزارة واقفة إلى جانب الأئمة، ومؤكدا بشأن مطلبهم المتكرر حول حمايتهم من العنف في المساجد، حيث قال "بأنّ الإمام محمي في القانون الجزائري، وكل معتد على إمام يتعرض لعقوبات جزائية في المحاكم"، فيما أكد بأنه سبق أن تم توزيع مساكن على الأئمة وموظفي الشؤون الدينية.